الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الخوف الذي كتب دستور شعب مستباح

كامل السعدون

2008 / 11 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


-1-
قالوا في اعراضه لعنه الله ... سرعة دقات القلب ، شعور بالتوتر ، جفاف الفم والحلق ، زيادة تعرّق راحة اليد ، فقدان الشهية ، شعور بالتعب والدوار وووو ...!
ولم نلحظ كل هذه الأعراض أو بعضها على الأقل لدى زعماءنا الكرام من قادة الطوائف والنحل التي أعيد إكتشافها من جديد على يد الراحل العزيز بوش .
لم نلحظ تلك الأعراض أو بعضها ، بل زادت شهيتهم للأكل وصار الواحد عقب التحرير المزعوم اوسع بطنا مما كان حين كان في طهران أو دمشق أو منافي الشمال الإسكندنافي أو اللندني ...!
ولم نرَ حبة عرق على الجبين أو اليدين بينما هم يخطّون الدستور في سرداب نجفي ، وقد غيبوا شطرا كبيرا من شعبهم وأكتفوا بحضور الأشقاء الإيرانيين الكرام ( من اتباع آل البيت عليهم السلام ) ..!
ولم يلمح عراقيٌ قطرة عرق على وجه زعماء العراق الجديد العليل الخائف من ذاته ومن ماضيه ومستقبله ، لم يلمحوا... بينما طائرات الحليفين الأمريكي والإنجليزي تدك مدنا وقصبات بائسة في مدينة الثورة والمجر والكحلاء و الرمادي والدور وحديثة ، لتقتل اطفالا لم يسمعوا بأمريكا ولم يعرفوا الحكيم والأديب والشهرستاني ، وما كان لصدام وحزبه فضلا أو مكرمة عليهم .
ولم يقولوا أن من اعراضه أن تهدم بيتك بيديك .. لم يقولوا أنه يدفعك لأن تبيع ارضك وعرضك ، وقد نصح الدين ( الذي تدعّون .. بالقتال دفاعا عن المال والأرض والعرض ) ..!
اللعنة اي نوع من الخوف هذا الذي سيطر على زعماء الأغلبيتين العرقية والطائفية واللذيْن كتبا الدستور على عجل وشرعا بثقب رؤوس وعيون الرجال على عجل ، وأغتصبوا النسوة في السجون على عجل وهرولوا صوب الأمريكان متبرعين بقواعد على اراضيهم ، وشكلوا الميليشيات الطائفية والعرقية على عجل ونهبوا الثروات على عجل ، وأخفوا حقائق وأسرار المعاهدة على عجل ، ونهبوا وباعوا في اسواق العالم تاريخ وذاكرة العراقيين على عجل ، وهرّبوا البترول والثروة الحيوانية على عجل ، وأقتتلوا بينهم ( أو يوشكون ) على عجل ... ثم ادركوا الخطيئة .. الجريمة اخيرا .. وكذلك بلا مقدمات وعلى ..عجل ...!

-2-

يأتي هذا المقال كقراءة متواضعة لخطاب السيد المالكي الأخير في ذوي الكفاءات ...!
( أو من تبقى من ذوي الكفاءات ، أو إنهم من جماعة شهادات سوق مريدي ... من يدري ، فالشهادات الجامعية العليا تباع اليوم برخص التراب ولا حاجة للدرس والتحصيل ، تماما كما هو كل حراك اعزاءنا لصوص العراق الجديد .. كل شيء على عجل .. على عجل ) ..!
قال بالنص ( لقد تعجلنا في كتابة الدستور .. كنا خائفين .. خائفين من عودة الماضي .... ) ..!
إعتراف رائع لا اشك في أنه جريء وأن مليون عراقي يصفق له الآن ويطرب لإستعادة مفرداته ..!
إعتراف رائع .. رائع .. رائع .. في هذا الزمن العراقي الأغبر الذي ما عاد فيه شيء يطرب النفس أو يستدر دمعة إشفاق أو بسمة مواساة ...!
لكن .. يحق لنا أن نتساءل ... ماذا كان يخيف ممثلو الأغلبيتين الطائفية والعرقية ؟
ماذا كان يخيفهم ومعهم امريكا وإيران وهما القوتان الأكبر في العالم وفي المنطقة ... امريكا وإيران .. فمم كانوا يخافون ؟
من الشعب العراقي ؟
طيب هم يدعّون أنهم ممثلوه فلم الخوف ؟
من الجيران .. اقوى الجيران معهم ... إيران ..!
اهو شك بالقضية ؟
خوف من عدم عدالة القضية .. قضيتهم التي تشبثوا بالأمريكان لانجازها نيابة عنهم ؟
لكنهم يدعون أنهم ضحايا .. اصحاب مظلوميات جبارة بلغت ما يفوق النصف مليون من سكان المقابر الجماعية حسب إدعاءات الرفاق في كردستان المباركة ويقارب ذات العدد من ضحايا آل البيت ( عليهم السلام ) ...!
وقد نجحوا بإقناع الأمريكان بتلك الأرقام ، وقناعة الأمريكان الأقوياء كافية ولو أنكر الناس جميعا ..!
وقدموا لهم الوثائق القوية النافذة عن اسلحة صدام الجرثومية والكيمائية ( وتلك لا نظن أنها زوُرت في سوق مريدي ايضا ) ، فلم الخوف إذن وما سرّه ؟

-3-

هو خوف الحرامي من أن تفتضح سرقته ..!
خوف من تنتصب على ظهره حدبة ، يخشى أن يراها الناس الذين جاء لنيل ودّهم ويد إبنتهم ..!
خوف من لا يملك قضية حقيقية .. من يشك بقضيته .. وأخطر انواع الشك وأكثرها إيلاما أن تشك بقناعاتك ..!
فكيف وتلك القضية قضية طائفية والطائفية لم يعرف عنها أنها قضية جدية حقيقية تستحق أن تنال باسمها عرش سلطة بلد عريق عتيق مثل العراق ..!
منذ وُجدت .. منذ وُجدت .. هي قضية كراهية لا حب .. خرافة .. لا واقع .. تعطيل وعجز وخنوع وحزن وخوف .. لا إعمار اوطان .. ولا تعزيز بنيان ولا شفاء عليل حيران ..!
هي .. قضية ماضٍ لا حاضر .. غيب لا واقع ، كراهية لا حب .. تخلف لا تقدم ..!
قضية لا يمكن أن تكون كافية لأن تجعل السياسي يحب قومه ( من اتباع الطائفة ) .. لا يمكن .. لأنه هو وهم لا يملكون مشتركا واقعيا يجعلهم يحبون بعض ويحترمون بعض ويثقون ببعض ويدعمون بعض ..!
ليس من شيء عياني مادي واقعي ملموس محسوس يملكونه ليكون حبل وصل بينهم ..!
وحيث هي كذلك .. وحيث هم كذلك ، كانوا ( ولا زالوا يخافون الناس ولا يثقون بهم ، وقد بادلهم الناس ذات الشك وعدم الثقة والكراهية ) ...!
وحيث هم كذلك كانوا خائفين من انفسهم ومن قضيتهم ومن ناسهم حتى وبحضور الأمريكان والإيرانيين والإنجليز وووو ..!
وحيث هم كذلك كتبوا الدستور في غياب شريحة كبيرة من عراقيي الداخل والخارج ..!
وإذ بذات الدستور قنبلة موقوتة تنفجر بين اصابعهم ...!
بالأمس قاتلوا السنّة ورجعوا فقاتلوا الشيعة ، وقاتلوا العلمانيين رغم قلتهم ، واليوم ينفجر الصراع بين اقرب الحلفاء في داخل حلف ( آل البيت ) ، وبذات الآن تشب النار في خيمة الحليفين الكبيرين العظيمين المالكين لمفاتيح برلمان الطوائف ..!
تشب النار بين آل البيت مجتمعين وآل بارزان وطالبان المتحدين ( مؤقتا ) ..!
تشب النار ويتهم المالكي بإشعال اوارها ..!
ويعلم الله وحده إلى اين مسار الحلفاء الخائفين ... من الماضي ..!

-4-

قال حاتم الأصم (رحمه الله ) : العجلة من الشيطان الإ في خمس مواضع فإنها من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم : إطعام الضيف اذا نزل ، وتجهيز الميت اذا مات ، وتزويج البنت اذا بلغت ، وقضاء الدين اذا وجد ، والتوبه من الذنب اذا أفرط .
وجماعتنا .. اتباع رسول الله ( المنسي ) وآله المُقدمين عليه ايما تقديم ..!
جماعتنا ما تعجلوا في إطعام ضيف ، والعراقيين كما نظن ضيوفهم إن لم نقل مواطنيهم ، وكل العالم شاهد بأمّ العين ( واباها ) كيف يفتشون في المزابل بحثا عن بقايا رغيف ..!
وجماعتنا .. ( رضوان الله عليهم وعلى اجدادهم الكرام من آل البيت ) ما جهزوا ميتا ليدفن بكرامة .. بل العكس إجتهدوا في قتل الناس على عجل وتركوهم في خلف (السدّة) يتعفنون ، ناهيك عن إنهم تعجلوا بإستيراد ما يقتل الناس من اغذية فاسدة وكلور فاسد و.. فكر فاسد ..!
واحبتنا ( قُدّست اسرارهم ) ما انشغلوا بتزويج بنت من بنات العراق لتذهب بشرف وكرامة إلى بيت زوج كريم شبعان المعدة والعقل والضمير ، بل العكس يسرّوا رحيل العراقيات إلى المنافي ليردحن في ملاهي دمشق من اجل رغيف خبز ، ولو إنهم اعطوا العراقيات والعراقيين عشر معشار ما ينهبون من اموال البترول ، لعاش الناس بكرامة ولما فرّوا إلى بلدان الجيران ..!
اما عن الديون فهم لم يسددوا دينا ، بل تراهم يجولون العالم متوسلين إسقاط الديون مقابل تنازلات في الأرض والسيادة والكرامة .
ويبقى .. التوبة من الذنب إذا افرط ... !
فهل سيتعجلون بالتوبة ويعودوا إلى ضمائرهم ( هذا إن وجدت ) فذلك ما نتمناه اليوم قبل الغد ..!
ونظن أن صرخة المالكي بادرة على طريق التوبة .. نظنها كذلك ونتمنى أن يتبعه الآخرون .
وحسبنا الرب الحقّ فيما يدعون ..!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة