الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسيو الأمس وسياسيو اليوم

أحمد السعد

2008 / 11 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


من خلال استعراض تاريخ العراق الحديث تبرز فى الذهن اسماء لشخصيات وقاده عراقيين أنغمسوا فى العمل الوطنى والتحررى وكانوا قادة أحزاب و رجال دوله ومناضلين وكتاب وسياسيين محترفين يحفظ تاريخ العراق اسماءهم بكل أجلال وتقدير لما اتسموا به من وطنية عاليه وترفع عن الصغائر . اولئك الرجال العظام جمعهم حب العراق والعمل من أجل مستقبله كل حسب رؤيته وثقافته وفكره لكن ما كان يجمعهم جميعا رغم أختلاف مواقفهم ورؤاهم الشعور الوطنى العالى ونكران الذات . لم يعرف عن أحد منهم التعالى والتكبر على الناس ولم يعرف عنهم انهم كانوا يمتلكون اسرارا خفيه ولم يكن لديهم طموح السلطه وحب المال والوجاهة ، كان التواضع سجيتهم والحنكة السياسيه والغيرة على مستقبل العراق ديدنهم وشغلهم الشاغل كان المصلحة الوطنيه ، تحمل معظمهم السجن والنفى وتحمل اعباء العمل السياسى والوطنى ولكنهم جميعا من كان فى السلطه ومن كان خارجها كانوا اباة النفس أنصرفوا عن متع الحياة وأمتلاك القصور والحياة الفارهه الباذخة الى حياة العمل الوطنى حتى ان معظمهم مات فقيرا حتى من كان متهما بالتحالف مع الأنكليز او مع الألمان لم يكن مليونيرا أو صاحب ثروه ، ويعرف كل مطلع على تاريخ العراق الحديث ان نورى السعيد رئيس وزراء العراق مات ولم يسجل بأسمه عقار او بساتين او أملاك ولم يسجل فى تاريخ العراق حتى سبعينيات القرن الماضى قيام مسؤول حكومى او شخصية سياسيه وزيرا كان ام رئيس وزراء انه أختلس او سرق او هرب وما قيل عن بعض السياسيين كطاهر يحيى الذى سماه البعض (لص بغداد) لم يكن سوى كلام تنقصه الأدله . ما اريد قوله أن اؤلئك الرجال الذين سيذكرهم التاريخ خرجوا بيض الأكف لم تدنس ايديهم بسرقة مال الشعب وعاشوا من رواتبهم ومن افضل من عبد الكرم قاسم مثالا للشخصية العراقية الذى مضى طاهر اليد ولم يستطع حتى أعداءه اتهامه بالفساد او بسرقة او تبديد المال العام ؟
وشتان بين اولئك الرجال العظام وبين سياسيى اليوم الذين يحتمون عن شعبهم بالرجال المدججين بالسلاح وينعمون بحياة البذخ من المال السحت المسروق من عرق العراقيين وكدحهم وفقرهم وجوعهم و(تلطمهم) فى بلاد الله محرومين من ثروات بلدهم التى ينعم بها السراق والأفاقون من ساسة اليوم الذين اعتبروا السلطة هدفهم وغايتهم أما الشعب والوطن فهما موضوعان للكلام والتصريحات فقط 0لقد سن صدام السنة السيئة وتبعه سياسيو اليوم ، صدام اختار حياة بعيدة كل البعد عن حياة الشعب المسكين الغارق فى دمه وجوعه وعريه وأتخذ لنفسه ولحاشيته القصور والمزارع والبساتين واليخوت وتعالى هو وعائلته وحاشيته من الرعاة والجهلة وأنصاف الأميين على الناس وأحتقروا الشعب وتعاملوا مع الناس كرعاع وأعتبروا أنفسهم أسياد العراق يملكون ما فى الأرض وما عليها وهكذا ، أداموا تسلطهم على رقاب العراقيين لأكثر من ثلاثة عقود
تلك السنة السيئة صارت وكأنها ميثاق عمل للسياسيين الذين جاءوا بعد سقوط النظام الصدامى والذين اعتبروا المناصب فرصتهم ليغترفوا ما شاءوا من ثروات العراق ليبتنوا القصور ويشتروا الأملاك والعقارات داخل العراق وخارجه ويحيطوا انفسهم بالحمايات ويتقاضون رواتب خياليه 0صاروا يتخذون من تداعيات الوضع الأمنى ذريعة للتنصل من مسؤولياتهم فى مواجهة شعبهم ومن انتخبهم وجاء بهم الى السلطه ، لم نر سياسيا او مسؤولا عراقيا بل وحتى نائب فى البرلمان تنازل عن بر
جه العاجى ونزل الى الشارع ليتفقد الناس والأسواق ليعرف عن قرب معاناة الناس وهم يعيشون بين مطرقة الوضع الأمنى وسندان الفقر والحاجة ونقص الخدمات والروتين الحكومى وسوء المعامله والوقوف فى الطوابير الطويله لأستخراج الوثائق الرسميه وما يواجهونه من أبتزاز ونصب وأحتيال وامتلاء المؤسسات الحكوميه بالوسطاء والسماسره والمعقبين الذين يمارسون الأبتزاز والنصب على المواطنين البسطاء . كل هذا يغيب عنه المسؤولون وهم جميعا يتبجحون بأنهم فى خدمة الشعب وجاءوا من أجله ويعملون ليلا ونهارا ليحققوا له الرفاهيه !
كان صدام رغم كل ما قلنا عنه انه سن كل السنن السيئه ، قد التفت الى مسألة ابتعاد الوزراء عن معاينة واقع وزاراتهم عن قرب لذلك اصدر تعليمات لوزرائه ومسؤولى الدولة الذهاب الى المحافظات وممارسة مسؤولياتهم بدرجة أدنى اى أن يذهب وزير الداخليه مثلا الى محافظة ما ليمارس عمل المحافظ لمدة شهر ليطلع عن قرب على ملابسات الوضع الداخلى للمحافظه وطبيعة الخدمات التى تقدم وعلاقة الحكومة المحليه بأهل المحافظة وما ينفذ من مشاريع وكيفية تنفيذ تلك المشاريع وعمليات الصرف عليها ....او أن يقوم وزير الصحة أضافة لمنصبه بتولى مسؤولية مدير صحة محافظة ما ليشرف ميدانيا على المراكز الصحيه والمستشفيات ولا يكتفى بالتقارير المرسله اليه لأن الكثير منها لا يعكس الحقائق التى على الأرض .
ترى هل يستطيع وزراؤنا زمسؤولينا مغادرة المنطقة الخضراء المحصنه ليتجولوا فى شوارع البصره وميسان والأنبار والموصل ليتفقدوا احوال الناس ويتلمسوا معاناتهم عن قرب ؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظاهرة غريبة.. السماء تمطر أسماكا في #إيران #سوشال_سكاي


.. مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز موانيه




.. جنود الاحتلال يحتجزون جثمان شهيد من المنزل المستهدف في طولكر


.. غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غزة




.. قائمة طويلة من لاعبين بلا أندية مع اقتراب فترة الانتقالات ال