الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهابيه : سبيت واستوطن الاشرار في وطني ، ودمروا كل اشيائي الحبيبات

ناديه كاظم شبيل

2008 / 11 / 14
الارهاب, الحرب والسلام


اصبحت ظاهرة المرأة الارهابية تثير تساؤل واستنكار الراي العام ، فالمرأة التي تغنى برقتها وحنانها الشعراء منذ فجر التاريخ ،والمرأة التي علت مكانتها حتى اصبحت الهة كما في ملحمة كلكامش ، ولا زلنا نعايش صورا حيه للمرأة العراقيه التي اهدت دمها قربانا لاجل عراق حرسعيد.
لقد كانت المرأة العراقية ولا تزال نبراسا تستضئ به نساء الوطن العربي ،فالدكتوره نزيهه جودت الدليمي هي اول ناشطة عراقيه في حقوق المراة في العراق تحتل منصبا وزاريا في الوطن العربي وذلك عام 1958 .
برزت المرأة العراقيه كشاعره مبدعه منهن نازك الملائكه ، لميعه عباس عماره ،عاتكه وهبي الخزرجي ، سافره جميل حافظ ، رباب الكاظمي ، واسماء عديدة اخرى لا مجال لذكرها .

تولت السيده زكيه اسماعيل حقي اول منصب في القضاء العراقي عام 1975، والسيده صبيحه الشيخ داوود هي اول من تخرجت من كلية الحقوق عام 1941 و لقد شاركت في مختلف الجمعيات الخيريه كالهلال الاحمر والاتحاد النسائي .
برزت المرأة العراقيه في مجال الرسم ايضا فكانت السيده نزيهه سليم من رائدات الرسم في العراق حيث اكملت دراستها في معهد الفنون الجميله عام 1947، والرسامه المشهوره ليلى العطار التي راحت ضحية الارهاب الامريكي في العراق.

وفي مجال الفن والطرب اشتهرت المطربه العراقيه بدريه انور ، ومسعود العمارتلي ، وعفيفه اسكندر وصديقه الملايه ، ولا تزال الساحه العراقيه ترفل لنا العطاء في هذا المجال .

ولقد ساهمت المرأه العراقيه في الانتفاضات الجماهيريه كوثبة كانون سنة 1948لاسقاط معاهدة بورتسموث وانتفاضة تشرين سنة 1952 وبلغ عدد المعتقلات اكثر من 152 .
ولقد تاسست اول منظمه ديمقراطيه جماهيريه سنة1952 للدفاع عن حقوق المرأه والتي كانت السيدات ، نزيهه الدليمي وروز خدوري وسافره جميل حافظ من ابرز مؤسساتها.

ترى من حول هذه المرأة الموغلة في الابداع في كل المجالات الى ارهابية تفجر الغضب اشلاء ممزقه لاناس ابرياء لا ناقة لهم في حزنها الدفين ولا جمل ؟
لو عدنا الى تاريخ العراق الحديث ودرسنا فصوله فصلا بعد اخر بدقة وحياديه ، لعرفنا هول ما تعرضت له المرأة العراقيه . فالرجعية والاستعمار اتحدا يد بيد لتحطيم بنية المجتمع العراقي ، فكان حظ المرأة( في الظلم فقط وليس في الميراث) كحظ الذكرين. فلقد امعنت الرجعية المتمثله في التعصب الديني والمجتمع الذكوري تساندها قوى الشر المتمثل بالاستعمار والحكومات الرجعيه في هضم حقوق المرأة وسحق انسانيتها ، من جملة هذه الامور حرمانها من التعليم اسوة باخيها الرجل ، منعها من الاختلاط وسجنها في عقر دارها تحت ذرائع صيانة العرض من الثلم ،اكراهها على الزواج بمن اختاره لها ولي الامر ، حرمانها من نيل الميراث مساواة بشقيقها الرجل ، اهداؤها كزوجة تحت ذريعة الفصل العشائري الرجعي المقيت حيث تعامل كسبية او خادمة تحمل وزرا لم ترتكبه هي بل شقيقها او ولي امرها ،تزويجها بالبدل (كصه بكصه ) لاستغناء شقيقها عن دفع مهر لعروسه فيهدي شقيقته لاخ العروس بدلا عن ذلك (زواج بالمجان).
زواج النهوه حيث يمنع فيه القريب زواج قريبته من احد الغرباء حتى وان كان زواجه منها غير متكافئا .
اما في وقتنا الحاضر فاضافة الى كل ذلك ، وفي عهد صدام الطاغيه (زمن الحروب الهوجاء ) لحق بالمرأة العراقية ظلما لم يشهد له تاريخ العراق مثيلا ، فالقبور الجماعيه ،والحروب العبثيه والسجون المتعددة الاسباب، مزقت انسانية المرأة وحرمتها حنان الاب وحب الزوج وادمى ترملها وثكلها جراح قلبها ،حيث عطش صغارها الجياع الى الحب والعطف والطعام يحز في قلبها .

وحين تساقط اطفالها فريسة الارهاب مجتمعا في زمن ما بعد صدام (اليتم ،الجوع ، الخوف ، المرض الذي لا شفاء له الناتج عن القنابل المحرمه التي القاها الامريكان، التشرد ، الاحباط واليأس ، حرمانهم من التعليم بسبب العوز) واحدا تلو الاخر ، وحين تخلى المجتمع عن مد يد العون لها فقدت عقلها وهبت مذعورة كلبوة جريحة تمزق من يحيط بها اشلاء بجسد حرم من كل متطلبات الحياة واهمها الحب والعطف والحنان (الغذاء الروحي ) ومتطلبات الحياة الماديه منها العيش بكرامة ،فلم تخلق المرأة للبغاء او التسول او الجريمة ، لانها ينبوع الحب الصافي الذي يروي عائلتها ومن خلاله يرتوي المجتمع ايضا ..
حين يختصر الدين بغطاء اسود يغلف المرأة من قمة رأسها الى اخمص قدميها فلا بد وان يتسرب السواد الى روحها وفكرها وقلبها ، فيدمر كل ما جميل .
على امريكا التي ستبدا بالتغييربعد تولي اوباما الديمقراطي الرئاسة فيها وعلى كل من هب معها من الدول الاستعماريه لتدمير العراق ، الرحيل فورا من ارض العراق ، وان كات تصر على مد يد العون له بحجة مكافحة الارهاب، فمن خلال مساندة الاحزاب التقدميه الديمقراطيه( ومن خارج الوطن) ،لا دحرها وتسليط الاحزاب الدينيه والارهابية على استلام سدة الحكم ، لتمرير كل الاطماع الايرانيه والوهابيه كما تفعل الان.
وعلى عاتق العراقيات الناشطات في مجال المرأة و الطفل النظر بجدية الى مأساة المرأة العراقيه ، والاخذ بيدها للسير بها وبالمجتمع الى الامام ، لا الى الخلف كما يفعل الاسلاميون المتسلطون على دفة الحكم في عراقنا الحبيب الان ، فالمرأة هي اعلم بحاجاتها من الرجل ،ويقع عليها عبئ المسؤوليه من خلال الكفاح الدؤوب لنيل حقوقها كاملة اسوة بالمرأة في الدول المتقدمه التي ما وصلت فيه المرأة الى ماوصلتالان الا من خلال الجهود الجباره والتظاهرات والاضرابات .وعلى الرجال التقدميين تحفيز المرأة ومناصرتها لنيل حقوقها لان ما يصيبها من خير يصيب جميع افراد عائلتها ،وما يصيبها من شر يدفع ثمنه العائلة ايضا .ارجو للمرأة العراقية كل خير وتقدم ولا يتم ذلك الا من خلال حكومة علمانية تهتم بالمرأة عموما لما يرضيها لا بالمرأة المسلمة التي تهتم بما يرضي الله المتمثل بالرجل فقط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيلي ضد حزب الله.. هل نشهد غزة جديدة في بيروت؟ | #


.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: نست




.. المتحدثة باسم البيت الأبيض: الإدارة الأمريكية تشعر بالقلق إز


.. رصد لأبرز ردود الغعل الإسرائيلية على اغتيال القيادي في حزب ا




.. وزير الخارجية اللبناني يتهم إسرائيل بـ-الإرهاب- بعد انفجارات