الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعترفات عربي طيب !

أحمد الفيتوري

2008 / 11 / 17
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


• اعترافات عربي طيب .
• المؤلف : يورام كانيوك ( يوسف شرارة )
• ترجمة : عدنان حسين
• الناشر : دار كنعان – دمشق
• عدد الصفحات : 272 متوسطة .
• الكاتب :
ان اسمي ليس الاسم الذي يظهرعلى غلاف هذا الكتاب . فأنا أعيش فى باريس تحت اسم مستعار، تنتابني مشاعر الشوق الى بلدي ، وربما الى بلداني التي هي بلد واحد . خلفتني شجرتا النسب مع أوراق خريف أوروبة لأستر بها عريي . ربما كنت فيما يلي أوحاول أن أدفع ضريبة أدين بها لنفسي ، وضريبة أدين بها لأولئك الذين يريدون تصفية حساباتهم معي ، كما يبدو .
انني أتحدث عن ضريبة الأسى وليس عن ضريبة الندم ، نظرا لأنني من الصعب أن ألام لكوني قد ولدت على ما أنا فيه . فأنا ضحية تافهة ان لم تكن عرضية ، بيد أنني أعيش في غرفتي وحيدا ، ومرآتي ليست انعكاسا لمبادئ موضوعية .
كان من المفروض بما يلي أن يكون اعترافا ، سيرة ذاتية جزئية . وبعد قرائته واعادة قرائته تأكد لي أنني لو نشرته فإنه سيكون مصدر أذى لأناس أحبهم . لقد أعدت كتابة اعترافي وغيرت الأسماء والأماكن (هافا ، على سبيل المثال ،لم تكن هي بطلة كولونيا ) ، كما بدلت التواريخ والسيرالشخصية ؛ لا بل حتى انني غيرت شبكة معقدة من العلاقات لكي أحجب الحقيقة بطريقة تبدو معها الحقيقة التي أريد التعبير عنها دقيقة ( ولكن في الوقت نفسه ، وبالقدر نفسه ، أن تكون وهمية ).
في خضم اعادة الكتابة ، سواء كان نحو الأسواء أم نحو الأفضل ، فإنني قد كتبت قصة . لقد كانت القصة هي آخر شيء فى العالم أريد أن أكتبه ، فقد أردت أن أبكي وأصر بأسناني ، لكن النتيجة جاءت قصة .
بناء على ذلك ، سيتم الحكم علي ليس وفقا لما حدث فقط ، بل وفقا للطريقة التي أصف بها ما حدث أيضا. وفي أي من الحالتين ثمة ما يدعو للشفقة . ان الرسالة السياسية لهذه القصة هي أيضا ، وببساطة ، نتاج جانبي للحقيقة التي حاولت أن قدمها ، وهي قد لا تكون مرغوبة ولكنها ضرورية ظاهريا .
ان كثيرا ممن أحببتهم هم الآن في عداد الأموات . كان من عادة فرانز، جدي من ناحية أمي هافا ، أن يقول أن عليك أن تكون قريبا من الله لتكون أيوبا صغيرا . ان آخر ما يهمني هو الخوف من الله ، فقد جعلني مترجموه ومفسروه بالغ الفظاظة .
اذا قبضوا علي في نهاية المطاف وقرر أحدهم ، برغم كل شيء ، أن يصفي حساباته معي فسوف أضحك . لقد بلغت دموعي نهايتها وواصلت مخاوفي الى نهايتها ايضا . انني لا أزال متخفيا ليس أنني أخاف أن يقبض علي ، بل لأنني لا زلت أحاول الاجابة عن لغز حياتي . فلو لم يكن عنقي هو الذي أدخله في حبل المشنقة ولو لم يكن ذلك مسبب لكثير من الأذى لكان من المكن أن يكون هذا الكتاب مسليا مثل نكتة حول أسرع عداء في حي سكني من المبتوري الساقين .
ان اللغة الوحيدة التي يمكنني أن أكتب بها هذا الكتاب هي العبرية ، لكن الغضب ذو لغتين عندما أترجم نفسي الى نفسي فينبغي علي أن أطلق النار على المرآة قبل أن يكون بامكانها أن تطلق النار علي . - يوسف شرارة
• الناشر :
في هذه الرواية شهادة فاضحة عن عنصرية الكيان الصهيوني والمجتمع الاسرائيلي .. انها صرخة انذار وتحذير الى العرب الذين مازالت لديهم أوهام حول امكانية التعايش والسلام مع ذلك الكيان القائم على التعصب والاستعلاء ..
مؤلف الرواية ولد ونشا في الحي اليمني القديم بمدينة القدس لأب عربي فلسطيني وأم يهودية ألمانية ، حيث هاجرت الى فلسطين مع عائلتها جريا وراء الأحلام التي زينتها الدعاية الصهيونية .
دفعه جموحه لتحقيق ذاته بمحاولة الانخراط في المؤسسات الصهيونية عبر ما ظنه قضية يكرس لها حياته .. الا أن نصفه العربي انقلب وبالا عليه ، فقد أصبح عرضة للتمييز والارتياب والنفور الاجتماعي أينما حل وكيفما اتجه .. مما أدى لتفاقم شعوره بالغربة والعزلة والاحباط .
وبسبب عدم نقاء دمه يحرم من حقه في أن يصبح جنديا في الجيش الاسرائيلي ، فدمه ليس نقيا حسب معايير الحاخامات ، يقول له ضابط التجنيد :" لماذا كان على أمك أن تتزوج عربيا . ان أمك قد جعلتك تدفع الثمن . لا أريد عربا في جيشي " .
وهكذا يتبدل سلوكه وينقلب ولاءه للمجتمع الاسرائيلي الى حقد وكراهية ، ويصبح عرضة للمضايقة والملاحقة ، فلا يجد مخرجا من هذا الوضع سوى الهرب والنجاة بنفسه . ويعيش متخفيا تحت اسم مستعار ليكتب هذه الرواية التي تنضح بالاعتراف والمرارة عبر سيرته الذاتية .
- الناشر : دار كنعان للدراسات والترجمة – دمشق
• القارئ :
سردية تشع بالرماد وتعكس انطفاء الروح اليهودية ، انها تندس في الرماد كى تقول كل شئ فلا تقول شيئا ، وهذه الجملة الاختزالية تكثف الخيبة وتعتم الروح وتكل البصيرة . ولأنها لا تريد الانحياز فكل انحياز تقديس لايديولوجيا ما وأن الايديولوجيا جبانة الروح .
سردية تنبض بالاسى وتركن لمواء الروح المؤودة .
فالراوى بين بين وهو من لزوم ما لا يلزم ، وأن تكون الرواية اعترفات فكأن الكتابة تلبس مسوح الرهبان وتتشبت بتطهر مستحيل .
وان كل ما يجذبك للرواية ينفرك منها أو أنها مسخ لمسخ كافكا ، وهذه الغنائية رطانة وشرخ صوت لا صوت له . وأن الرواية مرآة الموت لا الموت الانساني ولكن الموت المسخ الذي تحمله وتتشبت به روح الراوى والرواية ؛ فإن هذه المرآة تدين كل ما تمارى بل وتسخط روح الانسان في قارئها .
فيما جاء في رواية " اعترافات عربي طيب " ليورام كانيوك أو يوسف شرارة – حيث ثمة التباس في من هو كاتب هذه الرواية وأيهما الاسيم الحقيقي ، فكأن رواية الرواية رواية بوليسية – مما جاء : " لقد عدت إلى هنا في عام 1948 ورأيت ما فعلوه بك ، لقد أذلوك ، سلبوا أرضك ، كيف أمكنك أن تبقى هدئا ، كيف أمكنك أن تظل ساكنا هكذا ؟ لقد سلبوا منك كل شئ ، طردوا عائلتك ، حطموا والدك ، حولوك إلى عربي اليهود ، كيف أمكنك ؟ ونظر إلى دون أن ينبس كلمة ، وأضفت قائلا : إنهم غزاة أجانب ، مثل الصلبيين أيضا .
قال عازوري : لا ، إنك على خطاء يا يوسف ، ستمكث هنا . ولكننا سوف نبقى هنا أيضا ، تلك هي المأساة ………….. " .وتطرح الرواية هذه المأساة التي اسمها فلسطين إلى جانب المأساة التي اسمها اسرائيل من خلال توتر الشخصية المزدوجة الاصول لكن هذه الشخصية الروائية – لعلها سيرة هذا الازدواج – شخصية فارغة من حيث أنها تعبير عن المأساة وحسب وفاعليتها في الفقدان . ومن جانب آخر تكشف عن عنصرية توزعها بحياد على كل الشخصيات التي تظهر على مسرح هذه الرواية ، وإن كانت في اطار المسكوت عنه تقدم خطاطة عامة للبنية الداخلية للمجتمع الصهيوني ، وتكشف تفككه المعروف على المستوى الديموغرافي وكذا المستوى البنيوى الفكري لهذا المجتمع اللامجتمع .
وكأنها من ناحية تعرفنا بحالة شاذة ومن الممكن القول مستحيلة لتأسيس دولة الاساطير التي وقائعها ليست من نتاجها ولكن محصلة مجتمعات أوربية ، فاسرائيل هذه حسب الرواية نتاج أزمة الفكر والفعل الاوربيين وهذه البنية السردية الاعترافية هي من تراث مسيحي يؤمى لمفهوم الخطيئة المسيحية أكثر من أنه مجرد حيلة روائية أما الجزء الثاني من اسم الرواية وكذا كوجيوتها فإنه الشعار الايديولوجي الصهيوني الاشهر : بأن العربي الطيب هو العربي الميت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د