الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو ثقافة الحوار ودولة القانون

عبدالكريم هداد
(Abdulkarim Hadad)

2004 / 3 / 1
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


رغم التقدم والتطور الحضاري فكرياً وثقافياً في عموم أركان المعمورة ، لكن الأعلام العراقي مازال مختنقاً بتكوينات الفكر الشعاراتي السطحي الغير عقلاني في صياغات ردة الفعل المفتعلة البعيدة عن جماعية الشورى والتفكير، وهو إرث مزدحم  في ذاكرة الشارع العراقي بفعل التراكمية المكتسبة لنتاج الماضي ، ولا يمكن لنا تجاوزه الا بفعاليات تنويرية متشابكة المهام ، بعيدة كل البعد عن صيغ المانشيت  السياسي المؤدلج بالتفاسير المحببة أو المضادة .
جميل ان نحلم في مستقبل زاهر ، فالمستقبل لا يبنى على ارض حاضر خرب ، تطوقه لاءات الحزب الواحد وتفارير الشرطة السرية ومؤسسات اعلام التصفيق التأليهي ، لكن يمكننا البحث عن بيدر الغد من خلال خصب أرض أحلام اليوم وبكل ما تقدم فأنا لا أرى الوطن من خلال قماشة اللافتة أو ألوان قاعات التصفيق  المرفوعة وصخب مظاهرات محتشدة بطرق عسكرية . إنني ارسم الوطن من خلال مايمتلكه الأنسان من كرامة وعزة النفس النابعة من الذات الحرة للانسان ، من خلال حوار تكوين الفكرة ، لا أن تملى عليه الفكرة اكراهاً ويختارها من دون استفتاء حقيقي مكفوله عبر مؤسسات منتخة في واقع صحي طبيعي غير مفتعل .
ان وطني العراق قادر على الخلق والأبداع الحضاري والأنساني ، ان حمته دولة قانون ، دولة يديرها موظفون يسمون وزراء لا وزراء يسمون موظفون وأن لا يكون  لهم سيادة على القانون ، ذلك القانون العام الذي  يراقب به الجميع من خلال المجالس البرلمانية المنتخبة والصحافة الحرة والنزيهة في تبيان الحقيقية الموضوعية عبر حيادية القضاء العادل في سيفه الفاصل مابين الحق والباطل ، حيث ثأريته  دوماً للحق العام وإن كان القانون لايحمي المغفلين .
ان قدرة العراق على ذلك في تبويب حركته الأنسانية الحضارية ،  من خلال تنوعه القومي والديني  الذي يحسد عليه ، نعم يحسد عليه ، في زمن  تلتفت البلدان الأوربية خصوصاُ الى بناء  أسس حضارية مستجدة ،  بإرساء صيغ  جديدة لمجتمعاتها في جو تنويع ثقافي ،على أرضية اشراك الجميع من خلال إفساح المجال لتكوين جاليات مهاجرة لها ، ومن  خلال البرامج المدعومة مادياً ضمن إطار مجتمعات " متعددة الثقافات  "  فحين تعمل المجتمعات الأوربية على ذلك ، ألا يحق للأمة العراقية أن  تدب بها حركة نشطة تحت سماء التآخي الأزلي  بين شعوب قومياته ودياناته المتعددة
من دون خلق إسس فاصلة وإن كانت وهمية على الورق، بعيداً عن ديمقراطية البقاء الأبدي لرؤساء الأحزاب العراقية . فقد تعلمنا من بلدان ذات الدساتير الديمقراطية  ، إن الأحزاب فيها ، تغير رؤساء أحزابها حسب الفعالية الأنجازية لبرامجهم المطروحة والمقترحه ، وكذلك عند المنعطفات السياسية . فهاهي السويد تم فيها تغير جميع رؤساء أحزابها عند نضوج فكرة الأتحاد الأوربي لديها عند بداية تسعينات القرن الماضي ، ليعطوا الفرصة للقيادات الجديدة التحرك على مساحة جديدة في الحياة السياسية ، رغم طرح المسائل المصيرية للأستفساء  الشعبي العام (كدخول الاتحاد الأوربي ) . فهل تعلم سياسي العراق كل هذا وذلك كأطر في الممارسة ، بحكم تعايشهم في هذه البلاد أو تلك لسنوات طويلة ، وهل يستطيعوا نقل مارؤا الى مريديهم في الساحة السياسية العراقية المتنامية ، ضمن إطاري التبشير والممارسة الفاعلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا يتظاهر المعارضون لخدمة التاكسي الطائر في باريس؟ • فران


.. إسرائيل - حزب الله: أخطار الحسابات الخاطئة • فرانس 24




.. أحدها انفجر فوق شاطىء مكتظ.. لحظة هجوم صاروخي أوكراني على جز


.. بوريل يحذر من أن الشرق الأوسط على أعتاب امتداد رقعة الصراع م




.. روسيا تستدعي سفير الولايات المتحدة للاحتجاج على استخدام القو