الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بصمات القذائف.

عائد صاحب كاظم الهلالي

2008 / 11 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ان علم التفس البيئي والذي بدا كعلم معترف به في سبعينيات القرن المنصرم والذي كان لكتاب علم النفس السيكولوجي عام 1969 الاثر الكبير في ايجاد هذا العلم مع تعاظم مشكلات البيئه في المجتمع النامي وزيادة الجدل حول دور كلا من الوراثه والبيئه في صناعة السلوك الانساني مع ظهور بعض الدراسات التي تحاول الربط بين البيئه الفيزيقيه(الماديه) وبعض المتغيرات النفسيه وكذالك فشل بعض الرؤى الاحاديه في معالجة مشكلات البيئه مما اضطر العلماء بالاخذ بالرؤيه المنظوميه اي جعل علم النفس البيئي شريك في معالجة وتطوير المجتمع وجعله عامل اخر يضاف الى العوامل الاقتاديه والفكريه والسياسيه وغيرها. اذن علم النفس البيئي عباره عن مجموعه من الفلسفات التي تعمل من اجل خلق بيئه نفسيه ذات مواصفات قياسيه تجعل المواطن في وضع نفسي مستقر وغير متذبذب ولا يتجاهل البيئات القائمه ولقد كان لبداية ظهوره هدف من اجل التخلص من المصطلحات التي اخذ بها علم النفس الاجتماعي وكذالك لدراسة العلاقه بين البيئه والسلوك والتي اخذت في علم النفس البيئي كوحده واحده اما مجالات فهو بالاساس ذات طابع تنموي ويهتم بدراسة المشكلات البيئيه وتشخيصها ويساعد على تعديل السلوك البشري من اجل البيئه لكن هذا الامر لم ولن نجد له وجود لا على المستوى الفهم الجمعي للمواطن العراقي وكذالك لم نجد له اثر في لا في سياسات الدوله ولا حتى المؤسسات الاكاديميه مع العلم نحن اليوم بامس الحاجه لتفعيل دور العاملين والمختصين في هذا الميدان لعلهم قادرين على المشاركه في صنع مستقبل افضل لمجتمعنا وبلدنا نحن ان الدوله الان مطالبه باستحداث مؤسسات لهذا الغرض وتفعيل دور القائمين عليها اذا كنا عاجزين عن تحقيق الحد الادنى من اظهار الوجه الجميل لمدننا فبعد ستة اعوام على احداث عملية التغيير نجد انه لم تتحقق النقله النوعيه التي كنا قد وعدنا بها وخصوصا ان دعاة التغيير في العالم الان هم من كان لهم الدور الاعظم في تغيير لكن الصوره على ارض الواقع لم تتغير فكما يقول الشاعر الكبير مظفر النواب(بلادي على الرغم مما تجنت وشردتني كأنك ها هنا ما تغير شيء فنفس الوجوه ونفس الجياع ونفس الغلابه) فلا زالت صور التدمير القبيحه ترصع اغلب الواجهات في العاصمه بغداد ولازالت علامات الحرب شاخصه على الرغم من انها قد وضعت اوزارها قبل سنين بحسب المطلعين والمختصين وبحسب صناع القرار في الحكومه العراقيه وقيادة قوات التحالف فالسيطرات والمتاريس والجدران الاسمنتيه وغلق العديد من الطرق والمنافذ كل هذه الامور اذا اضفنا لها حالة اللاحرب واللاسلم التي يشعرك بها الوضع في كل مدن العراق سوف تكون عوامل مساعده على خلق نفسيه غير مستقره للفرد العراقي اذن ماهو الحل وهل اصبح اصلاح بنايه او عشره بالامر العسير على وزاراتها ميزانيتها مئات الملايين من الدولارات وهل الامر الصحيح ان تقوم هذه الوزارات بالاستيلاء على بنايات اخرى نحن بامس الحاجه لها وتقوم بترك بنايتها المخصصه لها هذا امر في غاية الاستهجان على الدوله وكل الدوائر ذا العلاقه ان تقوم بحمله سريعه لازالة كل مظاهر الدمار وهذا شأن اصبح متعارف عليه في كل مكان فما ان يحصل انفجار او كارثه بيئيه او اي شيء من هذا القبيل نجد الدوله تجند كل طاقاتها وكل امكانياتها من اجل ازالة كل ما من شانه ان يعكر مزاج المواطن او لربما سوف يذكره بهول الكارثه ونحن الى الان وبعد مرور ستة اعوام على انتهاء الحرب لازالت رصعات القذائف تطرز واجهات الابنيه ورشقات الاسلحه تذكرنا بهول ما حصل وكانها لمسات فنيه جميله تطرز هذه المباني عندما يتطلع لها المسؤول الحكومي لا يشغله هدف ازالة كل اثر من هذه الااثار انا في تصوري المتواضع بان العراقي اليوم لا يخشى منه شيء بعد ان تجرع مرارة العنف الطائفي وهو على غير استعداد لكي يعيد الكره مرة اخرى فالخراب الذي يعم الان وعلى كل الصعد وفي كل مجال لم يكن هدفنا من عملية اسقاط النظام بل كنا تواقيين لكي نشاهد بلدنا وهو بصوره اخرى بعد ان اتعبته الحروب والحصار وبعد ان شردت ابنائه واستدرجت كفاءاته في ارض الشتات نتيجه لعوامل عديد ان بغداد تمثل الوجه الحقيقي للعراق وان من يعول على وجود العنف فالعنف بدا ينحسر ويتحصر في اماكن محدوده وان قدوم الشركات والاستثمارات لم ولن يتم اذا ما لم نقوم بجعل بغداد هي الهدف الاول في كل شيء وان من يتكلم عن الفيدراليه الان ويحاول ان يجعل اكثر من عاصمه في العراق الان عليه ان يتنبه الى حاله مهمه ان وجودنا من وجود بغداد ورقينا من رقيها وعمران العراق لم ولن يتم مالم يتم اعمار بغداد فالعالم ينظر الى العراق الان والى الوضع فيه من زاوية بغداد فقط ولا ينشغل بما يحصل في اي مدينه اخرى من مدن العراق مع اعتزازنا واحترامنا لكل قريه ومدينه عراقيه من الشمال الى الجنوب فالتغيير يجب ان يبدا من هنا من بغداد لكي نمتلك الورقه التي من شانها التلويح لكل ابناء وكفاءات العراق وهم المطالبون بالعوده الى بلدهم من دول المهجر للمساعده في توظيف خبراتهم في الارتقاء بالواقع العراقي وكذالك التلويح بورقة الاستقرار الامني لكل رؤوس الاموال من اجل القدوم الى العراق والمساهمه في اعماره ومواكبة التقدم الحاصل والذي اصبحت الفوارق شاسعه بيننا وبين اقرب المقربين لنا ونقصد بهم دول الجوار فاعمار وزارة التجاره وهيئة الرياضه والشباب السابقه ومركز الاتصالات في الرشيد وساحة النسور وبناية مجلس الوزراء لا اعتقد سوف تثقل ميزانية العراق اضافه الى حالة منطقة البتاوين والتي عندما ينظر اليها الناظر فانه على الفور سيتبادر الى ذهنه بانه قد انتقل الى مدينه لا تمت الى الحضاره بصله وغيرها من المناطق التي تعصف بنفسيته المواطن وتخلق منه مواطن منهزم مهزوز يميل الى التسويف والمماطله وهذه الاجواء تخلق بيئه خصبه لكل انواع الجريمه والعنف والانحطاط الخلقي والفكري كما تتردى الحاله المعرفيه ويصاب الواقع الثقافي بنوبات لاتمت للواقع بصله فتنشا الافكار الغريبه والمستهجنه على ما حصل في اوربا وامريكا بعد الحرب العالميه الثانيه وظهور موجات (الهيبز) والافكار الثوريه المتطرف علينا ان نبدأ من الامور البسيطه والتي من شانها ان تعطي نتائج سريعه همنا الاول الان وان نجعل من المشاريع العملاقه والتي تعطي نتائج بعيده كاهداف مستقبليه لأنها اساسا يجب ان تبنى بعنايه ودقه فائق وضمن ظوابط وموصفات خاصه وان يكون هنالك دور للدوائر التي تعنى بالتخطيط وكوادرها المتخصصه لا أن نعود لسياسة الارتجال والعشوائيه من اجل تحقيق مكاسب ضيقه كما كان يعمل به في السابق.
عائد صاحب كاظم الهلالي
[email protected]











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة بلا مساعدات خارجية ودون وقود.. هل مازالت المعابر مغلقة؟


.. تصعيد جديد بين حزب الله وإسرائيل وغالانت يحذر من -صيف ساخن-




.. المرصد السوري: غارات إسرائيلية استهدفت مقرا لحركة النجباء ال


.. تواصل مفاوضات التوصل لاتفاق هدنة في قطاع غزة في العاصمة المص




.. لماذا علقت أمريكا إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل؟