الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرفات، لو ينهض..!!

هشام أبو شهلا

2008 / 11 / 14
القضية الفلسطينية


على أصداء الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد ياسر عرفات، تبدو فلسطين أبعد ما تكون عنّا، فبعد أربع سنواتٍ عجاف، لم يبقَ للقضية غصن زيتون أو بندقية ثائر، وأصبحت الدولة الفلسطينية حلماً يغادرنا، أو نغادره، رغماً عنّا.

لا شك أنه لم تكتمل قط نبوءة فلسطينية بالقدر الذي جسده عرفات في شخصه، وأن كل فلسطيني لامس شيئاً من إحساس اليتم بفقدانه، ولكن هذا لا يبرر بأي حالٍ من الأحوال، حالة الضياع التي يعيشها الشعب الفلسطيني الموزّع بين سجنين، على أقل تقدير.

قال محمود درويش، ذات لقاء "لا أريد عرفاتاً آخر، ولكن، أريد أن أرى عرفات، وقد رفض الغياب"، وتستحضرنا هنا مدى الحاجة للحفاظ على القيم الفلسطينية، التي حملها ياسر عرفات على كتفه في مسيرة كفاح طويلة ناهزت نصف القرن من تاريخ هذه القضية.

وكي لا تصبح هذه القيم عرفاتيةً فقط، بالمعنى الزمني للكلمة، فإننا بحاجة إلى إعادة ترتيب المشاريع الفصائلية المختلفة، على أساس تناقض جوهري ووحيد مع الاحتلال الإسرائيلي، فهذا هو التناقض الوحيد الذي يحتاج حلاً جذرياً وراديكالياً، وهذا هو ميدان الحسم بالنسبة لقضية الكينونة الفلسطينية.

كذلك علينا أن ندرك أن البشر ليسوا نسخاً كربونية، حتى وان حملوا قضية واحدة، أو فكراً واحداً، فالاختلاف طبيعة بشرية، لها أن تكون سلاحاً مدمراً - كما جسدنا للأسف نحن هذا النموذج دون تردّد - أو قاعدة راسخة لبناء مصالح مشتركة تحقق الصالح العام، وهذا الأمر الثاني هو الذي نحتاجه ثقافةً وفكراً، قبل الحاجة إليه كممارسة، أو كأمر واقع يفرضه تعثّر المشاريع الفصائلية المختلفة.

إن بناء ثقافة وطنية مدنية، هي المدخل الأصح لإعادة قطار الوحدة الوطنية الفلسطينية إلى سكته الأولى، نظراً لكون المصالح المشتركة قاعدة قابلة للاهتزاز بل والانهيار، في ظل العوامل الدولية والإقليمية المحيطة.

هذه الثقافة يجب أن تبنى على أساس إعادة تصحيح المفاهيم المغلوطة، وإحياء نعرة الكل على حساب البعض الذي يمثله الفصيل. أو بكلمات أخرى، إعادة تعزيز كل ما يجمعنا كفلسطينيين – وهو كثير - من قضية عادلة، وعلم واحد، وتراث مشترك.

وهذا الأمر الذي جسده ياسر عرفات، الذي جمع تحت ظل كوفيته الشامخة أطراف هذا الشعب المعذب، من يمينه إلى يساره، منذ الرصاصة الأولى، وحتى أعتاب الدولة، على قلب رجل واحد.

علينا أن نتذكر، جميعاً، أن ما أتى بصورة عرفات إلى جدران مؤسسات الدولة العتيدة، ليس زعامته للفصيل الأول، وقيادته لأم البدايات فقط، بقدر قدرته الفائقة على التعالي على كل المتناقضات الصغيرة، والتماهي مع اسم فلسطين، كقضية وثورة، وكشعب ودولة.

لقد تمكن عرفات، من أن يمحو ما هو أبعد من الفارق اللفظي، بين غصن الزيتون، وبندقية الثائر، في معجزة من معجزات الرسل، كما حقق نبوءته في العودة إلى أرض الميعاد، كما كان يقول دوماً على أعتاب كل معركة.. "إلى فلسطين"، فهل نكمل نحن الحلم.. "حتى القدس"؟

سيّدي.. يداكَ، وأرض الميعاد.. أينَنا منهم؟ وأينَنا عنْهم؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار