الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرهان على أوباما كالمستجير من الرمضاء بالنار

وليد العوض

2008 / 11 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


في الرابع من نوفمبر الجاري أجريت الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية وقد أسفرت هذه الانتخابات عن فوز المرشح الديمقراطي بارك أوباما بفارق كبير من أصوات المجمع الانتخابي في أمريكا، وحسب القانون الأمريكي فإن الرئيس الأمريكي الجديد سينتقل للبيت الأبيض بعد ستين يوما من إجراء الانتخابات، أوباما الرئيس القادم للبيت الأبيض بدأ منذ اللحظة الأولى لإعلان فوزه بترتيب أركان قيادته واختيار كبار مساعديه في البيت الأبيض إلى جانب نائبه السناتور جو بايدن الذي يفاخر في المحافل كافة بصهيونيته، كما عين الرئيس الجديد رام ايما نوبل الأمريكي من أصول إسرائيلية وابن أحد قادة عصابات البالماخ منفذ مجزرة دير ياسين، وكذلك أعاد دينس روس مساعدا له لملف الشرق الأوسط روس هذا الذي دعا في مقال نشره مطلع نيسان 2004 لإزالة عقبة ما أسماه ياسر عرفات من أمام عملية السلام ، وقدم خطته الانسحاب من جانب واحد التي تبناها رئيس الحكومة الإسرائيلية ارئيل شارون وجرى تنفيذها بالانسحاب من قطاع غزة عام 2005 تلك الخطة التي وجدت فيها الحكومة الإسرائيلية فرصة للتهرب من الاستحقاقات الجدية لعملية السلام ، ومع فوز أوباما هذا الذي نرى انه مثل تحولا جديدا في الرأي العام الأمريكي كونه أول رئيس أمريكي من أصول سوداء الأمر الذي اعتبره البعض يمكن أن يؤدي إلى تحولات جذرية وجوهرية في سياسية البيت الأبيض وهذا صحيح إلى حد ما لكن بتقديرنا سيكون ذلك فقط على المستوى الداخلي الأمريكي خاصة في ظل الأزمة المالية التي تهدد النظام الرأسمالي الذي تقف بلاده على رأسه إضافة إلى تغيرات طفيفة في السياسية الخارجية خاصة على صعيد إيران و العراق لكن ذلك لايمكن أن يؤدي إلى تحول نوعي في السياسية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وخاصة الصراع العربي الإسرائيلي وملف عملية السلام الفلسطينية الاسرائيليلة . لذلك يمكن القول ان المبالغة بالمراهنة على تغير نوعي في السياسة الأمريكية تجاه هذا الملف يمكن اعتبارها مراهنة في غير محلها ، هذا الرهان الذي لمح وجاهر به عدد من قادة حركة حماس حتى قبل فوز أوباما وقد كان لهذا الرهان دورا ملموسا في تأجيل الدعوة لبدء الحوار إلى ما بعد الرابع من نوفمبر أي بعد الانتخابات الأمريكية ومع ظهور نتائجها ارتفعت وتيرة ذلك تحت عنوان ان الديمقراطيين سيتعاطون بشكل مختلف مع ملفين في السياسية الخارجية الأول الملف الإيراني والثاني الملف السوري وهذا من وجهة نظرهم سينعكس ايجابيا على طبيعة العلاقة الأمريكية مع حركة حماس وسيؤدي حسب رأي أصحاب الرهان إلى انفراج في هذه العلاقة، المراهنة او المقامرة الغير مضمونة هي السبب الرئيسي لإعلان حركة حماس عن مقاطعتها للحوار الذي كان مقررا في العاشر من الشهر الجاري برعاية مصرية ،الأمر الذي أدى إلى تعطيله إلى أجل غير معلوم، ويبدو أن تلك المراهنة تمتد لتصل لمحاولة ضمان دور لدول إقليمية وعربية لمشاركة مصر أو حتى مصادرة دورها في هذا الملف ، بتقديري هذه هي الأسباب الحقيقة التي كانت قرار حماس بمقاطعة الحوار وهي غير تلك الأسباب التي تذرعت بها في وسائل الإعلام وكان بالامكان حلها كأول نقطة على جدول الأعمال ،أختم فأقول إن التجربة الفلسطينية والعربية في العلاقة مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة وبالاستناد إلى المعطيات والوقائع تبين ان المراهنة على أمريكا هي كالمستجير من الرمضاء بالنار .
12-11-2008
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر