الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من جمهوري الى ديمقراطي ... والخائب لا يتغير ! مبررات التغيير

اديب طالب

2008 / 11 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


عندما أخفقت الديمقراطية في العراق وأفغانستان، وأخفق التغيير في اتجاهها في ايران وسوريا ، وتعثر في لبنان . عندما كانت وراء كل ذلك ؛ اخطاء بوش في غوانتنامو وابو غريب ، والعجز عن سوق ابن لادن الى العدالة او الرصاصة ، فضلا عن الارث اللاديمقراطي لتلك المجتمعات وبيئتها القبلية والطائفية والعرقية ، وايديولجيتها الماضوية وهوياتها القاتلة ، والمخلفات السوداء لطالباان وصدام .... عندما بدا ان الدعوة الى الحرية في مأزق ، والدفاع عن حقوق الانسان في اختناق ..... عند كل ما ذكر ؛ فاجأ الزلزال الامريكي الانتخابي الديمقراطي المعجزة العالم ، وانتخبت امريكا أوباما الأسود بتفوق نادر ، ودفعت بوش والمحافظين الجدد الى الظل حيث يفكرون وبهدوء كيف ولم خسروا المعركة ؟ .

انتخبت امريكا اوباما ، لأنه أحسن الكلام ، ولأنه متواضع ، ولأنه شديد الاقتناع بما يقول .
انتخبت امريكا اوباما ، ليس على طريقة شاء من شاء وأبى من أبى ؛ وطريقة الفساسيط البنلادنية ، وانما على طريقة ، هكذا أراد الأمريكيون ، وهكذا أراد العالم .

رئيس أساقفة أمريكا للكاثوليك ، وصف انتخاب اوباما بأنه نقلة جيدة في تاريخ الانسانية ، وأنه من الممكن اختيار بابا أسود ! .
اوبرا وينفري قالت : هذا يوم تاريخي لم نر نحن مثله من قبل ! ، نحن هنا تشير للامريكيين الافارقة والذين تم نقلهم كعبيد عبر تجارة الرقيق الاسود من افريقيا الى امريكا لحاجتها لهم حينها كايد عاملة رخيصة ولادنى الاعمال .

انتخاب اوباما رئيسا ، تم بسلاسة مبدعة وشفافية عالية ؛ مؤكدا أن لاتراجع عن مكتسبات الانسان الحضارية في حماية الحرية والصمود لاحقاق حقوق الانسان .
تم ذلك كله رغم كل التعقيدات والصعوبات الكارثية الاقتصادية والغذائية التي تعيشها البشرية في القرن الواحد والعشرين من تاريخها المدني والسياسي ، ولعل تلك الكارثة كانت الصوت الاعلى المحفز للصوت الانتخابي الامريكي .
ولا يعتقدن أحد أننا نظن أن أوباما ساحر العصر أو سوبرمانه الخارق . ولعل أعداء الحرية ، انصار الثبات ؛ يتعلمن لمرة واحدة أن البقاء ليس منوطا بالاقوى وانما هوللأقوى الأفضل شبابا وأخلاقا . ويتعلمن ايضا أن الديمقراطية من الفضائل وأنها أقل الأنظمة الحاكمة سوءا . ولا يحلمن بنهاية المشروع الامريكي ؛ فذهاب بوش ومجيىء اوباما محاولة جادة للتخلص من أخطاء الماضي لا أكثر .

التغيير موضوعي تاريخي
" من اعترف بذنبه لا ذنب له " و " الاعتراف بالخطأ فضيلة " ؛ فكيف اذا شعب فعل ذلك ؟ . " الثابت " و " الله يحيي الثابت " ذكرني بالشيوعيين السوريين " سبعون عاما من الثبات على المبدأ " ، المبدأ اسقطه أهله ، وعلى " عماها " وهم بقايا البقايا في ارض الشيوعية البائرة وذيولها ! وبعناد الجاهل يصرخون : الشيوعية على صواب والخطأ في الشيوعيين !! .
اذا انقلبت امريكا ديمقراطيا من حاكم جمهوري الى حاكم ديمقراطي ؛ فما بال التلاميذ المتفرجين وأطراف الأطراف والمستحاثات الحجرية البشرية ؟

كولون باول الجمهوري انقلب ديمقراطيا قبل الانتخاب الزلزال وحين لم يكن النصر قد حسم .
لوان الناس لا يتغيرون ولا يتعلمون من أخطائهم وأخطاء الآخرين وتجاربهم وتجارب الآخرين لبقيت البشرية في زمن الكهوف وزمن صراع الوحوش على الفرائس ، وبالطبع منهم الانسان .

حتى محمود احمدي نجاد وخالد مشعل لم يخفيا المشاعر الايجابية تجاه اوباما فالأول سارع الى التهنئة والهرولة باتجاه واشنطن والثاني طفحت عواطفه على قناة " سكاي نيوز " وما يزال يتمرن جيدا حتى يهرول مستقبلا .

كم كانت ساذجة ممانعة مثقفينا العقائديين للمشروع الامريكي والذي سيقوده اوباما وهو مختلف فقط بالآليات لا بالجوهر عن سابقه .
موقف ايران الراهن يثبت بوضوح ؛ كم كان الابتزاز باسم الاسلام وفلسطين فاقدا للمصداقية .

صعوبات لن تعطل التغيير

عصا القيادة في امريكا انتقلت من جمهوري الى ديمقراطي . الانتقال فرضته وحكمته تقاليد ديمقراطية راسخة وناضجة منذ عام 1864 حين اتفق الامريكيون على الدستور.
التغيير الحقيقي المترتب على ذلك الانتقال أمر آخرأمامه أكثر من تحد بالغ الصعوبة .
اذا جاءت الانتخابات الاسرائيلية ب " نتنياهو " فان لغة التفاوض مع الواقفين في وجه المشروع الامريكي قد تضعف وقد تتباطأ .
ايران لن تنقاد الى المفاوضات الجدية الا بأثمان قد تكون على حساب الخليج العربي . أما اذرعة ايران في المتوسط فقادرة على الشغب طالما ان العقل الاسرائيلي الاداري والشعبي يشكل غطاء حاميا لبقاء بعضها وراض باللغة المتأرجحة بين التهدئة والصواريخ الاستعراضية والاستفزازية الى حد ما
ليس بالضرورة ان تتطابق سياسة ايران واذرعتها وكذلك سياسة اسرائيل مع شعار اوباما " لقد أطل فجر جديد من القيادة الامريكية " فالاطراف الثلاثة المذكورة لا يعنيها الا الفوضى الدائمة والمتعاظمة والتي تخفي بها مشاريعها العدوانية على شعبها او شعوب الجوار . كما ان الازمة المالية لن تساعد في اطلاق الفجر الجديد الاوبامي . وقد تحيطه بالغبش .
أما الاخطر فهو ان يقرر الارهاب شيئا ما داخل امريكا او خارجها !!

مع كل ما قلناه وما قيل عن ما سيواجهه اوباما فان المسافة بين النية في التغيير والفعل من اجل التغيير قد تضيق وقد تتسع .
ويبقى الانتقال من جمهوري الى ديمقراطي مؤشرا تاريخيا ؛ على كل الشعوب ان تتعلم منه وتتعلم ايضا ان الخائب والفاشل لن يتغيرا ابدا ، وقد يبقيا فثمة قبائل بدائية في بعض الارض لا يعرف الحاضر عنها شيئا ولن تكون اكثر من منسيات يدرسها علماء الاركولوجيا فقط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟