الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرقابة.. نتاج الجلاد أم مرض الضحية ؟

وديع شامخ

2008 / 11 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


مهاد
1
تضعنا مفردة الرقابة في حالة إرتباك حقا في تعيين وتفحص المعنى المراد منها ..، هل هي رقابة لغرض الكشف عن الخطر وتجنيب المجتمع الوقوع في نتائج وخيمة ؟. أم هي عملية رصد وتهديم للخطط المزروعة في مخ الكائن البشري وإجهاضها إستباقيا؟
هل جاءت الرقابة لصالح المجتمع ، أم لتكميم أفواه الناس ومنعهم من التعبير بحرية عن آرائهم في مختلف القضايا التي تقرر مصيرهم الانساني؟.
أعتقد أن الرقابة بدأت منذ أن وعى الجنس البشري أهميته النوعية في الحياة . منذ أن بدأ سؤال الانسان عن جدوى الحياة، فبدأ مراقبا نفسه في اللحظة التي فكّر فيها بتغيير آليات ومفردات حياته اليومية وتأثير البعد الميتافيزيقي عليها . الرقابة بدأت متواشجة مع إنتصاب الانسان ووقوفه آدميا حسب نظرية التطور، أو عندما هبط آدم من فردوس ربه مخالفا الوصية الالهية ، والتي كانت أول قانون للمراقبة والمعاقبة معا في تاريخ البشرية وفق الفهم اللاهوتي الذي تسلّم به الديانات السماوية و التوحيدية .
........................

2

الرقابة أو المراقبة بحسب "ميشيل فوكو" تضعنا أيضا أمام إستفزازات نصية ودلالية وواقعية ، فالرقابة تعني هناك موضوع محظور تقوم عليه ، وهو دلاليا يعني هناك أفكار ممنوعة من العلن، وهناك أشخاص ممنوعين من الإعلان عنها.. وهناك مجتمع لابد من أقامة الحد عليه .
الرقابة في المجتمعات المتمدنة تعني نظاما إتفاقيا " عقدا" بين المجتمع وسلطة القانون ، تسمح الأكثرية التي وافقت على سن القانون باحترامه من قبل الجميع مع الحق الكامل للاعتراض عليه من قبل المعترضين.. ثنائية الرفض والاحترام معا، لأن القوانين صادرة عن إرادة المجتمع بغض النظر عن أغلبية أو اقلية إنتخابية مرحلية
. هنا نضال طويل من اجل الوصول الى حالة الاستقرار والإطمئنان المجتمعي بين قطبي المعادلة " حاكم ومحكوم ". فوجود كاميرات في محطة قطار أو وجود إشارات ضوئية في الطريق وكاميرات مراقبة في الأسواق ليس دليلا على التعسف بل لاعانة الجميع على العيش بسلام، كما أن أي بيانات أحصائية لاتمثل في هدفها الاستراتيجي معنى للمراقبة بمعنى التهديد ، بل إنها تساعد في زيادة الانسابية للعيش في مجتمع متوافق رغم تنوعه الفكري والاثني والطائفي.. الخ.
..............
3
الرقابة بين مفهومين

تحتل الرقابة حيزا كبيرا في الفكر اللاهوتي بوصف الانسان قاصرا عن أداء اعماله وواجباته ان لم يُسعف بلوائح من الوصايا والمقررات السماوية ، كي يستقيم إنسانا صالحا ، وإلا فقد حلّت علية لعنة السماء، والتي تعني جهاز المراقبة والمعاقبة.
يضعنا الفليسوف الالماني نيتشه ازاء هذا التصور بمفهوم " القطيع" المنساق الى حتفه دون ارادة ، ويقترح الانسان السوبرمان للخلاص من سلطة الإله الذي شيّعه الى الابد. فهل كان اللاهوت فعلا يعد البشر للامتثال الى الوصايا الالهية كقطيع ؟؟ وهل جاء الانسان السوبرمان ونصفه ، بلوائح اكثر تحضرا ورقّّيا من لوائح السماء ؟
الرسالة الالهية الحقّة، لم تشر الى وجوب لزوم الانسان بتطبيق الوصايا إن لم يكن متمكنا من أهليته ، وهو ما يسميه الماركسيون " بوعي الضرورة" اي ان الله كان عادلا جدا فلم يضع الوصايا جزافا ولم يعلن عن إحقيتها إلا بعد مشاركة واعية بين المرسل والمرسل إليه في صياغة مثلى لماهية الرسالة .
وهذا ما يتوضح جليا في رسالة العهد الجديد ،التي قعّدت الاسلوب المثالي الحر في العلاقة بين المراقب " الله" والإنسان. فلقد تجسد الله .. ولاول مرة كأنسان لكي يضعه أمام مسؤولياته ، وهذا سابقة ديمقراطية تماما، وهي تسمى في الاصطلاحات المدنية" ممارسة السلطة من موقع أدنى" . إله نزل الى موقع الانسان ، فلم يكن هنا الرقيب بل المشارك والداعي الى حرية الاختيار " ها انذا واقف خلف الباب واقرع ، ان سمع أحد صوتي وفتح الباب ، أدخل أليه وأتعشى معه وهو معي "
لنرّ ما فعله الإنسان الضال ؟
........................

4

الاخ الأكبر

يقول جورج أوريل على لسان بطل روايته 1984 ونستون سميث:
" إنهم لا يريدون اعترافاته بل يريدون عقله..لم يكن يهمهم أن يحصلوا منه على هتاف بحياة الأخ الأكبر. بل إنه يعتقد إن الأخ الأكبر لا يمكن أن يخطيء..كان ونستون يشعر بأن الشيء الوحيد الذي ما زال يملكه حقاً و يسيطر عليه ويتحكم فيه وحده، هو عدة سنتمترات مربعة هي مركز التفكير في رأسه وكان يشعر على نحو ما، انه إذا استطاع أن يحتفظ بهذه السنتمترات المربعة حية في رأسه، وأن يردد ما يدور بها من أفكار، ولو لنفسه وحدها، فإنه يستطيع على الأقل أن يضمن أن يستمر...".
في رواية 1984 تأليف جورج أورويل التي نشرت في عام 1949 والتي أختيرت كواحدة من أفضل مائة رواية مكتوبة بالإنجليزية منذ عام 1923 وحتى الآن. كان أورويل يتنبأ من خلالها بمصير العالم الذي ستحكمه قوى كبيرة تتقاسم مساحته وسكانه ولا توفر أحلامهم وطموحاتهم بل تحولهم إلى مجرد أرقام في جمهوريات الأخ الأكبر الذي يراقب كل شيء ويعرف كل شيء، حيث يمثل حكمه الحكم الشمولي.
لقد وصف بشكل دقيق تحول القيم البشرية إلى أشياء هامشية ومن ثم سطوة الأحزاب السلطوية والشمولية على الناس والشعوب ليكونوا مجرد أرقام هامشية في الحياة بلا مشاعر ولا عواطف وليس لديهم طموحات أو آمال، حيث يعملون كالآلات خوفا من الأخ الأكبر ولينالوا رضاه لأنه يراقبهم على مدار الساعة.
. حيث تصور هذه الرواية مجتمعاً توليتارياً يتحكم فيه الأخ الأكبر بالمجتمع بواسطة جهاز معقد فيتدخل بكل شاردة وواردة. ويلعب الإعلام دوراً بارزاً كأداة من أدوات التحكم فالأخ الأكبر يحدق بكل فرد من أفراد المجتمع بشكل دائم عبر جهاز التلفزيون حتى في لحظاتهم الحميمة.

...............

5

المراقبة والمعاقبة

يشير فوكو في كتابه " المراقبة والمعاقبة ..1975 " الى المدى الوحشي الذي بلغته السلطات في مراقبة الانسان عقلا ومعاقبته جسدا، كما يبرز بعض الإجراءات القمعية والسلطوية التي تمارسها بعض الأنظمة على الجسد لإرغامه على نهج سلوك تسوده الطاعة والانضباط.
في الفصل الاول من الكتاب يثير فوكو مشكلة السجين روبرت فرانسوا ديمي، الذي حاول اغتيال لويس الخامس عشر. ، منذ أن كان محمولا على عربة العرض التي تخترق به شوارع باريس لتصل به إلى ساحة الإعدام. وفي كل ذلك، يمارس فوكو إعادة إحياء فصول التعذيب لحظة بلحظة، حسب إيقاع تقطيع الأوصال وتمزيق أعضاءالمتهم .
ومن خلال نموذجين للعقاب وهما ، "العقاب الملكي"،الذي يمثل قمع الجماهير من خلال تنفيذ عمليات إعدام وتعذيب وحشية علنية. النمط الثاني، "العقاب التأديبي"، الذي نجده منتشرا في العصر الحديث. على هيئة المعالج النفسي، منفذ البرامج، الضابط في السجن ... الخ. يصل فوكو الى مفهوم السلطة والمعرفة power-knowledge ويعني قدرة المؤسسة على تعقب ومراقبة الأفراد طوال حياتهم. وهو رهاب مستمر وشعور دائم بالرقابة يسري في المجتمع الحديث، بدءاً من السجون شديدة التحصين، المنازل المحمية، الموظفون، الشرطة، المعلمون، وصولاً إلى كل نشاطاتنا اليومية وظروف معيشتنا وسكنانا. كلها مرتبطة بالمراقبة التي يقوم بها بعض الناس تجاه البعض الآخر، للتحقق من التزامهم بأنماط السلوك المقبولة.
...................................
6
نتائج المراقبة

نرى أن نشير أولا الى ما ذهب اليه المعجم الفلسفي لفولتير ترجمة :رجاء بن سلامة إذ يقول "بين التّعصّب والتّطيّر ما بين الهيجان والحمّى، وما بين الحنق والغضب. فالذي ينتابه الشّطح وتعتريه الرّؤى ويحسب أحلامه وقائع، ويحسب خيالاته نبوءات هو متعصّب مبتدئ يمكن أن نعلّق عليه آمالا كبيرة، لأنه لا محالة سيقتل حبّا لله [..] أهمّ مثال عن التّعصّب هو مثال برجوازيّي باريس الذين هرعوا ليلة عيد القديسة بارتلمي إلى أبناء وطنهم ممّن لا يحضرون القدّاس، فقتلوهم وذبحونهم وألقوا بهم من النوافذ وقطّعوهم إربا إربا.
لا يوجد دواء لهذا المرض الوبائيّ إلاّ الفكر الفلسفيّ، فهو عندما ينتشر وينتقل تدريجيّا يلطّف طبائع النّاس ويقيهم نوبات هذا الدّاء. ذلك أنّ هذا الدّاء إذا بدأ يستفحل، فلا مناص من الهرب ومن انتظار اعتدال الهواء. فلا تكفي القوانين ولا يكفي الدّين لدرء طاعون الأرواح. والدّين أبعد من أن يأتي بالخلاص لهؤلاء لأنّه ينقلب إلى سمّ داخل الأدمغة المصابة، ما زالت القوانين عاجزة كل العجز إزاء نوبات الحنق هذه، فما تجدي قراءة قرار مجلس على مسامع مسعور مهتاج؟هؤلاء واثقون من أنّ الرّوح المقدّس الذي ينفذ إليهم فوق القوانين، وأنّ حماستهم هي القانون الوحيد الذي يعتدّون به.بم تجيب رجلا يقول لك إنّه يفضّل طاعة الله على طاعة النّاس وهو تبعا لذلك متأكّد من نيله الفردوس بذبحك؟ والذين يقودون المتعصّبين هم في الغالب الأعمّ المتحيّلون، فهم يضعون الخناجر بين أياديهم. إنّهم في ذلك شبيهون بذلك الشّيخ المقيم في الجبل، فقد زعموا أنّه أذاق المغفّلين أطايب الجنّة، ووعدهم بخلود هذه اللّذائذ شريطة أن يذهبوا لقتل من سيسمّيهم. لم توجد إلاّ ديانة واحدة لم يلوّثها التّعصّب، هي ديانة أهل المعرفة بالصّين. أمّا فِرق الفلاسفة فلم تكن فحسب خالية من هذا الطّاعون، بل إنّها الدّواء منه. فشأن الفلسفة أن تبعث في النّفس السّكينة، والتّعصّب والسّكينة لا يلتقيان".
والآن يمكن ان نستعرض هذه النماذج الآلية والتي انتجها العقل البشري لمصادرة جسد الانسان وفكره كجزاءٍ لخرقه قوانين القطيع وسلطة الحكم والخروج عن نمطها القانوني والحياتي :

- شوكة المهرطق The heretic fork : ويتم استعمالها مع الأشخاص المتهمين بالكفر , أو الردة , وشاعت في فرنسا بالتحديد .
كاسر الإبهام : thumbscrew وهو أداة تعذيب معروفة , يوضع إبهام الشخص المعذَّب , ولن يُسمع غير صراخه !
الخوزقة Impalement : طريقة شهيرة , كانت موجودة منذ العهد الروماني وكذلك الإسلامي , لكنها شهدت ازدهاراً في القرون الوسطى الأوروبية وبلغ ضحايا هذه الآلة الآلاف المؤلفة .
المنشار saw : من أسوأ آلات التعذيب , يوضع الضحية بالمقلوب كي يُحتفظ بحياته لأطول وقت ممكن , من أجل أن يُصاب بالصداع وتجلط الدم في نصفه الأعلى ( والمقلوب لأسفل ) وكانت هذه الآلة تستخدم ضد النساء الهرطيقات .
قناع العار The Mask of Infamy : وهو قناع محشو بالمسامير والسكاكين الصغيرة , يوضع على وجه الضحية , وغالباً ما تُقيد الضحية في السوق لتكون فرجة للجميع .
مهد جودا Juda s Cradle : هذه الأداة لن تتمناها لأسوأ أعدائك .
المشد Rack : يوضع جسد الضحية وسط هذه الآلة وتُربط أطرافه كلها بالحبال , ثم يتم شدها رويداً , حتى تتمزق أربطة المفاصل وتتشنج كل العضلات .
العجلة الضخمة The Big Wheel : يوضع الضحية على هذه العجلة ويتم إحكام تربيطه جيداً كي لا يقع , ثم يحلق بالفضاء لساعات حتى يفقد وعيه بسبب الغثيان والصداع وهي مفيدة لانتزاع الاعترافات .
محطم الرؤوس The Headcrasher : يربط حول الرأس ثم يُضغط على الرأس وأحياناً ينفجر ( بحسب قوة الضغط وبحسب متانة الجمجمة ) !
الخوزقة والحرق معاً : تخوزق الضحية لفترة طويلة ثم يتم حرقها ببساطة .


..........................



7
العرب في ميزان المراقبة والمعاقبة


ستظل المساحة التي تشتغل عليها آليات الرقابة ، مساحة هشة ورجراجة ، ومائعة . فالرقيب يريد جسد الكائن وروحه، والرقابة تتخذ من المحيط الموضوعي ساحة لمعاركها .. تسلط كل نتاج العقل البشري بطريقة سلبية ، الانظمة القوانين والممكنات العلمية المتاحة في حقل الاتصالات والمراقبة ، تضع الكائن في مختبر.. فمن التاريخ تستلب الرقابة الكائن من تاريخه ومن الحاضر تبيض على أحلامه ، وعلى مستقبله تبني بيوتا عنكبوتية!. فلقد تم صلب الحلاج وتقطيعه لان المراقبة كانت فعّالة والعسس متوحدين لخدمة الخليفة !
ثم تم تحويل الرقابة الى عقد مكتوب وميثاق سائد، ومن هذه الحكاية نشأت قصة الاغلبية وحقها في مصادر الحق . فمات الحق في بيت الباطل، وتدحرجت حجارة الباطل على رؤوس شهود الاثبات الذين إمتلكوا الجرأة لقول الحق. ولقد مورس العنف ضد كافة قوى المعارضة، بل والموالاة أحيانا.
في تاريخ الإسلام شهدت حقبة العصر المحمدي إشكالية كبيرة في تعامل المسلمين كسلطة مع معارضيهم ، وهذا ما يذهب اليه بالتفصيل الباحث العراقي الكبير هادي العلوي في" الاغتيال في الاسلام". كما أن قوى المعارضة في الواقع العربي مارست هذه العقلية السلطوية حين تسنى لها إستلام السلطة . ذلك أن العنف سلطة متدنّية النوع بحسب ألفن توفلر. ومن المهم أن نشير الى تاريخ الممارسة الرقابية عبر أمثلة واقعية كما يلي:
*-اعترض الخديوي إسماعيل عام 1870 على مسرحية يعقوب صنوع " الضرتان " لأنها اشتملت على تعريض بمن يتزوج بأكثر من واحدة ، فمست الخديوي ذاته وعلاقاته النسائية المتعددة دون قصد. في حين ان الخديوي محصن تماما بجهاز ديني يبيح له تعدد الزوجات ، لكن الخطر تمثل في اثارته علنيا !!
ثم صودر ومنع كتاب على عبد الرازق " الإسلام وأصول الحكم " ، وكتاب طه حسين " في الشعر الجاهلي كذلك منعت رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ عام 1960.
وفي عام 1909 كتب خليل مطران محتجا على قانون المطبوعات :
كسروا الأقلام هل تكسيرها .. يمنع الأيدي أن تنقش صخرا؟
قطعوا الأيدي هل تقطيعها .. يمنع الأعين أن تنظر شزرا ؟
أطفئوا الأعين ، هل إطفاؤها .. يمنع الأنفاس أن تصعد زفرا ؟
أخمدوا الأنفاس هذا جهدكم .. وبه منجاتنا منكم .. فصبرا...
.....................
8

لمحة عراقية

لايقل المجتمع العراقي حماسة عن بقية العرب في تسويقة لمقامة المراقبة والمعاقبة ، فمنذ التاريخ البعيد تقول قصة الخليقة البابلية: بأن العراقيين خلقوا" ومن دون خلق الله" من طين ممزوج بدم إله سفيح! من هذا الارث الدموي الحار جاءت الينا مسلة حمورابي لتعطينا نموذجا في المراقبة والمعاقبة ! وهكذا توالت الحياة ، ما أن نخلص من ديكتاتور محلي حتى يأتينا غزاة لا يقلون وحشية وجبروت عن ملوكنا في تطبيق قانون المراقبة والمعاقبة ..
ــــــــــــ
خلاصة

العقل العربي ظل بعيدا تماما عن رسم ملامح مشتركة لصياغة الحياة ، هو عاجز عن تحقيق الموازنة بين كونه عقلا داخل جسد فرد وبين وجوده الجمعي في مجتمع، لذا فقد تاه العقل ومن ورائه محمولاته الفكرية بشكل عام ، وبالاخص تاريخه الديني .. إذ ارتبط هذا التاريخ بسلطة عليا لا تستلزم شرعية وجودها من خلال الواقع العملي ، بل هي قوة فوقية ، ميتافيزيقة ، مجيّرة دوما للسلطة ومستخدميها على مر العصور !
لقد شكّل الدين الاسلامي نموذجا للفصل القسري بين الكائن بوصفه انسانا في مجتمع ، وبين الإنسان بوصفه عبدا مستديما لسلطة" الله ورسوله وأولي الأمر منا ...". كما ساهم الفقهاء المسلمون في شطر الكائن الانساني الى نصفين " عبادات ومعاملات" وفي كلّ باب هناك قوانين للمراقبة والمعاقبة .. الثواب والعقاب بلغة الفقه تحديدا ، وهذا مما ساعد في زيادة سمك الاغطية المفروضة على الإنسان والمساهمة في انتاج إنسان مصاب بالانفصام الحقيقي!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟