الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سريب مليون سريب - http://afaitouri.maktoobblog.com/

أحمد الفيتوري

2008 / 11 / 19
تقنية المعلمومات و الكومبيوتر


تبدو المدونات كما لو كانت تحويل الشخصي الي عام ، كأن العام يستهدف في الأخير الشخصي، كل ما تقوم به الحكومات والمؤسسات.. الخ يرسو أخيرا من أجل ارضاء اشخاص ايقونتهم المواطنة .
لكن ما فعلته المدونات عبر الانترنت أنها جعلت الشخص دون أيقونة أو أنه مواطن عالمي ، حيث كل مدون كما لو كان يعيش في غرفة يتمكن منها كل من يجيد لغته أن يطالعه .
وفتحت المدونات العالم أمام المدون دون اذن من أحد ، ومنحته أن يكون هو هو كما يحب ويرغب وغصبنا عن كل من يكره ويتذمر ؛ فالمدونة كما لو كانت الدفتر الشخصي لأي منا هذا الدفتر الذي نحب أن يطلع عليه كل من يحب ويرغب .
اذا المدونة حريتنا التي نختارها عن جدارة ، كما يختار من يحب الاطلاع عليها من عدمه .
في هكذا حال تتنوع المدونات بتنوع البشر المدونين؛ بعضنا سيجعل منها مدونة حبيبته كما الشعر، وفي هذا ثمة قصة شهيرة عن ستالين انه اطلع مرة علي ديوان شعري لشاعر روسي مميز؛ وكان الديوان غزليات الشاعر في محبوبته، فتسأل ستالين كم طبع من هذا ؟ أجيب 200 ألف نسخة، فأمر بأن ترسل جميع النسخ الي الشاعر كي يتدبر كيف ينقلها لمحبوبته.
هكذا هو ستالين في كل زمان ومكان ؛ ما ليس علي هواه يصادره .
ولكن ما الفرق بين الموقع والمدونة؟ ، في تقديري كما الفرق بين الجريدة والكتاب بمعنى أننا في الجريدة نتوقع أن نجد العام يغطي الخاص فيما الكتاب الخاص يعري العام، الكتاب أنا المؤلف مفردة وبارزة هكذا كما في المدونة ، وهذا قياس لكن في الحق لقد تم ازالة اللثام عن الحدود بإزالة الحدود ذاتها.
ليس ثمة حدود : بيتي هو العالم مع عالم الميديا والانترنت وبالتالي أنا في كل العالم .
مرة في السنة الخامسة الابتدائية مكنني مدرسي ابراهيم السحاتي من أن أصدر جريدتي الحائطية وعنونتها بـ الشروق ، كنت المحرر والمخرج .. الخ ، في السجن أصدرت جريدة من نسخة واحدة من ورق السجائر، موضوعها السينما واسم الجريدة : انتهي الدرس يا مسماري؛ ( المسماري كان زميلي في السجن؛ وهو الكاتب والناقد الليبي ادريس المسماري، الذي اردت متبجحا اعطاه درسا في السينما ).
جميعا كنا صغارا وجميعا كانت الحيطان مدونتنا، وفيما نخافه أو يخجلنا كانت حيوط المراحيض المدونة، بل كانت الحيوط جمعا وسيلة معارضتنا في بلداننا حيث القمع راعينا .
تبدو المدونات كما لو كانت استبدالا لتلكم الحيوط بما هو خير وأنفع وأجمل.
والمدونة تمنحنا أن نكون أحرارا حتى في انكار أسمائنا والاكتفاء بكنية كمجهول مثلا ، انها تمنحنا أن نكون أشخاصا اعتباريين : معلق ، مطلع ، مشاغب ، أهوج ، .. الخ .
لم نعد بحاجة لتقديم أيقونة الهوية : الاسم والديانة والبلد .. الخ .
فصاحب المدونة يلبس ما يحب ويتقنع بما يريد وكذا المعلق حين نتيح امكانية التعليق ، لقد تمكنا من التعري دون غصب أن تري وجوهنا ، المدونة نطلع عليها بما نحب أو ننضح .
وهكذا تبدو المدونة ازاحة مضطردة للمسؤلية باستثناء المسؤلية الاخلاقية التي هي مسؤلية ذاتية محض . هنا أعيد التذكير بالحيوط ؛ حيث المرء ليس عليه حرج غير ما تنضح به النفس اللوامة أو النفس الراضية المرضية .
المدونة وسيلة بيضاء لا تحملك أية مسؤلية غير ما تحمله علي نفسك ، ( وسيلة .. هكذا في المدارس الليبية يسمون الورقة البيضاء الكبيرة التي توضع عليها الرسوم التوضيحية وغيرها) اذا المدونة تمنحك أن تتعري مخفيا عن الأعين، سنري أصابعك دون أن نتمكن من تحديدي بصماتك، ستنضح كعين ماء أو مجاري أو بركان .. الخ ، نري النبع لكن لا نتمكن من معرفة المصدر ان شاء أن لا يعرف ، تعطيك المدونة طاقية اخفاء ان شئت.
لكن تمكننا من الاطلاع علي مكنونك حتى ولو كان مكنونا مزورا، فالمدونة فضيحتنا في هكذا أحوال أمام أنفسنا ليس إلا.
• مدونة سريب
مع سريب لي سريب من البحث والتنقيب والاطلاع والفحص والتقليب ، جلّ اليوم من اخره حتى الفجر أسبح في ملكوت الانترنت و لا عاصم غير إرادتي . تشتط بي السبل هنا وهناك والآن وما قبل وما بعد، اليوم في مطلعه استقبله قبل أن يصلني وأتبعه وقد غادرني، كما نري الشمس وقد طلعت عبر المديا ونحتفل بالعام الجديد قبل أن يبدأ عامنا كنت كل يوم في كل مكان. وقد وجدت أن اللغة لا مكان لها إلا اذا كان للإنسان مكان، فالعربية لغتي حيث ثمة من يستخدم هذه اللغة في الدنيا كافة.
كل مدون أدين له وكل مدونة مدونتي من حيث أني قارئها ولكل قاريء قراءة .
لقد فتحت الكتب وأخذ الكتاب بقوة وصارت الأسفار سفري؛ كما لو كانت شبكة الانترنت بساط الريح وكما لو كنت سندباد .
ولاعتبار أن ناقل الكفر ليس بكافر فلقد جعلت من سريب البراح ، سريبنا جمعا نحن من نطلع علي هذه المدونة، ولم أحير في أمور كثيرة لقد أطلقت يدي وفتحت هذه النافذة بطريقتي، طريقة العصافير الطليقة.
واعتبرت سريب سريبي بيني وبين من يحب، هنا لا حرج فالمدونة بطبعها طبع شخصي محض، وفي هكذا حال ليس ثمة هدف أو معني محددا مسبقا، فكل ما يجوز يجوز وكل ما يلزم يلزم حتى أنه قد يلزم ما لا يلزم؛ لأنه في اعتقادي المدونة الحرية دون حدود من أحد .
وحتى المعايير المتعارف عليها في حالة الدفتر الشخصي تنقض جميعها أو بعضها، تقبل جميعها أو بعضها، فالمعيار الذي جاءت كي تكرسه المدونات هو الحرية و لا رادع أمام الحرية إلا الحرية: هكذا الحرية سلاح كل منا في مواجهة أي عدوان كما لو كانت الرادع النووي .
لقد تمكن أي منا أن يدون؛ هكذا تحولت الصحافة إلي الجميع حقا وفعلا، هكذا لم تعد مسألة التعيير في يد هذا وليس لهذا يد فيها؛ هذا من ما مضى . المعايير بدأت أيضا مسألة خارج الطغيان فلم يعد بمكنة طاغية ما أن يضع لنا معياره باعتباره المعيار .
وسريب كما لو كانت رقعة شطرنج لكن خصمي علي الرقعة المجهول، وهكذا كما لو كنت العب مع أنا وبهذا كنت مسؤلا اتجاه نفسي وما تري وما تحب وما تستطيع ...الخ .
وفي حالي هذا ضميري حكم بيني وبين نفسي فسريب لعبة فيها الخاسر والكاسب واحد، ولهذا وجدت في الرقعة من يشاركني اللعبة من محبين وأصدقاء حرصهم أكثر مني باعتبار أن أنا هو الآخر، لا أعرف بدونهم كيف كنت سأجهد وأتبعثر وأضيع من الطريق طريقي.
لقد كانوا الحكم حين كنت الخصم؛ فالسريب بطبعه يأتي بسريب آخر وبينهما كان الاصدقاء مدونين لهذه المدونة، التي كأنها مفرد بصيغة الجمع وان كانت جمع في صيغة مفرد.
هل الرقم فاصل في صلاة لا يجوز الوضوء فيها الا بالدم أو كما صلاة الحلاج، صلاة مبتدائها العشق لا طائل فيها عدد الركعات، فإن كتبت لمن تحب فكن كما السكاري و لا تعد الكوؤس؛ في طفولتي كنا لا نحب من يعدنا وكان لنا أغنية نرددها كي نتقي شر من يعد مخافة العين والحسد لعل الأغنية تقول : اللي عدنا نعدوه ... وفي القبر ندفنوه .
إذا لنعتبر العدد من العدة واعتبار مما سلف كي نعد العدة لسريب قادم .
ايه سريب.. هكذا نحتج في اللهجة العامية في شرق ليبيا علي من يلح ويطيل، وهكذا يبدو أن طول الخيط يضيع الابرة.فلا طائل من البحث في مسألة المدونات لأنها كما مسألة نكون أو لا نكون ، أي هي مسألة شخصية، وللمرء أن يحقق حيثيته كما هو متاح وانه متاح لك ما لم يتاح ..









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان وتلقيه العلاج في باريس


.. معرض ابوظبي للكتاب يناقش مستقبل صناعة النشر في ظل تقنيات الذ




.. في تسجيل صوتى محمد عبده يعلن إصابته بالسرطان


.. ابتداءً من 6 مايو | أثر الطائر الطنان | ناشونال جيوغرافيك أب




.. هكذا نحمي أطفالنا من مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي