الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإتفاقية العراقية الأميريكية وكفاءة المفاوض العراقي...!

هفال زاخويي

2008 / 11 / 16
السياسة والعلاقات الدولية


ما زالت معمعة الحديث والتصريحات والسجالات والحوارات التلفزيونية حول الإتفاقية العراقية الأميريكية قائمة ، وأغلب المسؤولين الرسميين الذين هم في سدة الحكم بالإضافة الى الكثير من البرلمانيين والأعضاء البارزين في الأحزاب الحاكمة سيما الإسلامية التوجه بالإضافة الى بعض القوميين يرفضون الإتفاقية بصيغتها الحالية ويطالبون بمراجعة بنودها واعادة النظر وإجراء التغيير المطلوب عراقياً ، وقد يكون هذا حق طبيعي بالنسبة لأناس يعتنقون الوطنية العراقية البعيدة عن الانتماءات الأخرى أو بالأحرى يفضلونها على الانتماءات الأخرى ، بالطبع الكل يوميء من خلال تصريحاته ان مصلحة البلد العليا هي التي تدفعه لإتخاذ هذا الموقف وهذا لا شك شيء رائع للغاية لأننا نرى من هو حريص على مصلحة البلد العليا وضمان مستقبل أجياله (ضمن دائرة من البيروقراطية وتفشي ظاهرة الفساد وبروز طبقة جديدة من المنتفعين وعدم إدراك بنمطية تفكير العقل الجمعي العراقي بعد أن خاب ظن الكثير من المواطنين نتيجة بقاء الأمراض كما هي بل غدت أمراضاً مزمنة مستعصية ) وليس هذا موضوع الحديث الذي اتناوله .

الموضوع يتعلق بالمفاوض العراقي الذي انهمك لأكثر من ثمانية أشهر في المحادثات مع الجانب الأميريكي بخصوص الإتفاقية ، والمفاوض العراقي دون أدنى شك هو مفاوض تم اختياره من قبل الحكومة و بالتأكيد تم إختياره على أساس من الخبرة والحنكة السياسية والكفاءة القانونية والإدارية ولاشك أيضاً بان المفاوض العراقي ملم بجوهر وتفاصيل اتفاقيات مماثلة توصلت اليها الولايات المتحدة الأميريكية اليها مع أكثر من دولة في العالم ومنها الدول الكبرى مثل ألمانيا واليابان ، ونتيجة هذا الشيء فأن بنود الإتفاقية التي اطلعنا عليها بنصها العربي المترجم تمخضت عن جهود ومباحثات ومفاوضات ونقاشات وآراء ومقاييس عراقية أميريكية ...أي ان نص الإتفاقية ليس إملاءً أميريكياً ، إذن فلماذا هذه المعمعة ، ثم الم يعلم المفاوض العراقي نقاط الضعف هذه في الإتفاقية ، والم يطلع المفاوض العراقي أصحاب القرار العراقي بأدق التفاصيل بعد كل جولة من المفاوضات الى نهايتها...؟! بالطبع الجواب هو( نعم) ولو ادعى احدهم (كلا ) لأن (كلا) أمر خطير للغاية وغير مقبول ، إذن فالاتفاقية كتبت بأيدٍ عراقية أميريكية .

عندما توصل الطرفان العراقي والأميريكي الى هذه الإتفاقية التي بين أيدينا فقد توصلا اليها بعد مباحثات بين وفدين مفاوضين من بلدين يمثلان حكومتين ، ولكن بعد إعلان نص الإتفاقية وبروز كل هذا التناقض والرفض والملاحظات والإحتجاجات والمسيرات والتصريحات الصاخبة فماذا بقي من تقييم للمفاوض العراقي ...؟ الا يوصلنا كل هذا الذي يحدث الى نقطتين وثالثة افتراضية:
الأولى : المفاوض العراقي كان مجرد مفاوض صامت ولا رأي له وان حضوره مع الجانب الأميريكي وإجتماعه به كان شكلياً وللاستهلاك الإعلامي وكانت تنقصه الكفاءة للدخول في مفاوضات من هذا النوع...!
الثانية: أن الحكومة كانت تعلم كل شيء عن الإتفاقية لكنها غير واثقة من كفاءة المفاوض العراقي لذا يجب عليها تدارك الموضوع ،أو ان هذه التصريحات هي مجرد للاستهلاك الإعلامي.
الثالثة الإفتراضية : ان دول الجوار العراقي لم تكن تعلم شيئاً عن الإتفاقية والآن بعد إعلانها فمن حق جيراننا معرفة كل شيء والتدخل في كل شيء ويجب أن تكون مصالحها حاضرة وتؤخذ بعين الإعتبارمع تغييب شديد لمصلحة العراق.

أليست هذه المواقف تشكيك بكفاءة وحنكة المفاوض العراقي...؟!

الشارع العراقي ينتظر قراراً عراقياً حاسماً ، وأعتقد ان الجانب الأميريكي أيضاً بإنتظار ذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسام زملط لشبكتنا عن هجوم رفح: نتنياهو تعلّم أن بإمكانه تجاو


.. من غزة إلى رفح إلى دير البلح.. نازحون ينصبون خيامهم الممزقة




.. -الحمدلله عالسلامة-.. مواساة لمراسل الجزيرة أنس الشريف بعد ق


.. حرب غزة.. استقالة المسؤول عن رسم الشؤون الاستراتيجية في مجلس




.. دكتور كويتي يحكي عن منشورات للاحتلال يهدد عبرها بتوسيع العدو