الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة الكهرباء الوطنية ومزنة الانتخابات ..!‏

مها عبد الكريم

2008 / 11 / 15
كتابات ساخرة


منذ شهر تقريبا , صار السؤال اليومي المعتاد الذي نطرحه في بداية لقاءنا أنا ومجموعة من ‏زميلات العمل عن حال الكهرباء في اليوم والليلة الماضية فيأتي الجواب مشفوعا بفرح واضح ‏وعلى إشكال مختلفة ولكن بمضمون واحد مثل ( لا أحسن هواية !! ) او (ما انقطعت غير ساعة ‏وحدة بس !! ) أو ( الكهرباء بقت للصبح !!) مع ملاحظة أن الحديث السابق يدور بصوت خافت ‏وكأننا نخشى أن يسمعنا احد فيغير رأيه او تصاب الكهرباء الوطنية بعين الحسد !! ‏
بكل تأكيد أن تحسن الكهرباء خلال الفترة الماضية أدى إلى اختفاء صوت المولدات البيتية ودخانها ‏الخانق واختفت معها معاناة البحث اليومي عن وقود لها وما يرافقه من ارتفاع في أسعار البنزين أو ‏اختفائه وشحته بسبب الأزمات –هذا أذا تجاهلنا مشاكل مولدات المناطق السكنية الكبيرة -, ومع هذا ‏لا أجد أحدا من الفرحين باستمرار التيار الكهربائي مطمئن أن هذا التحسن سيستمر لفترة طويلة بل ‏أن أكثرهم يشعر بقلق مسبق استعدادا لفترة عودة الانقطاعات المستمرة وما سيرافقها من ارتفاع ‏سريع في أسعار البنزين وربما شحه إضافة إلى وضع المولدات نفسه بعد هذه ( الكسلة) وهل ستتمرد ‏على هذا الإهمال الطويل لها (!!) بامتناعها عن العمل مما يعيد النشاط والحيوية لمحلات تصليح ‏المولدات التي ازدهر عملها واغتنى أصحابها وصار الحديث معهم يوزن بالمثاقيل !‏

خلال أشهر الصيف الماضي تصدى عدد لا بأس به من الكتّاب لكتابة عشرات المقالات حول ‏انقطاع التيار الكهربائي وما أصاب الناس خلال أشهر الصيف الملتهبة من جراء الانقطاع المستمر ‏للكهرباء وما رافق ذلك من معاناة وصلت حدها دون أي استجابة من قبل الحكومة أو تحسن خلال ‏تلك الفترة , ولهذا يفهم الكثير منا أن التحسن الحالي لم يأتي استجابة إلى الأصوات التي بحت وهي ‏تنادي بتحسين الكهرباء أنما نتيجة لتغير الجو خلال الشهر الماضي وهذه الأيام وما تبعه من استغناء ‏عن أجهزة التكييف والتبريد ومبردات الهواء والماء وغيرها من الأجهزة, وان عودتنا لزمن ‏الانقطاعات مرهون بأمرين وبحسب ما يجري من أحاديث , الأول هو ازدياد برودة الجو أكثر وما ‏سيرافقه من تشغيل لأجهزة التدفئة في مناطق تواجد الدوائر الحكومية الأولى وفي بيوت وقصور ‏مسؤولي الدولة وبقية القائمة المعروفة , والثاني يرجع أسباب تحسن الكهرباء إلى انتخابات أعضاء ‏مجالس المحافظات التي يتوقع أن تجري في نهاية شهر كانون الثاني من العام القادم وان استمرار ‏التيار الكهربائي في هذه الفترة إنما هو "حركة مدارة" لإقناع الناس للتوجه لصناديق الاقتراع ‏وانتخاب مرشحي الكتل والتيارات السياسية الموجودة ألان على الساحة وبعد الاطمئنان إلى وصول ‏هؤلاء المرشحين إلى الأماكن المطلوبة سيرجع الظلام ليعم ويرتفع صوت نعيق المولدات الكهربائية ‏وعندها لن ينفع الناس لا ندم ولا حسرة ولا مائة مقال يجلد من قام بقطع الكهرباء بعد فترة النعيم هذه ‏‏!‏
في الانتخابات البرلمانية الماضية كان مرشحو الكتل السياسية يظهرون على شاشة التلفزيون ‏ويقومون بتقديم شرح مختصر عن نضالهم وانجازاتهم السياسية السابقة وما ينون تحقيقه من ‏انجازات عظيمة للشعب العراقي والعراق فيما لو تم انتخابهم وحصلوا او كتلهم على مقاعد في ‏البرلمان وأكيد أن معظمنا يذكر كيف حول هؤلاء المرشحين بوعودهم الطنانة ( الهور مرق ‏والقصب جفاجير ) ووعدونا بأعمار العراق وبغداد في فترة أشهر قليلة وتغيير الواقع الاجتماعي ‏والمعيشي وتوفير فرص عمل للشباب و و و ..لكننا لم نسمع ولا من مرشح واحد أو كتلة أي وعود ‏أو حتى إشارة إلى موضوع انقطاع الكهرباء وتحسينها او معالجة مشكلتها جذريا مع أن وضعها في ‏تلك الفترة كان كما هو ألان أو أسوء !, وقد لا يبدو غريبا عدم انتباه الناس لهذه النقطة وإعطاءها ‏الأهمية المطلوبة وذلك لانشغال العراق في تلك الفترة بقضايا أكثر أهمية وإلحاح , ولا ندري هل أن ‏هذه الملاحظة هي دليل على صدق من انتخبناهم أم مؤشر واضح لمقدار ما يستطيعون انجازه حقا !! ‏‏.. ومع هذا لا يستبعد ان يكون حل مشكلة الكهرباء على رأس قائمة وعود مرشحي مجالس ‏المحافظات في الحملة الدعائية القادمة عما قريب هذا لانتهاء قضايا كانت في وقتها أهم , وبما أن ‏معظم الناس سيبقون يتأملون أن تتحقق هذه الوعود حتى مع شكهم بصدق من أطلقها لذا ليس من ‏المستبعد ابدآ أن يفوز من يعد الناس بحل مشكلة الكهرباء خصوصا أن القانون الأخلاقي الذي يحتم ‏على المرشح الفائز أن يتنحى عن منصبه في حالة عدم وفائه بوعوده غير موجود عند معظمهم ‏إضافة إلى عدم وجود قانون فعلي مطبق يحاسب لنفس السبب, وان ورقة الاستقالة التي يوقعها ‏مرشحي بعض الكتل لكتلهم قبل صعود أسمائهم للترشيح ليس الغرض منها ضمان أخلاص ‏المرشح لناخبيه إنما للكتلة السياسية التي أوصلته للمنصب !, وهذا يعني ان الناس العاديين سيبقون ‏وحدهم يدفعون ثمن ثقتهم..‏
يقال أن احد الظرفاء أراد أن يعطي لابنته الصغيرة شيئا قابلا للكسر فقام بضربها أولا ثم أعطاها ‏ذلك الشيء فسألوه لماذا فعلت ذلك فقال : وماذا سينفعني ضربها بعد أن تكسره ! ‏

لذا علينا ألان وفي هذه الفترة بالذات ونحن نتمتع بنعيم الكهرباء الوطنية المستمرة دون انقطاع وبينما ‏تنشغل الكتل السياسية في التحضير للانتخابات القادمة محاولة كسب أصوات اكبر عدد ممكن من ‏الناخبين , علينا ان نطرح سؤال نطالب الإطراف الحكومية المعنية وكافة الكتل السياسية ‏ومرشحيها بضرورة تقديم جواب واضح وصريح له وهو: هل أن تحسن الكهرباء هذا هو بداية ‏تحسن دائمي مطرد سيؤدي إلى حل مشكلة الكهرباء التي عانينا منها لسنوات طويلة بشكل جذري ‏ونهائي أم إنها حالة مؤقتة مرتبطة بتحسن الجو خلال هذه الفترة ومرور" مزنة" الانتخابات ‏المباركة فوقنا ؟؟!!‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى