الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخاباتنا وانتخاباتهم

كوهر يوحنان عوديش

2008 / 11 / 16
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


بالرغم من ان كل المؤشرات كانت تدل على فوز باراك اوباما على خصمه جون ماكين في الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة الامريكية، الا ان فوزه اعتبر صفحة جديدة في تاريخ لكونه اول اسود من اصول غير امريكية يدخل البيت الابيض، اضافة الى عقد العالم دولاً وشعوباً امالاً كبيرة على شخصه لتحسين نوايا بلاده تجاه العالم وخصوصاً الدول المتأذية من سياسة اسلافه الرؤساء الذين برعوا في القتل والاجرام لتسيير مصالحهم.
لست هنا بصدد عد واحصاء العوامل الكثيرة التي ادت الى دخول باراك اوباما البيت الابيض او للتعبير عن الاعجاب بديمقراطية امريكا ( نقصد الديمقراطية الداخلية لامريكا وليس الديمقراطية التي تصدرها للخارج التي تؤدي الى تدمير البلد وتمزيق المجتمع ولا تجلب للشعوب الا المآسي والعراق خير برهان لمن يشكون ) التي لا تحتاج الى الدعاية من واحد مثلي، او لاستباق الحدث والتنبؤ بالسياسة التي سينتهجها الرئيس الجديد، بل لتوضيح بعض الامور تجاه أي عملية انتخابية تجري بشفافية ونزاهة دون تدخل أي طرف مهما كان تأثيره الديني والاجتماعي كبيراً ومهماً ومؤثراً على نفوس الناخبين لترجيح كفة شخص او حزب على الاخر.
منذ فترة ليست بالقصيرة والفرقاء من الاحزاب السياسية والمسؤولين الكرام والشخصيات المهمة في العراق منشغلين بكيفية صياغة قانون لانتخاب مجالس المحافظات التي ستجري في نهاية كانون الثاني القادم، قانون يهمش الاقليات ويبلع الصغار ويبيح للمتنفذين بعض التزوير وبعض الدعاية المجانية وجني الكثير من الاصوات جراء اثارة وتأجيج العواطف الدينية والافكار الموروثة.
من المؤكد ان الناخب العراقي سيعتمد في تصويته على الانتماء الطائفي والموروث الفكري دون التفكير بالبرنامج الانتخابي وتحليل مزاياه لان فهمه للديمقراطية كان طائفياً ونسبياً، طائفي لان السادة الجدد عمدوا الى التفريق وتأجيج نار المذاهب ونسبي لانهم تعاملوا بالاكثرية والاقلية، مما دفع بالجمهور العراقي الى التعامل مع كل القضايا على هذا الاساس، وهذا هو السبب الاول والرئيسي في الفوضى الذي تعم العراق الجديد.
مقارنة بسيطة بين الناخب الامريكي والناخب العراقي، رغم اعتقادي بأن مثل هذه المقارنة تعتبر خطئية لا تغتفر، توضح لنا مدى الفقر العقلي الذي يعيشه الناخب العراقي، فالناخب الامريكي عندما صوت لم يصوت لاوباما كونه مسيحياً او مسلماً جمهورياً او ديمقراطياً اسوداً او ابيضاً بل صوت لبرنامجه الانتخابي ووعوده التي تمس حياة المجتمع وتؤثر على مستقبل اجياله القادمة، اما الناخب العراق فيصوت للانتماء اولاً واخيراً دون مراعاة مصلحة الوطن او التفكير بما سيجنيه هذا المرشح او ذاك على مستقبل المدينة والوطن من مآسي ومحن.
ترى متى سيصوت العراقيون للعراق؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين يتعهد بمواصلة العمل على عالم متعدد الأقطاب.. فما واقعي


.. ترامب قد يواجه عقوبة السجن بسبب انتهاكات قضائية | #أميركا_ال




.. استطلاع للرأي يكشف أن معظم الطلاب لا يكترثون للاحتجاجات على 


.. قبول حماس بصفقة التبادل يحرج نتنياهو أمام الإسرائيليين والمج




.. البيت الأبيض يبدي تفاؤلا بشأن إمكانية تضييق الفجوات بين حماس