الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاتحاد الاشتراكي المغربي: عن أية اشتراكية تتحدثون؟

عبدالاله سطي

2008 / 11 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


بعد أن انتخب حزب الاتحاد الاشتراكي في مؤتمره الأخير زعيمه عبد الواحد الراضي الذي سيقوده إلى غاية 2012، أكيد أن المسألة تستديعنا للوقوف أمام مجموعة من الملاحظات حول مصير الحزب ومستقبله السياسي. خصوصا بعد الأزمة التي كادت أن تعصف به في الشوط الأول من المؤتمر، بالإضافة إلى السياقات العامة والخاصة لهذا التنصيب والتي أيضا تجعل المتتبع للمشهد السياسي المغربي يتطلع إلى التوازنات السياسية المقبلة، وكذا المفاهيم السياسية التي سوف تسيطر على أفق المشهد برمته.
الملاحظة الأولى: كون حزب الاتحاد الاشتراكي بتنصيبه للعبد الواحد الراضي كأمين عام للحزب في المرحلة المقبلة، تؤكد بأن الحزب لا زال يبحث عن الاستمرارية في المسار الذي رسمه لنفسه داخل الخريطة السياسية في المغرب، منذ انخراطه في تجربة حكومة التناوب. لماذا؟ لأن شخصية عبد الواحد الراضي المعروفة ليس في التاريخ القريب بعلاقتها الوطيدة مع السلطة السياسية بل حتى في الفترات التي كان يعيش فيها حزب الاتحاد الاشتراكي نوع من "القطيعة مع السلطة السياسية" كان الرجل يحافظ على مكانته وحظوته لدى السلطة، وبالتالي أي تكهن يضعنا في حسابات توحي بأن الحزب سوف يعود لأزمنة المعارضة السياسية المتعنتة، وسياسة الشد والجذب مع السلطة يبقى في خانة الاستبعاد.
الملاحظة الثانية: تتعلق بطرح الملكية البرلمانية التي صادق عليها المجلس الوطني في أطروحته السياسية، والتي تجعل المتتبع أيضا يستفسر عن مغزى هذا الطرح وفي هذه المرحلة بالذات؟ الإجابة يقدمها لنا اختيار عبد الواحد الراضي ذاته لأمانة الحزب، وذلك لاعتبارات لا تخرج عن الملاحظة السابقة. خصوصا إذا علمنا بأن طرح الملكية البرلمانية لم يأتي بمبادرة من هذا الأخيرة بل هو طرح جاء من طرف بعض المناضلين الخارجين عن خطة وتصور عبد الواحد الراضي لمستقبل الحزب. وبالتالي يبقى الطرح فيه نوع من المغالاة التي لن تخرجه عن مستوى الخطاب، تبرير ذلك يأتي من غياب أي أجندة واضحة لتفعيل هذا الطرح في الميدان، مما يستدعي القول بأن الملكية البرلمانية التي جاءت في الأطروحة السياسية للحزب لن تبتعد قيد أنملة عن محاولة إعادة الاعتبار للحزب في النقاش السياسي العام. خصوصا بعد التراجع الراسخ في انتخابات 7 شتنبر 2007 وأزمة استقالة اليوسفي والمشاكل التي لقيها الحزب تنظيميا ونظاليا، مما أحجب الأنظار عن الحزب وبدأت التكهنات تنذر بانهياره وانقسامه. هكذا جاء الحزب بطرح الملكية البرلمانية ليقول لجميع الفرقاء السياسيين المنافسين له بأنه لا يزال حاضرا في الساحة وأنه عائد للمنافسة السياسية بأوراق جديدة وتصور جديد للمشهد السياسي. لكن هذا بطبيعة الحال لا يفتأ أن يتجاوز مستوى الخطاب أما أجندة الفعل فهي تبقى غائبة لحد الساعة.
هذه الملاحظات تدفعنا للبحث عن مستقبل الحزب ومكانته في المشهد السياسي المغربي، هنا يمكن استنتاج أن من ينتظر عودة حزب الاتحاد الاشتراكي بوزنه وأدواره السابقة، سيكون مخطئ كثيرا في تكهناته. وذلك للاعتبارين التاليين: أولا، إن الحزب فقد الكثير من شعبيته وفقد وزنه الجماهيري بالشكل الذي يجعلنا نتكهن بكون أزمة الإخفاقات في العلمية الانتخابية سوف تستمر على الأقل في الاستحقاقين القادمين الجماعية والبرلمانية، حتى لو حاول الحزب ترميم ذاته فهو بالاختيار الحالي لأمانة الحزب لا يزال لم يقرر بعد تغيير توجه الحزب سواء في تحالفاته أو في قراءته للمنافسة السياسية. ثانيا، حزب الاتحاد الاشتراكي خرج من حسابات السلطة ومن تكتيكاتها في تسيير دواليب المشهد السياسي، يوم ودع الحزب الأطروحات الاشتراكية وقضايا الطبقات الوسطى التي لعبت على ممر تاريخ الحزب العمود الفقري الذي يضبط توازنه، وبالتالي لن يسترجع الحزب مكانته داخل ضمن هذه الحسابات حتى يشكل بالفعل قوة سياسية داخل البلاد كم كان في السابق، لأن القوة السياسية هي التي تجعل المنافسين السياسيين والسلطة السياسية المقررة تقيم وزنا للتنظيم السياسي.
فهل هذا ممكن في ظل الظروف والاختيارات الحالية للحزب؟
هذا يحتاج إلى نظر؟؟؟ يحتاج إلى تمحيص أكاديمي دقيق؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا