الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل لليسار الشعبي موقف من الاتفاقية العراقية الامريكية ؟

ثامر قلو

2008 / 11 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


يحتدم الجدل هذه الايام حول الاتفاقية العراقية الامريكية من قبل الجماهير العراقية والمهتمين خصوصا بالشأن السياسي ، ويمكن تلمس انعكاس هذه السجالات عبر مواقف الكتل المتصارعة أو المتنافسة في البرلمان العراقي ، فبينهم من يدعوا للقبول والموافقة عليها ، واخرون يماطلون ويستنكرون الامر بأي شكل من الاشكال .
المالكي بصم على المعاهدة بعد أن استشف صكوك الغفران من المرجعية ، وبذلك رفع عن كاهله تبعات الادانة السياسية في قادم الايام ، يوم ينبش التأريخ ويبحث المتصيدون في اتونه بحثا عن زلة للرجل ،هذا ان بقي للمالكي شان في المستقبل السياسي العراقي . وبقية الحكومة ، يبصمون كالعادة على الاتفاقية ليس حبا بالعراق على أغلب الظنون وانما لادامة بقاء امتيازاتهم ونفوذهم امدا طويلا ! ولعل التذكير ببعض الرافضين للاتفاقية حتى دون الاطلاع على بنودها يكون ضروريا ، فهم ينفذون ألاجندة الخارجية للدولة المجاورة ولا يعتقد ان تكون الدوافع لرفضهم الاتفاقية ناتجة عن الخوف على مستقبل العراق ابدا .

لا يهم كثيرا التطرق لمواقف الكتل المسيطرة على الحكومة ، والقوى الدينية الاخرى ، فهؤلاء يتلونون حسب الظروف وحسب المصالح ، فهكذا علمتنا الكتب اليسارية ، وهكذا تؤكد صيرورة الايام الحالكة التي ألمت بالعراق منذ العهد الدكتاتوري وربما قبله ، ومرورا بالعهد الجديد .
ما يهم الجماهير العراقية وخصوصا القوى التقدمية هو مواقف اليسار العراقي ، ومواقف الجماهير اليسارية والتقدمية من الاتفاقية العراقية الامريكية المزمع توقيعها هذه الايام في البرلمان العراقي بعد ان تم موافقة وتوقيع الحكومة عليها.
حسب الاستنتاجات ، ليس لقيادة الحزب الشيوعي العراقي موقف محدد من الاتفاقية ، فان كان للمالكي مرجعية خولته التوقيع وازاحت عن كاهله التبعات ، فمن يكون مرجعية الحزب الشيوعي ، فلا بقي الاتحاد السوفيتي للتعكز عليه ولا تلك الجماهير العريضة الواسعة التي يمكن الاستناد عليهم للتبرير عند الموافقة ، أو الرفض . فقد صار واضحا أن مرجعية قيادة الحزب الشيوعي لا تختلف كثيرا عن مرجعيات القوى الاخرى ان لم تكون هي ذات المرجعيات .

براغماتية القيادة في الحزب الشيوعي بلغت الدرجة التي تصيب كل مرافق الحزب بالشلل ، وتجعل من هذا الحزب العريق جمعية تعاونية جل هموم القائمين عليه تصب في الحصول على بعض الفتاة التي تفيض بها موائد الاخرين ، ويستديم بقاء بعض نفراتهم لتقديم المشورة هنا وهناك لدى باب هذا الوزير ، أو هذاك المدير في احسن الاحوال .
على أن غض الطرف عن مواقف الحزب الشيوعي حول مجمل القضايا السياسية التي لن يكون لها وجود حقيقي على أرض الواقع كما تشير الدلائل،فقد نسوق للتذكير ليس الا، أن مسودة قانون النفط احتاج بلوغها قيادة الحزب سنة وربما سنتين ليتسنى لهم بيان الراي حولها، ذلك الموقف الذي لم ير النور ابدا ، فيعني أن بلوغ مسودات الاتفاقية الامريكية سيحتاج سنين حتما ! لذلك، صار من المحتم النزول لقراءة مواقف القوى التقدمية والجماهير اليسارية بعيدا عن البيانات الحزبية الرسمية .
من الجرم أن يعادي اليساريون أمريكا لانها مجرد امريكا ، الدولة الامبريالية حسب الكتب والقراءات الماركسية، والمقصود هنا هو الوجود الامريكي في العراق ، وليس الكيان الامبريالي لامريكا، فلم يكن كل الاحتلال الامريكي سيئا ، ويمكن اعتبار اسقاطهم للنظام الدكتاتوري فجوة تقدمية رغم المآسي ورغم النوايا المبيتة منهم في مختلف الاتجاهات ، تلك المآسي التي المت بالعراق وطنا وجماهير.
في مقالة لي سابقة ، نوهت بضرورة خروج القوات الامريكية في الحال ، وقد اسوق هذا التذكير منعا للتناقض بين الموقفين ، فعندها أوصل الاستهتار الامريكي بالشئون العراقية ، العراقيين مرحلة اليأس ، وكادت الفوضى أن تقضي على الوطن وعلى الناس قبل أن تساعد هي امريكا في مد يد العون لابطال الصحوات ، فكان من الضروري المطالبة بخروجهم حينها ، لكنها الامبريالية ، تغير جلدها للضرورة ، وقد عاد بالنفع سلوكهم الاخير على الوضع العراقي عموما .
أمران اساسيان وذات شأن في الوضع العراقي تحتم التمديد لبقاء القوات الامريكية في العراق :
أولها ، تعرض الوضع العراقي الهش للتغيير نحو الفوضى تحت أي ظرف طارئ تمر به الحالة السياسية في العراق ، لان الحكومة مؤسسة على المحاصصة والطائفية ، وان بقاء تماسكها الهش هذه الفترة يعود لامرين هما وجود القوات الامريكية ، والحفاظ على ادامة الامتيازات الشخصية للمتنفذين في هذه الحكومة من كل التلاوين الطائفية والسياسية .
والاخطر على الشأن العراقي هو مطامح ايران وتدخلها السافر في الشئون العراقية ، مقترنا بوجود تسهيلات من بعض القوى السياسية العراقية، الامر الذي يزعزع الوضع في العراق حال خروج القوات الامريكية من العراق ، ويهيء الاجواء لايران الاسلامية لبسط نفوذها السياسي وربما العسكري للعراق.

لا أحد يمتلك الحس الوطني ، ويرضى أن يكون بلده محتلا ، أو يرى القوات الاجنبية تجوب تراب وطنه ، لكن للظروف احكامها وظرف العراق العصيب يتطلب بقاء هذه القوات فترة مقبلة لعلها تكون فترة نقاهة للوضع السياسي العراقي ، ويمهد فيها الطريق ليبلغ دفة الحكم قائد عراقي وطني ، أو حكومة عراقية وطنية ، تؤمن عن قناعة بالمشروع الوطني والحضاري للعراق .

ثامر قلو



ا













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما


.. شاهد ما حدث مع عارضة أزياء مشهورة بعد إيقافها من ضابط دورية




.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف الحرب في غزة| #الظهيرة


.. كيف سترد حماس على مقترح الهدنة الذي قدمته إسرائيل؟| #الظهيرة




.. إسرائيل منفتحة على مناقشة هدنة مستدامة في غزة.. هل توافق على