الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنامي قوة دول الجوار العربي

محمد سيد رصاص

2008 / 11 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


أزاحت الولايات المتحدة،عبر غزوي أفغانستان2001والعراق2003،نظامين ،كانا خصمين رئيسيين لإيران،دخلا في حروب ومشاكل ومواجهات كثيرة معها،وقد خرجت طهران من خلال ذلك إلى حالة من القوة غير مسبوقة بتاريخها الحديث،حيث قاد يوم 9نيسان2003،الذي شهد سقوط بغداد بيد الأميركان،إلى عهد من القوة الإيرانية الإقليمية التي امتدت من كابول إلى بيروت،وإلى نهاية لعهد من الضعف الإيراني بدأ في يوم8آب1988لماخرجت ايران مهزومة من حربها مع العراق،ومن يراقب حركة التاريخ الفارسي يلاحظ أن عيون حاكمي بلاد فارس كانت دائماً تصوب نظرها غرباً،ابتداءاً من قورش،مروراً بالساسانيين،وصولاً إلى الصفويين.
كان حضور الولايات المتحدة العسكري المباشر لقلب المنطقة مؤدياً إلى ذلك ايرانياً،لدرجة وصلت فيها الأمور إلى حدود دفعت طهران لمحاولة تثمير قوتها الجديدة عبر انتقالها لحالة المجابهة مع واشنطن من خلال استئناف برنامج التخصيب النووي(منذ آب2005)،الذي تريد مقايضته بقدراتها"على حل كثير من المشاكل،مثل العراق ولبنان،أوأسعار النفط"،كماصرح نائب الرئيس الإيراني رضاآغازادة في شهر تموز الماضي إثر اجتماعه بالدكتور البرادعي بفيينا،للوصول إلى اعتراف الولايات المتحدة بها ك"قوة اقليمية عظمى"وفقاً لتصريح الجنرال رحيم صفوي القائد السابق للحرس الثوري الإيراني في عام2007.بالمقابل،فإن محاولة واشنطن مجابهة واحتواء القوة الإيرانية المتصاعدة،على كامل اقليم منطقة الشرق الأوسط،قد أدت منذ خريف عام2007إلى تعويم اقليمي للدور التركي برضا أميركي لمجابهة وموازنة الإمتدادات الإيرانية،وهو ماانعكس،كآثار له،في اضعاف قوة الحضور الكردي في العملية السياسية العراقيةعبر الطي العملي لصفحتي(الفيدرالية)و(كركوك)،وأيضاً في أدوار اقليمية بارزة بدأت أنقرة بإدارة ملفاتها.
هنا،إذا كانت مشاكل واضطرابات منطقة (الهلال الخصيب)العربي قد أدت إلى قوة متنامية لكل من فارس وآسيا الصغرى،تماماً كما حصل في الأعوام القليلة السابقة لمعركة (جالديران)1514التي حصلت بين الصفويين والعثمانيين ليبدأ بالسقوط على إثرها هذا(الهلال)بيد السلطان العثماني سليم الأول بعد عامين من انتصاره بتلك المعركة،فإن مشاكل السودان والقرن الإفريقي،والإتجاه الأميركي إلى تهميش دور مصر الإقليمي منذ المعاهدة المصرية الإسرائيليةآذار1979،قد أديا إلى تقوية دول الجوار العربي هناك:حصل هذا أولاً منذ أوائل التسعينيات لما تولت دول (منظمة الإيغاد)=أوغندا- كينيا-إثيوبيا-إريترياملف أزمة حنوب السودان بغطاء أميركي مع استبعاد مصر،إلى أن تم وضع إطار لحلها عبر اتفاقيتي(مشاكوس)2002و(نيفاشا)2005،حيث مالت فيهما التوازنات لصالح الجنوبيين،بالتزامن مع بروز قوي لدور أوغندي في أزمتي رواندا وبوروندي1993-1994،ليتم عبرهما اضعاف الدور الفرنسي التقليدي بهذين البلدين من خلال إزاحة قبيلة الهوتو ذات الأكثرية السكانية فيهما عن الحكم وهي الموالية تاريخياً لباريس.ثانياً،فإن هناك ابراز لدور تشاد في أزمة دارفور،حيث أخذت نجامينا مع المنظمات الدارفورية المسلحة دور هانوي مع الفيتكونغ،وأيضاً برعاية أميركية،مستغلة الروابط القبلية التي تربط الرئيس التشادي بالدارفوريين من خلال قبيلة الزغاوة،فيماتم افشال أميركي لدور عربي في أزمة دارفور لما حاولت ليبيا،بالتعاون مع نيجريا،ونجحت في عقد(اتفاقية أبوجا)أيار2006بين الخرطوم وفصيل رئيسي من المتمردين=حركة تحرير السودان،لتقوم واشنطن ونجامينا بتحريض المنشقين على ذلك الفصيل=عبد الواحد نورو(حركة العدل والمساواة)المنافسة بعدم التوقيع على تلك الإتفاقية،ماجعلها عملياً حبراً على ورق.ثالثاُ،فإن مشكلة الصومال،بعد تولي(المحاكم الإسلامية)السيطرة على مقاديشو في حزيران2006،قد دفعت الولايات المتحدة لإعطاء الضوء الأخضر لإثيوبيا لتقوم بغزو الصومال في الإسبوع الأخير من ذلك العام،فيماكانت أزمة القرن الإفريقي،الناشبة في عامي1977-1978بماتضمنته من حرب صومالية إثيوبية بسبب إقليم أوغادين وحرب في إريتريا التي استعمرتها إثيوبيا وماتداخل في تلك المنطقة آنذاك من صراعات بين موسكو وواشنطن بعد انقلاب شباط1977 الذي جاء بحكم عسكري إثيوبي اتجه للتحالف مع السوفييت،مؤدية إلى دور عربي كبير بتلك الأزمة برعاية غربية،أخذته القاهرة والخرطوم والرياض،فيمالايوجد شيء من ذلك الآن.
في بداية الألفية الثالثة،يقف العرب أمام مشاكل المشرق العربي عاجزين عن القيام بأي دور مؤثر وفاعل،تاركين ذلك للجوار الإقليمي في الشرق والشمال،وأيضاً للغرب الأميركي الذي أتى بجنوده إلى قلب عاصمة بلاد الرافدين،،التي كانت في زمن العباسيين بدور نيويورك الآن،فيماتقف مصر بدون دور أوقوة في قضايا وأزمات السودان والقرن الإفريقي،ومايمكن أن يولده تقرير مسارات محددة فيهما من التأثير الشديد على أمن مصر المستقبلي،إضافة إلى أن الرعاية الأميركية لتقوية دول الجوار العربي التي تأتي منها ينابيع النيل،مثل أوغندا وكينيا وإثيوبيا،سيؤدي إلى أوضاع كان يخشى منها كل حاكم مصري عبر تاريخ أرض الكنانة الطويل.
في زمن الأحادية القطبية،نظرت الولايات بعين القلق إلى قومية،هي الروسية،كانت هي زعيمة الطرف المنافس في زمن ثنائية يالطا،وكذلك فعلت حيال أخرى كانت صاعدة القوة والفورة وأرادت الهيمنة على البلقان،هي القومية الصربية:في "منطقة الأزمات"،الممتدة بين بيشاور والصحراء الغربية،لم تنظر واشنطن بقلق إلى قومية وحاولت ضربها وتهميشها،سوى العربية،خلال مرحلة مابعد انتهاء الثنائية القطبية في عام1989:لماذا؟.........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تحذيرات الحكومة من تلوث مياهها... شواطئ مغربية تعج بالمص


.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تسعى لتأكيد تفوقها أمام بلجيكا في ثمن




.. بوليتيكو: ماكرون قد يدفع ثمن رهاناته على الانتخابات التشريعي


.. ردود الفعل على قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد




.. موقع ناشونال إنترست: السيناريوهات المطروحة بين حزب الله وإسر