الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعترافات المالكي وزوبعة الكرد

أحمد هادي الموسوي

2008 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


أن تعترف متاخرا خير من أن لاتعترف أبدا .. عذرا على هذا المدخل الذي استقيته وتلاعبت به من القول (( أن تأتي متأخرا خير من أن لاتأتي أبدا )) ، ومرد ذلك يعود الى ألأعتراف الذي جاء متأخرا وعلى لسان رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي من أن الدستور كتب في عجلة من ألأمر وأنه يحفل بالأخطاء والمفاهيم التي أدرجت بناءا على مصالح حزبية وطائفية ،وأن بعض القوى السياسية استغلت هذه العجالة لتضع ما يزعزع أدارة الدولة بموجب بنود ما سمي بـ( تقاسم السلطات مابين ألأقاليم والمركز) وأعترافات أخرى أطلقها المالكي في كلمته التي ألقاها في مؤتمر أصحاب الكفاءات العلمية ببغداد يوم الأحد الماضي ، فشكلت ردود فعل سلبية من قبل ألأحزاب الكردية التي لم تنتظر سوى بضع دقائق لترد على تلك الأعترافات وعلى لسان نائب رئيس الوزراء الدكتور برهم صالح ، وقال ألأخير ان هناك من يسعى لعودة الدكتاتورية وحكم الحزب الواحد والأنقلاب على الدستور تحت ذريعة أعادة النظر في بنوده، وأشار صالح من دون أن يذكر أسم المالكي وحزب الدعوة تحديدا في تلك ألأتهامات الى أن هذا البعض يحاول ألأستئثار بالسلطة من خلال السعي الى أن تكون ادارة الدولة العراقية مركزية وسحب البساط من تحت أقدام ألأقاليم التي جربت نظام الحكم الشمولي من قبل ، مؤكدا أن أدارة الدولة العراقية فشلت فشلا ذريعا طوال العقود الماضية من تأريخها ، ذلك لأنها أعتمدت على نظام الحزب الواحد والمركزية ومصادرة حقوق المحافظات في تقرير مصيرها وتطوير البنى التحتية .
لم يأت المالكي بجديد حين أعترف بضعف ادارة الدولة العراقية ونظامها ألأداري الجديد، ولطالما قلناها وقالها كثيرون من الكتاب والمفكرين والمراقبين والمتابعين للشأن العراقي ، وقلنا أن غياب مفاهيم الدولة الحديثة في العملية السياسية العراقية لاسيما في طريقة كتابة الدستور وما تلا ذلك من تداعيات ابتداءا بالحرب الطائفية السياسية ولم انتهاءا بالمحاصصة الطائفية والعرقية، هي من يقف وراء اسباب فشل التجربة الجديدة في العراق، فكان أن ذهب ضحية تلك السياسات ماريربوا على المليون ونصف المليون عراقي من أقصاه الى أقصاه، وبأعتقادنا أن الأمر لم ينته عند هذا الحد ، بل سيمضي ويتطور الى حد التقاتل من أجل المكاسب اذا ما طبق نظام ألأقاليم العرقية والطائفية بشكله الحالي كما هو حاصل ألآن في أقليم كردستان ، ولا ننسى أن هذا التقاتل أذاق المواطن الكردي من قبل كل أشكال العذابات حينما قتل نحو نصف مليون مقاتل بيشمرگه من الطرفين بشقيه (البارتي واليكيتي) للفترة من الأعوام 1991ولغاية 1997 على الرغم من أن مناطق كردستان لاتزخر بمثل ما موجود في مثيلاتها في باقي مناطق العراق الأخرى ، وبالتالي فأن الحرب ستبلغ ذروتها في مناطق كالبصرة وميسان وذي قار وواسط والنجف وكربلاء وغيرها ممن تحتوي على النفط والمعادن والزراعة والصناعة والسياحة الدينية والموقع الجغرافي.
لقد كان رد فعل النخب السياسية الكردية غير مبرر مطلقا على تصريحات المالكي ، ذلك لأنهم يشاركون بل هم من يفصل سياسة الحكومة المركزية في بغداد ، ولا ندري لم كل هذا الخوف من أن تكون ادارة الدولة منوطة بالحكومة الأتحادية بالأساس ؟ وأن تكون الصلاحيات في الأغلب من أختصاص هذه الحكومة ؟ وأن تسعى لاستخدامها في شؤون ادارة الدولة طالما أنهم ( السياسيون الكرد) هم من يسيطر على كل مفاصل هذه الدولة كما هو عليه الحال ألآن ؟! ولماذا ثارت ثائرتهم وعلى هذا النحو الذي يبدوا أنه أفقدهم صوابهم ليدفع بنائب المالكي في رئاسة الحكومة ليرد عليه بتهم مطبوخة وجاهزة ، تماما كما كان يفعل النظام المقبور حينما يوجه أصابع ألأتهام الى كل من لايتفق معه في الرأي أو غيره بالخيانة لـ(الحزب والثورة) ، والتهمة اليوم صارت تأخذ طابع وشكل ( عودة الدكتاتورية وحكم الحزب الواحد ) لكل من يختلف في وجهات النظر حتى بين المتحالفين .. وتلك هي المفارقة ، ومع أنني لا أؤمن بنظرية المؤامرة .. لكن هناك أنباء في بغداد تتهامسها الرعية تفيد بان الحكيم والأكراد أتفقا على سحب البساط من تحت أقدام المالكي وحزبه في أنتخابات مجالس المحافظات تمهيدا لوضعه على الرف في ارشيف الحكومة الحالية وربما سحب الثقة منه وتغييره حتى قبل الأنتخابات البرلمانية المقبلة، وقد تكون هي القشة التي قصمت ظهر بعير المالكي مما دفعه لتقديم أعترافات الأحد الماضي.. لننتظر فالأيام حبلى بالمفاجآت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج