الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صناعة العراق الجديد... المشاكل و الحلول (2)

سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)

2008 / 11 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


كيف نستطيع الوصول بالعراق إلى محطة الديمقراطية و الأمان و الاستقرار؟
في الحلقة السابقة تحدثنا عن النظام البرلماني المطبق في العراق و كيف أن النظم البرلمانية غالبا ما تكون ضعيفة و تعاني من مشاكل و بطأ ً في آليات اتخاذ القرار، و اقترحنا كخطوة لتجاوز هذا الخلل أن يتم انتخاب رئيس الجمهورية من خلال الاقتراع السري المباشر من قبل الشعب العراقي لتجاوز حالة الفئوية و المحاصصة، و إذا كان هذا الأمر قد لا يتم تجاوزه كليا إلا أنه بالتأكيد سيؤدي إلى تخفيف هذه الحالة و يمنع وصول رئيس جمهورية طائفي أو عنصري قومي و بالتالي يساهم هذا الرئيس في بناء وزارة "حكومة" ذات تركيبة وطنية عالية الجودة و تقدم أفضل الخدمات فإننا ننصح بتعديل دستوري كهذا.
و توصلنا في مقالنا أيضا إلى أن لا تلازم بين المركزية و الدكتاتورية و أن هناك خيارا ثالثا كبديل عن الخيارين المرّين الدكتاتورية أو الفوضى!! و هو بناء دولة تعطي صلاحيات كبيرة للمركز مقابل فدراليات تمتلك هي الأخرى صلاحيات قوية لا تتداخل مع المجالات السيادية، و هذا سيعني بالتأكيد إيجاد تغيير جوهري في الدستور الذي نعاني الآن من لغته الضحلة و عباراته العامة التي يسهل تأويلها، فكل الأنظمة الفدرالية في العالم قائمة على أساس جغرافي إداري بحت، بمعنى أن أي إقليم أو نظام أو ولاية من هذه الفدراليات لا تحمل أي هوية قومية عرقية أو دينية، لاحظ معي عزيزي القاريء النظام الفدرالي الأمريكي المكون من 50 ولاية، فليست هناك ولاية أو فدرالية خاصة بالهنود الحمر أو الإيريش "ذوي الأصل الإرلندي" أو الإسبان أو البروتيستانت أو الكاثوليك أو المسيحيين أو المسلمين، بالتالي فإن أبواب البلد مفتوحة أمام كل المواطنين، و لا تستطيع أي ولاية من أن تمنع من دخول أي شخص بحجة الحفاظ على هوية دينية كانت أم قومية، بل إن تصرفا كهذا يعتبر جريمة و تمييزا عنصريا بين المواطنين المتساوين في الحقوق و الواجبات.
أما في العراق فإن العكس هو السائد لحد الآن، حتى إن هناك من يروج نظريا للفدراليات العنصرية و المذهبية فضلا عن التطبيق المتحقق على أرض الواقع، و هذا ما سيؤدي بالتأكيد إلى خلق صراع بين هذه الفدراليات التي تتشدق بالانتماء إلى العراق كهوية وطنية بينما هي على أرض الواقع تعمل على ابتلاع الأراضي و قضم الفدراليات و المحافظات المجاورة، و الحل الوحيد للعراق للخروج من هذه المحنة تحويل المحافظات إلى أقاليم لكون هذا التقسيم الإداري غير قائم على أي أساس طائفي أو قومي و نزع صفة "الهوية" عن أي فدرالية من هذه الفدراليات باستثناء الهوية العراقية، إقليم البصرة اللا طائفي أو العرقي هو خير مثال و نموذج للعراق إذا ما تم تطبيقه بحيث يصبح إقليم البصرة فدرالية لكل العراقيين، و تأتي أهمية الهوية العراقية طبعا كونها أساس قيام هذه الدولة و أقدميتها من حيث الزمان و أسبقيتها على كل الانتماءات الأخرى.
الأمر الآخر الذي ينبغي للعراقيين التنبه له هو أن لا يتحول العراق إلى مجموعة أقاليم تتفاوت في القوة و الهيمنة و النفوذ، فتكون صلاحيات كل الأقاليم متساوية و بغض النظر عن مساحة الإقليم و عدد سكانه، و الفدرالية تعني أيضا نزع سلطة "الوزارات" عن الإقليم أو الفدرالية كون ذلك يتعارض و بناء الفدرالية و أن امتلاك الوزارات يعني نظاما "كونفدراليا" و ليس كما هو معمول به في النظام الفدرالي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة