الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الحب والحرب : مكانٌ داخل نفسي .. خارجها

اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)

2008 / 11 / 15
الادب والفن


(1)

كهفُ صمتٍ في رحمهِ يحتويني .. جنيناً ، يتشبث بالحبل السري ..
جدرانه تسور صوتي .. يبارك تلاشي وجودي في اسطورة جمودي ..
لكن حلماً دافئاً يتوسل لحظة تعبر في مخيلتي .. يمتص آهات وجعي ..
كهفي يفتقد دفئك .. جدرانه تلهو بكريات الصدى .. أفتقد المكان داخل نفسي ، بيد ان الضجيج خارج الكهف يهدد سكينة روحي .. اتوسل نايات الصمت في قلبي ألاتقطع الحبل السري .. ألا تطردني الى مكان داخل نفسي ..
اي إمرأة انا عشقت الحب ، وقد صورَّهّ لي الوهم عصياً على التمزق في حلبات الحرب والحياة ؟!
ـ الحرب لعبة ..
ـ الحياة خدعة ..
ـ الحرب خدعة ..
ـ الحياة لعبة ..
والحب وأ نت وأ نا .. ضحية الخدعة واللعبة ..
للحلبات طقوس لاتشبه طقوس شغفي .. صخبي .. بنائي مدرسة للعشق ..
لذا اطاح عصف للريح بحلمي .. ظلاً للحزن تركني ..
.. فرت ظلال الذكرى من فراغاتي .. وتعرت ارصفة مدن الحب من خطواتي .. فغدا وجهي للطرقات النائية رماداً ، وعلى طفل الحب تناثرت شظايا قلبي ..
قلبي .. كان ذاك اسمه على ما اذكر ..
احدى عطايا الحرب ان تفقد الحب ذاكرته ، او تحرض على تناسيه .. تحيل الحياة الى خفقات خرساء لا تذكر ..
قلبي بعد ايام النزف اشبه بألبوم ٍ غطاه غبار اللعبة والخدعة ..
وأنت تسألني العودة من اقصى محرابي ؟!
هناك مع الصمت يعقد حزني هدنة ..
فمي .. يتبناه الصمت ، يحيره تأرجح قلبي موجوعا ً بين المكانين ..
لا تلح عليّ بالسؤال ..
امنحني زمناً أتأمل نفسي في مرايا المكانين ..
دع صمتي يواجه صمتي .. يحملني صوب قرار حاسم .. ربما صرخة يطلقها جنين الكهف باتجاهك .. او .. بالحبل السري تتشبث أصابعي ..
في الكهف اتركني ، تصالحني نفسي او تخاصمني .. قد اقطع الحبل بهدير ندائك .. يهرعُ
الرضيع في ّ الى ذراعيك .. الى داخل نفسي ، او امنحُ الحرب وجودي ، والذكريات .. وأتسور المكان خارج نفسي ..
فقط ، امنحني وقتاً كيما اعرف اي الأجنة انا ..

(2)

باساطير الجزرالنائية ، هل احلم معك؟
هل اتشبث ، وبي الحلم يتشبث ، في بلد مسفوح الاحلام ، ونثار الرماد يتراقص فوق شظايا الاجساد ؟!
ما عاد يتسع للحلم ، هذاالزمن !
ماعاد يعرف عناوين تضاريسي ، ذاك الفرح !
فاعجب لهمس ٍ تحت ظلال الشجر .. لاختلاس لحظة عشق من زمن ٍ للحرب نُذِر..
حتى جموح الفرح ، يعجز عن أسري ..
يغلب سؤال لحوحُ جموحَ الحلم :
اما زال الحب يسير طليقا بلا خشية ، ام يتعكز خائفاً مثلي ؟!
اما زالت فضاءات المخيلة وشواطئ اللازورد تغري القلب بالغرق ، أم حاصرها جفاف الحروب ؟!
لحظة تسرق لي بسمة لحب خجول .. بيد إن اسطورة هدوءٍ تجتاح وجودي ، تمحو اللحظة ، تعيدني الى خارج نفسي ، إذ تتكسر ايقونة احلامي بدوي قنبلة .. ثمة اجساد تتناثر قريباً من مكاني !!
البركان المسعور يسحب رأسي من جسد ذكرياتي باتجاه محرابي .. يلدغ العقرب زمناً داخل نفسي : وقتك لايتسع لحب او حلم !!
وأنتَ ..
رأسكَ مسمار في جدار نشرة انباء ..
غضب الجرح والخيبة يسلبك حق الحب ..
هذا وقت الغضب ..
طقوس الحب والحلم .. ترف وبطر ..
تصرخ بي : كما قال لك ِ عقرب : الساعة تعلن البكاء عن الوطن !!
تتناثر دموع الحلم على زجاج الوقت مطراً لايبلل السعفات اليابسات ، فلا يتغنج الثمر..
تلقي السماء كرتها الفضية على وسادتي ، تعزيني .. تهجو اغترابي ..
ويحه .. زمن الغدرأيبس الغيث فينا ، فصارَ دمعنا كراتٍ تتناسل بين عقاربه ..
ويحه .. الخنجر المسموم في جسد الوطن ..
ويحه .. الحب ما عاد هو ..
ويحه .. الحلم ماعاد هو .. ماعاد نحن ..
تضاريس الوطن تغيرت .. طقوس الحياة اُستبدلَت ..
ذكرياتنا في اثير الادخنة ذوت ، وبين المقابر تاهت ..
تواقون نحن لحلم جديد .. في اساطير المحيطات اللازوردية والجزر البلورية ..
وتوقي رهن ُ زمنِ ِ تسمرك في جدران نشرا ت الاخبار ..
قل .. ان المسمار سيهبط قمراً على وسادة حلمي ، عندئذ اقول ..
انّ افقاً للحياة قد يتسع ..
قل لي بصوتٍٍ يعلو هدير الموت الاحمر.. انّ مكاني هو أنت .. عندئذ اقول ..
انّ مكانا ً غير مكانك .. غير مكان أناسي .. لن يحتل نفسي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد فهمى و أوس أوس وأحمد فهيم يحتفلون بالعرض الخاص لفيلم -ع


.. أحمد عز الفيلم المصري اسمه الفيلم العربي يعني لكل العرب وا




.. انطلاق فيلم عصابة الماكس رسميًا الخميس في جميع دور العرض


.. أوس أوس: هتشوفونا بشكل مختلف في فيلم عصابة الماكس وكل المشاه




.. مؤلفين عصابة الماكس: الفيلم قائم على العائلة وأهميتها.. ومشا