الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحلام العرب وواقعية أوباما

فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)

2008 / 11 / 17
كتابات ساخرة


يبدو أن الحماس العربي الرسمي والشعبي لفوز باراك أوباما بنتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية كان ظاهراً في الإعلام بشكل واضح ، وإذا عدنا إلى الموقف الشعبي السعيد بانتصار اوباما نجده يتخلص في عدد من العناوين الرئيسية ومن ضمنها كون أوباما من أصول افريقية وان يصل إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية فكان ذلك مستبعد في الفترة السابقة وكان العرب والمسلمون يأملون حدوث ذلك لاعتقادهم بان مواقف هذا الرئيس سوف تكون مختلفة عن الآخرين .
والسبب الأخر لهذا التأييد الشعبي العربي هو في الأساس موقف تاريخي نتيجة مواقف الرؤساء الأمريكيين من القضايا العربية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية وانحياز الإدارة الأمريكية لإسرائيل وكذلك رغبة بعض العرب في الانسحاب الامريكى من العراق وانتهاء الحرب بهذا البلد العربي بالإضافة إلى رغبة المتطرفين العرب والإسلاميين بانتهاء الحرب في أفغانستان بانسحاب القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ، هذا إلى جانب وجود نزعة لدى بعض العرب لوصم الفترة الرئاسية لبوش الابن بالفاشلة في كافة المجالات وان التعبير عنها يتم من خلال فوز اوباما وسقوط بوش .
ولكن بعض الأنظمة العربية الرسمية كانت أيضا سعيدة بهذا التغيير لكون الفترة الرئاسية لبوش تضمنت برنامج نشر الديمقراطية والحريات واحترام حقوق الإنسان في الشرق الأوسط حتى لو تطلب ذلك استخدام القوة كما حدث في العراق ولذلك تعتقد هذه الأنظمة بان وصول أوباما سوف يخفف من هذا الاتجاه في الإدارة الأمريكية الجديدة وخصوصاً إن بعض الأنظمة مستعدة لتقديم كل شيء إلا شيء واحد اسمه الانتخابات والحريات في المجتمع لذلك هي سعيدة بهذا الانتصار لاوباما على أمل التغيير في السياسية الأمريكية في المرحلة القادمة .
ولكن كل هذه التكهنات لا تخرج عن كونها رغبات وأمنيات شعبية ومن بعض الأنظمة العربية الرسمية ويبدو لي إن أمكانية تحققها ليست بهذه السهولة التي يتوقعها العرب فالسياسية الأمريكية الخارجية قائمة على مراكز أبحاث ودراسات وليست نتيجة مزاج فرد هنا أو هناك كما يحدث عند العرب وبالتالي فالتوقع بتغيير جذري في تلك السياسية هو اقرب إلى الأحلام ويمكن لنا تتبع تصريحات أوباما حول سياسته الخارجية لمعرفة ما سيحدث في فترة رئاسته ، هذا بالإضافة إلى ضرورة قراءة فترة حكم بوش بموضوعية وليس بلغة العواطف .
نحن وان كنا نختلف ونرفض جزء كبير من سياسية بوش في الشرق الأوسط إلا أننا يجب إن لا ننسى أن الإدارة الأمريكية السابقة كانت من أول الإدارات الأمريكية التي وضعت برنامج نشر الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان في مقدمة أولوياتها حتى أن الكثير من الأنظمة العربية ونتيجة لهذه السياسية الأمريكية قد تحسن سجله في حقوق الإنسان وبادر إلى تنظيم انتخابات وبالتالي فان من المصلحة العربية وجود إدارة أمريكية تعمل على تنفيذ برنامج للديمقراطية في الشرق الأوسط هذا مع تحفظنا على بعض السياسات ولكن هذا البرنامج الديمقراطي لا يقدر بثمن ونحن بحاجة إليه في المنطقة العربية خصوصاً مع وجود بعض الأنظمة العربية التي لا يمكن إن تتغير إلا إذا إرادة الإدارة الأمريكية ذلك .
والجانب الآخر أننا بحاجة إلى قراءة أسباب نتيجة هذه الانتخابات بشكل صحيح وفى مقدمتها أن الأزمة المالية في العالم وتأثر الشعب الامريكى بها لعب دور كبير في نتيجة الانتخابات وبالتالي فالأمريكان يختارون رئيسهم وفق ما تقتضيه مصلحة الشعب الامريكى وليس وفق مظالم ونوح العرب والمسلمين ، وأكثر ما يدل على ذلك هو إن أوباما بنفسه أكد على السياسات التالية :
أولاً : ضرورة محاربة الإرهاب في أفغانستان ودعي إلى زيادة القوات الدولية هناك وهذا ما رفضته بريطانيا وهو لا يختلف عن موقف إدارة بوش .
ثانياً : أكد اوباما لرئيس الوزراء العراقي نورى المالكي إن اى انسحاب امريكى من العراق سوف لن يكون فورياً بل وبالتنسيق مع الحكومة العراقية التي أصبح عندها قوى أمنية قادرة على حفظ الأمن .
ثالثاً : أكد على موقف الإدارة الأمريكية المساند لإسرائيل والمتبنى لرؤية بوش بخصوص الدولتين وقام بتعيين اسرائيلى رئيساً لموظفي البيت الأبيض .
ولكن التغيير الحقيقي الوحيد هو ما أعلنه بخصوص عدم رغبته بوجود الدرع الصاروخي الامريكى في شرق أوروبا وهو ما يعنى الانفتاح أكثر على روسيا الاتحادية ، ولذلك فالعرب مطالبون بالتوقف عن الأحلام والعمل على برنامج عمل يخدم مصالحهم وليس انتظار رئيس للولايات المتحدة يغير لهم الحال إلى الأفضل فهذه سياسات ليست ضمن اهتمام أو احترام الأمريكان ولكن عندما تكون قوى ولديك رؤية واضحة لمصالح شعبك في اى قطر عربي يحترمك اى رئيس امريكى ويحسب لك حساب ، ففي النهاية أوباما واقعي ويدافع عن مصالح شعبه وليس هو أوباما الذي يعرفه العرب من أوصول افريقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى