الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كأس رعايا جلالته...!؟

جهاد نصره

2008 / 11 / 17
كتابات ساخرة


لم تعد ـ أم علي ـ تشعر بالخجل كلما أطلَّ جلالته تلفزيونيا ليقرأ ما تيسر فها هو أخيراً يشرب كأسه أسوة بباقي الزعماء المجتمعين في دارة الرئيس ـ بوش الابن ـ بعيداً عن أعين شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..! لكنها ستظل تشعر بالخجل وهي ترى بعض الكتاب والإعلاميين العاملين في مؤسسات المملكة الإعلامية المختلفة الموزعة في العواصم وهم مستمرون بلا كلل ولا ملل لتسويد الأبيض وتبييض الأسود حتى وصل الرأي العام في بعض بلدان العرب إلى أرذل الأحوال..!؟ لقد وفَّرت هذه المؤسسات الثرية بما تملكه من وسائل إعلامية متنوعة فرص عملٍ سخية لعدد كبير من المفكرين، والكتاب، والمبدعين، تصعب مقاومة إغراءها فأضفت من خلالهم على نفسها أمام الجمهور الكثير من المصداقية أولاً وصرفتهم ثانياً عن الاقتراب من كل ما يتعلق بشؤون المملكة السعيدة وثالثاً وفرَّت لهم حرية تناول أوضاع الأخريين أنظمةً وشعوب وبخاصة المغضوب عليهم كيفما شاءوا ومن غير حسيبٍ ولا رقيب...!؟ ولذا فقد كان من الواجب ولو من باب التذكير إعادة نبش ما قلّ ودل من تاريخ هذه العائلة التي لعبت ولا تزال تلعب دوراً بالغ الخطورة في المنطقة بدايةً من تحالفها مع الدعوة الوهابية التي تأسست بإيعاز مباشر من وزارة المستعمرات البريطانية.!؟
سمو الجلالة الملكية التقية الكارهة لمباذل الدنيا حتى اليوم ـ تاريخ شرب النخب الرئاسي ـ والمتفرغة لخدمة الحرمين الشريفين طيلة الوقت، يتجاهل هو وبطانته أن نسبة مئوية مرتفعة من رعاياه لا يقلون فقراً، عن شعوب لا ثروات في أرضها ولا من يحزنون..! لقد وصل الأمر ببعض السعوديين الفقراء إلى أن يشعلوا النار في منازل أسرهم للخلاص من البطالة، والعوز، والفقر..!؟ وجلالته قد لا يعرف أن بطانته تكلفت ملايين الريالات ذات يوم كي يضعوا سياجاً حديدياً لستر بيوت الصفيح والتراب عن أنظار جلالة الملكة البريطانية حين زارت المملكة، لكنه يعرف بالتأكيد كيف يحصل أفراد أسرته من الأمراء على رزقهم ..!؟
في المملكة، أرض الإسلام، يتجلى وفاء الأسرة الحاكمة للدين الإسلامي على أحسن وجه فالملوك ملوك والرعايا رعايا..! والسادة المشايخ، والفقهاء، والإعلاميين، وكل المعتاشين من فتات جلالته متفرغون للعمل كبصاصين على المارقين من إصلاحيين، وعقلانيين، وليبراليين، ومدونين، وجميع الخارجين عن خط سير الأسرة المالكة التي ترفع راية ( الله أكبر لكن غزة الجائعة للعرب )...!؟
لقد عبر إلى حكم الحجاز ونجد حتى الآن ثمانية عشر حاكم من هذه الأسرة بدءاً من الحاكم الأول لمنطقة نجد الشيخ سعود بن محمد بن مقرن ثم الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن إمام منطقة الدرعية القريبة من مدينة الرياض وهو الذي تحالف مع محمد بن عبد الوهاب مؤسس المذهب الوهابي والذي كتب في رسالته: ( كشف الشبهات ): إن سائر المسلمين من غير أتباع الدعوة مشركين لا حرمة لدمائهم وذراريهم وأموالهم..! ومن يومها يعتبر الوهابيون أنفسهم وحدهم أهل التوحيد الخالص في حين أن الآخرين كفار ومرتدين وأعداء للخالق تجب محاربتهم والجهاد في سبيل دحرهم لا محاورتهم والاستماع لهم.. إلا إذا...!؟
لقد قتل من الحكام السعوديين بسماحة إسلامية باهرة غيلةً على أيدي إخوانه عشرة حكام وفي هذا استمرارٌ وفيٌ لمسيرة الخلفاء الذين أدمنوا فعل الاغتيال بعد موت ـ محمد ـ ص..!؟ والمعروف جيداً أن الغزوات بين القبائل في الحجاز ونجد لم تتوقف يوماً حتى استطاع ـ عبد العزيز ـ توحيد النجديين والحجازيين بعد أن شبعوا اقتتالاً وغزواً فكانت المرحلة الأخيرة من مراحل تأسيس المملكة العائدة ملكيتها لأسرة بني سعود حصراً..! والمطلع على سيرة هذه العائلة منذ أولى مراحل تأسيس المملكة يجد أنها العائلة الحاكمة الأكثر دموية في التاريخ العربي الحديث.! وهي الأسرة الحاكمة الأولى في العالم التي لا فصل فيها بين الدخل القومي ودخلها الخاص فكيف ـ لأم علي ـ أن لا تبتهج وهي ترى جلالته وقد أصبح ( كلكاوياً ) علنياً أمام كاميرات التلفزة...!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل الزوايا - الفنان أيمن الشيوي مدير المسرح القومي يوضح استع


.. كل الزوايا - هل الاقبال على المسرح بيكون كبير ولا متوسط؟ الف




.. كل الزوايا - بأسعار رمزية .. سينما الشعب تعرض 4 أفلام في موس


.. رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة يوضح الاستعدادات لعرض افلام




.. سعيد زياد: الجيش الإسرائيلي أمام مأزق كبير والمخرج الوحيد هو