الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصهيونية الأمريكية تصنع الحدث الجديد لتموه به العالم ، مجبرة الجميع نسيان الحدث القديم

علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)

2008 / 11 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


لقد غردت أصوات إعلامية مختلفة التوجهات و الإيديولوجيات من مختلف بقع القارات الخمس المكونة للعالم مجتمعة حول موضوع معين وهو انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، وقد أجتمعت الأراء حول ما سموه بالتغيير التاريخي المتجلي في تتويج الشخص الأسود كرئيس لبؤرة أكبر تماسيح العالم إنها أمريكا التي لم يحق للسود الأدلاء بأصواتهم الإنتخابية إلا حديثا ، وبهدا التغريد الإعلامي حاول الصهاينة كعاداتهم تضليل العالم عن جرائم أمريكا ، و دماء الأبرياء التي سفكتها تلك التماسيح الحاكمة في الظل، و المتحكمة في القرارات الصسهلة منها و الصعبة ، حيث يعد الرئيس مجرد دمية ، يمكن تصفيته في كل لحظة ، عندما ينتهي غرض الصهيونية منه ، وهو ما قد يتعرض له باراك أوباما ، المعرض للتصفية الجسدية كلما ، بلغت الصهيونية الغرض من وراء تتويجه رئيسا لها ، ولأن الصهيونية تستطيع اتقان صناعة كل شيء ،فإنها صنعت باراك أباما في وقت وجيز كحادث تشغل به الرأي العالمي لطي صفحة سوداء من تاريخ الصهيونية الأمريكية ، وبدلك لم يعد أحد يتحدث عن الجرائم ضد الإنسانية ، و الجرئم الأخلاقية و المالية التي إرتكبتها أمريكا الظالمة ، ولبلوغ الصهيونية هدفها تم إختيارها وتركيزها على باراك أوباما ، كرجل نصف أسود لأن وقت الرجل الأسود الكامل لم يحن بعد في دولة عنصرية ، وجعله أمام أحداث خطيرة ، عليه أن يدفع ثمنها ، ليسدد كل تلك السنوات الثماني التي قضاها سلفه بوش المجرم في التضليل والمخادعة , و الطغيان، "فكيف يمكن ياترى أن يصلح أوباما الدمار الهائل الذي ألحقه بوش الشرير بالعالم ككل، وبأميركا نفسها؟" و من بين العوامل التي لم ينتبه إليها الإعلام المغرد ، و التي تظهر للعلن رغبة الصهيونية توريط أوباما وتحميله عبء مسح الدم الملوث لأيادي الأمريكين ، هومن جهة أولى اختيار جونماكلين كفرس عجوز عاجز عن السباق نحو البيت الأبيض ، وكشخص فاشل خلال مسيرة حياتة ، الشخصية و العائلية ، وجعله منافسا لباراك أوباما ، ومن هنا يطرح السؤال هل ليس هناك حقا شخص أخر يمثل الحزب الجمهوري غير الرجل العجوز المريض ، يمكنه منافسة أباما من الحزب الديمقراطي إن لم يكن هدف الصهيونية فعلا هو إخفاء صفحة سوداء من تاريخ أمريكا ، وتمويه العالم ؟ ثم الترويج لعملية محاولة اغتيال باراك أوباما من أجل كسب المزيد من عطف الناخبين ، في الوقت الدي كان من المفروض إغتيال بوش،الملطخة أياديه بدماء الأبرياء ، وليس أوباما الدي لا يزال حتى حدود الساعة بريئا بلا دنب ، ومن جهة ثانية تسخير أكبر المنابر الإعلامية الأمريكية السمعية منها و البصرية ، و المكتوبة ، بطريقة غير مباشرة لتعلن علانية مساندتها لباراك أوباما ، وهي التي تظل خلال كل الإنتخابات السابقة ملزمة بالحياد ، إلا في هده الانتخابات التي ساندت مباشرة بشكل علني المرشح الديمقراطي كسابقة في تاريخها ، للضغط على المواطن الأمريكي لمنح صوته لكبش الفداء باراك أوباما،
إن كل من إطلع على المنشورات المعنونة بحكماء صهيون سيرى بما ليس فيه شك أن الصهيونية قادرة على صناعة الحدث ، وعلى تدمير العالم من أجل إعادة بنائه وفق التصور و المتطلبات الظرفية و المرحلية ، التي يستوجب استعمالها ، و استثمارها ، في مسألة البناء أو الدمار ، و الدمار الأقتصادي الدي تعرضت له ألأسواق المالية الأمريكية ، حيث التلاعب بالأموال و الأسهم ، وودائع الأبناك الأخرى من مختلف بقع العالم التي استثمرت بالبورصات الأمريكية ، ثم الأنهيار الأخلاقي لأمريكا حيث ممارستها الطغيان و الإعتداء ، وممارسة العدوان على الشعوب و الدول المستقلة ، وضرب الشرعية الدولية ، وتدنيس القانون الدولي ودلك باحتلالها لكل من العراق ، وأفغانستان ، وفلسطين ، وهيمنتها على أكباش الخليج العربي ، وهجومها على سوريا ، و الصومال ، وعلى كل أبرياء العالم ، هو ما أفقد أمريكا أخلاقها التي لم تكن تتوفر عليها في الواقع من قبل ، لأنها دولة مبنية على نبد الشعوب الأصلية ، وهي دولة عنصرية بامتياز ، دولة مبنية على الغش و الكدب و الخداع ، وقد يعترف بعض الأمريكيون أنفسهم بدلك ، وفي هدا الصدد نورد ما كتبه أحد الصحافيين الأمريكيين المدعو: فيسك الدي بدأ بسرد ما انكشف هذا الأسبوع إبان مثول ستة جزائريين أمام محكمة أميركية بتهمة القيام بأعمال إرهابية , إذ حذر مثلا أحد تقارير وكالة الاستخبارات الأميركية بالشرق الأوسط من عملية كاميكاز محتملة تستهدف قاعدة بحرية أميركية في جزيرة جنوب المحيط الهادي، غيرا أن المشكلة هي أن مثل هذه القاعدة لم توجد قط ولم يحدث أن مر الأسطول الأميركي السابع من هذه المنطقة. إن مثل هذه المعلومات التافهة هي التي دأب من يتولون مهمة الدفاع عن الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب على إشاعتها في كل العالم، ما يعكس بيئة الفانتازيا "الخيال" التي تخبط فيها الرئيس الأميركي جورج بوش في السنوات الثماني الماضية. لكن كيف يمكن أن يصلح أوباما ما أفسده سلفه الكذاب الشرير خارج الولايات المتحدة بل وداخلها كذلك؟ يتساءل فيسك. وفي معرض رده يورد الصحافي عن الرئيس الأميركي الراحل جون فرانك كندي قوله "الولايات المتحدة كما يعلم الجميع, لن تبدأ حربا قط", ويضيف لكن بعد الخوف الذي نشره بوش وعملية "الصدمة والرعب" وأبو غريب وبغرام وغونتانامو كيف يمكن أن يعيد أوباما البلاد إلى جادة الطريق؟ ويجيب بأن على الرئيس المنتخب أن يغلق غونتانامو، وأن يعتذر للعالم عن جرائم سلفه, لكن فيسك يعترف كذلك بأن الاعتذار أمر صعب على رجل مطالب بإظهار الاعتزاز ببلده. لكنه يستطرد قائلا إن تعبير أوباما عن الأسف عن تلك الأعمال هو ما ينتظره العالم منه إن كان يريد أن يكون للتغيير الذي ينشده في الداخل أي معنى في خارج حدود أميركا. كما أن عليه أن يعيد التفكير بل ويفكك كل ما يسمى بـ"الحرب على الإرهاب", وعليه أن يخرج من العراق، ويوقف بناء القواعد العسكرية والسفارة الضخمة في ذلك البلد. كما أن عليه أن يوقف هجمات القوات الغربية على الجنوب الأفغاني, إذ لماذا نصر على استهداف حفلات الزفاف؟ كما أن عليه أن يقول للإسرائيليين بعض الحقائق المحلية: أن أميركا لا يمكن أن تظل محجمة عن انتقاد إسرائيل في وجه ما يمارسه جيشها من أعمال وحشية ضد الفلسطينيين واستيطان اليهود في الأراضي العربية. على أوباما أن يقف في وجه اللوبي الإسرائيلي وأن يسحب قبول سلفه بمنح إسرائيل جزءا من الضفة الغربية, وعلى المسؤولين الأميركيين أن يقبلوا التفاوض مع الإيرانيين, كما أن على أوباما أن يوقف غارات بلاده على باكستان وسوريا. ويختم فيسك بالتذكير بآلاف السجناء المفقودين ممن اعتقلتهم الولايات المتحدة في خضم حربها على ما يسمى بالإرهاب ولم يسمع عنهم أحد شيئا, مشيرا إلى أن بعض التقارير تتحدث عن 20 ألف رجل كلهم مسلمون وأغلبهم عرب, متسائلا أين هم هل يمكن إطلاق سراحهم أم هل ماتوا؟ إذ اكتشف أوباما أنه ورث قبورا جماعية من بوش فهذا يعني أنه سيكون مطالبا بتقديم كثير من الاعتذارات.
إن خلاصة القول تظل في كون الصهيونية المتحكمة في أمريكا قد جردت هدا البلد من إنسانيته ، وحولته بسبب جشعها ، وطغيانها ، وعدوانها إلى مجرد بؤرة لأكبر تماسيح العالم التي لا تعيش سوى بدم الأبرياء ، وعندما شعرت هده الصهيونية بيقظة باقي شعوب العالم ، التي تزيد من كراهيتها لأمريكا ،فإنه كان على هده الصهيونية أن تغير خطت هجومها على العالم ، ولما كان لابد من نهج خطة جديدة ،فإن تتويج أوباما كرئيس لأمريكا هي الخطة الصهيونية لمسح داكرة شعوب العالم مما ارتكبته تلك التماسيح الصهيونية من جرائم ، وإظهار أمريكا كوجه غير عنصري ، ثم إنقادها من الأنهيار الأخلاقي فيما إرتكبته من تجاوزات في حق الشعوب الأخرى البريئة ، ثم إنقادها من الإنهيار المالي الدي كانت عرضة له مؤخرا ، وأخيرا إنقادها من الإنهيار العسكري حيث إنهزامها عسكريا أمام شرارة المقاومة الشعبية بكل من العراق ، وأفغانستان،وبدلك يكون أوباما الشخص الدي يعيد ماء وجه أمريكا ، وقد تتم تصفيته جسديا من قبل الصهيونية نفسها إدا لزمت خيوط الخطط الصهيونية دلك، وبالتالي فعلى كل المناهضيين للامبريالية ، و للهيمنة الأمريكية أن لا ينجروا بالعطف نحو ما يسمى بالتغيير في أمريكا لأن دلك مجرد خدعة بنفس إخراج أفلام هوليود، وباراك أوباما مجرد الطريق المفروشة بالورود نحو الجحيم ، والتاريخ القريب أو البعيد سيكشف عن دلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أطفال غزة: من أهوال الحرب إلى نقص المواد الأساسية


.. جون كيربي: -خريطة طريق- جديدة لإنهاء الحرب في غزة




.. بين عزلة وانهيار الحكومة.. خطة بايدن تضع حكومة نتنياهو بمفتر


.. على وقع تصعيد خطير في جنوب لبنان.. بيروت أولى محطات وزير خار




.. سقوط 3 صواريخ بالجليل الأعلى واعتراض آخر في إيلات