الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وثيقة الاستقلال الإستراتيجية الضائعة

علاء نايف الجبارين

2008 / 11 / 14
القضية الفلسطينية


يحيى الفلسطينيين الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات، وقبل أشهر ودعوا شاعر الأرض والإنسان محمود درويش، حينها تحدثنا عن علاقته بوثيقة الاستقلال،وفي هذا الشهر أيضا نحن على موعد الذكرى العشرين لإعلان الاستقلال، الغائب عن أجندتنا في أصعب مراحل نضال الشعب الفلسطيني.

جاءت وثيقة الاستقلال كنتيجة لمخاض عسير مرت به القضية الفلسطينية،بعد انطلاق الثورة رفضت القيادة الفلسطينية قرارات الأمم المتحدة على أساس إجحافها بالحقوق الفلسطينية، ولكن التجارب التي مرت بها بدأ من اتفاقيات السلام المصرية الاسرائيلة مرورا بحرب بيروت حتى جاءت الانتفاضة الأولى التي أوجبت على القيادة الفلسطينية وضع برنامج يمكن من خلاله استثمار ذلك الانتصار الذي تحقق، ووضع إستراتيجية فلسطينية يخاطب العالم بناء عليها، وكانت البداية الاعتراف بقرارات الشرعية التي كفلت بعض الحقوق للشعب الفلسطيني، وطالما طالب العالم منظمة التحرير الاعتراف بها حتى يمكنهم التعامل معها.

هذه الوقائع والرغبة ببناء دولة فلسطينية ديمقراطية تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني، ألهمت القيادة في وضع أسس تلك الدولة وتعاملاتها مع النظام الدولي، وأعطت الراحل محمود درويش طرفا من خيوط الشمس يشكل منها بيان الاستقلال، لتحصل على إجماع فلسطيني يعلنه بكل فخر الرئيس الراحل ياسر عرفات
وضعت وثيقة الاستقلال إسرائيل في حجر الزاوية وألقت الكرة في ملعبها، التي طالما رفضت الاعتراف بالشعب الفلسطيني، وبمنظمة التحرير لأنها لا تعترف بحق إسرائيل بالوجود ولكنها اضطرت في النهاية إلى الجلوس مع الوفد الفلسطيني الذي تمسك بوثيقة الاستقلال كأساس للتفاوض مع إسرائيل في واشنطن
لكن حدث ما هو غير متوقع، ووضعت وثيقة الاستقلال جانبا، واستمرت الأوضاع في التدهور حتى وصلنا إلى اخطر أنواع الضعف الفلسطيني المتمثل بالانقسام
حكومة في الضفة وأخرى في غزة، كلاهما لا يعترف بالأخر، والشعب يقدم قرابين الصراع مرة هنا ومرة هناك، وكلاهما يريد البقاء باسم الشعب ومن اجل الشعب، منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، يمتلك برنامجا سياسيا اجتماعيا اقتصاديا مبني على وثيقة الاستقلال التي كما ذكرنا مهملة تحتاج إلى من يخرجها من قمقمها، وعملية التفاوض عسيرة لا تقدم ما يمكن الإشادة به، والكل ينتظر بالرئيس الأمريكي للتحرك، ولكن مسؤولياته الأخرى تعتبر أهم بالنسبة إليه، والمقاومة في وضع لا تحسد عليه، وأصبحت عبئا على الناس بدلا من أن تحتويهم بمفاهيمها وأخلاقياتها

في المقابل حركة حماس تناور بدون بوصلة، ولا تمتلك أي برامج يمكن الاعتماد عليها، دول إقليمية تتحكم بها وتسيرها وفق مصالحها، وتعيش في تناقضات ستنهكها في نهاية الأمر، وأفشلت الحوار الذي راهن عليه الكثيرين
إذن المشكلة لا تكمن في الوثيقة كاستراتجيية، لكنها لم تعطى الفرصة لإثبات ذاتها، ولأنها تمثل خطرا على سياسات المحتل فقد عمل على طيها وعدم الاعتراف بها كأساس للتفاوض، وللأسف استطاع المحتل أن يسيرنا في متاهاته
الأمور معقدة والتناقضات تنهش من جسد القضية، والمرحلة تحتاج إلى وقفة جادة من جميع الإطراف بدون استثناء
وعلى قيادة السلطة الوطنية تفعيل وثيقة الاستقلال من خلال إعادة تبنيها وترسيخ مفاهيمها بين الأجيال الفلسطينية، وكذلك حركة حماس المتخبطة، ونتساءل هنا كيف تقبل بهدنة تمتد لعشرات السنين تبقي الأوضاع كما هي بدون دولة فلسطينية يحفظ بها كرامة الإنسان. ولا تقبل بالشرعية الدولية التي تعطي الشعب الفلسطيني كامل حقوقه، ونضيف هنا بأن النظام الدولي في حراك دائم وإمكانية تغير موازين القوة متاحة
الجماهير الفلسطينية الطرف الأهم في هذه المعادلة مطلوب منها الكثير للضغط على صناع القرار لحثهم على تبني وثيقة الاستقلال كمرجعية لأي سلوك مقاوم أو مفاوض، ويكون ذلك من خلال:

أولا: قراءة الوثيقة، واطلاع الأجيال السابقة التي عاصرت الأحداث الشباب على مضمون الوثيقة وأهميتها خاصة وإنها حازت على موافقة أغلبية الشعب الفلسطيني

ثانيا: تنظيم الندوات و ورشات العمل للخروج باليات لتفعيل وثيقة الاستقلال

ثالثا: استغلال الذكرى العشرين لإعلان الاستقلال لتنظيم التظاهرات التي ترفع فيها الأعلام الفلسطينية فقط وتوزيع بنود وثيقة الاستقلال على المحتشدين

رابعا: مطالبة مؤسسات المجتمع المدني للقيام بدورها في هذا المجال، وعدم اقتصار نشاطاتها على مواضيع ليست ذات أهمية، وهنا لن أبالغ حين أقول أن الجهة الوحيدة التي تهتم بترويج وثيقة الاستقلال، هي المركز الفلسطيني لقضايا السلام والديمقراطية احد مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، الذي نجح في الوصول إلى اكبر قطاع من الجماهير، وانتصبت الوثيقة في ابرز ميادين وساحات فلسطين، بفعل جهود هذه المؤسسة، ولكن يد واحدة لا تصفق وهذا الجهد يجب أن يعزز من قبل الجهات الرسمية التي يعنيها مستقبل الشعب الفلسطيني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع


.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا




.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية


.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن




.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و