الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استثمار الاجساد المفخخة

كاظم الحسن

2008 / 11 / 17
الارهاب, الحرب والسلام


كثيرا ما نسمع عن طرق جديدة في الاستثمار الاقتصادي من اجل النهوض بواقع البلدان نحو الافضل الا هنا في منطقتنا حيث تنتشر فرص استثمار الاجساد المفخخة والاجادة والتفنن في صناعة الموت، لاسيما ان عدة العمل لا تتطلب سوى شباب بعمر الزهور يحتقرون الحياة وتملأ رؤوسهم الفارغة باوهام عن مكان اخر فيه ما لذ وطاب.
وليس من الغريب ان تنتشر البطالة والفقر والجريمة ومافيا السياسة في الشرق الاوسط الى حد ازدهار تجارة الموت عن طريق دكاكين ومشايخ وابواق اعلامية وفضائيات تروج لثقافة الكراهية والعنف واحتقار الحياة.


هذه الاوضاع المزرية جعلت المنطقة عرضة للوصاية الدولية من خلال تفعيل القانون الدولي في كثير من القضايا الشائكة التي اصابت وتصيب الدول العربية، وقد يعد ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية للدول، الا ان تزايد الجرائم السياسية في الشرق الاوسط يلقي بظلال الشك على اصحاب السلطة السياسية فهم كما يقول الشاعر: فيك الخصام وانت الخصم والحكم!هذا الشيءتم حسمه في النظم الديمقراطية عن طريق الفصل بين السلطات وليس التعويل على مزاج ونزاهة الحاكم وهو يقرر مصير الافراد والامة معا في جلسة سمر.
ان استثمار تجارة الاجساد المفخخة يرتبط بالاضطراب السياسي وغياب القانون وانتهاك حقوق الانسان واستعباده واضطهاده والحط من قيمته كأنسان.. ولذلك ليس من الغريب ان يكشف تقرير التعليم في القرن الواحد والعشرين عن ان (التربية العربية ادت دورا مدمرا خلال القرن الماضي ويتمثل هذا في ثلاث وظائف تتعارض مع اتجاهات التحضر والتنوير وهي العزلة الحضارية وقهر العقلانية ومن ثم تجنبها في التعامل مع مشاكل الحياة والنفس واخيرا تبخيس قيمة الانسان العربي).
أي ما ينفع المجتمع يذهب الى الخارج، الاموال، الادمغة المفكرة، وما يضر من افكار ظلامية وسوداوية تبقى تهيمن على مصادر القرار والفكر، لايهمها ما يحدث من دمار وخراب هائل يطغى على مجمل الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
من هذه الاوضاع الخربة يمكن ان نفهم سر المعايير المزدوجة للنخب الفكرية والاعلامية والسياسية العربية على الرغم من الصراخ والزعيق من ازدواجية الغرب في التعامل مع القضايا السياسية للعرب.
ففي الوقت الذي يسقط عشرات ومئات العراقيين بين قتل وتفجير وتفخيخ وذبح تقوم به جماعات ارهابية لا نسمع ولا نرى ادانة عربية لهذه الفضائع بل نجد من يسوغ ويبرر تلك الجرائم الشنيعة والمشكلة ان هذه النخب تبيح الارهاب في العراق وتكفره وتلعنه وتشن عليه حربا شعواء في بلادها، أي انه جهاد في العراق وارهاب في بلادهم والمصدر واحد!
من هذه الصورة المشوهة والمفزعة يمكن ان نرى الطريقة التي ينظر من خلالها هذا الاعلام المضلل الى الارهاب وضحاياه، فهنا الارهاب له اكثر من صورة ويعتمد على مدى قربه او ابتعاده عن مصالحهم، وفي هذه الطريقة الانتقائية ظلم كبير يمارس ضد شعب العراق الذي يعاني من نزيف مستمر منذ اكثر من ثلاثة عقود، وهو بحاجة الى التداوي والعلاج باسرع وقت ممكن وليس الى سيارات او اجساد مفخخة تنشر الرعب والموت والدمار في كل مكان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ويكيليكس يعلن أن جوليان أسانج -حر- وغادر بريطانيا بعد إبرامه


.. الاتحاد الأوروبي يوافق على فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب ا




.. عاجل|10 شهداء بينهم شقيقة رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل


.. اللواء فايز الدويري: إذا توفرت أعداد من سلاح القسام الجديد ف




.. العربية تحصل على فيديو حصري لمحاولة قتل طفلة برميها في مياه