الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نصل الى التدويل

فاطمه قاسم

2008 / 11 / 18
القضية الفلسطينية


يبدو أن القانون الخالد الذي يقول " إذا لم تحل مشاكلك بنفسك، فانك تسلمها طواعية للآخرين، "هذا القانون ينطبق علينا فلسطينيا في كامل صوره:
أقول ذلك :
لان المأزق الفلسطيني ،مأزق الانقسام الداخلي ،والوجه الموازي له وهو الحصار ،والاستقطاب الدائر حوله إقليميا ،قد وصل إلى مرحلة خطيرة جدا ،مرحلة يمكن وصفها والقول عنها بكل اطمئنان موضوعي بأنها مرحلة من العجز الكامل ،يتوازى مع رغبة العاجزين بالغوص بوحل هذا العجز مما يجعله أكثر خطرا وقسوة ومما يجعل وضع الناس أكثر بؤسا ،لان التهرب السياسي المنطلق من حالة العجز لا يسعى إلى معالجة الموضوع ،أو التخفيف منه ومن خسائره ،أو حتى إبقاء الوضع السيئ كما هو ، انتظارا للحظة أخرى ،أو فرصة أخرى ،بل إن هذا الهروب السياسي يتجه أكثر نحو المزيد من تدمير الذات إلى حد القضاء والإجهاز على الذات الوطنية ،ومن ثم الفكاك النهائي من تبعات المشروع الوطني ،وهو مشروع الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية والكيان الفلسطيني ،في الضفة الغربية وقطاع غزة تحت سقف قرارات الشرعية الدولية ،وهو الممكن السياسي فيما لو توحدت حوله الاراداة الفلسطينية الناضجة ، والحرة ،والمستقلة ،وهو ما لا يحدث الآن ،واكبر دليل على ذلك فشل الحوار ،وربط هذا الفشل بأسباب كان من السهل على الحوار أن يحلها حيث كان متجها لحل القضايا الأكثر تعقيدا ،
هذا : ثم بدا العجز ينتج نفسه بأشكال أكثر سلبيه ويعبر عنه بشكل تدميري ،
وكمثال على ذلك :
تصريحات الأخ فوزي بروهم الناطق باسم حركة حماس تعليقا على خطاب الأخ الرئيس أبو مازن في الذكرى الرابعة لرحيل رمز الفلسطينيين ياسر عرفات وهي التصريحات التي يشير فيها إلي إمكانية رفض حماس التمديد للرئيس في التاسع من يناير القادم
أنا شخصيا
أرجو أن لا تقدم حماس على هكذا خطوة لان شرعية الرئيس هي أخر غطاء يحمي حركة حماس نفسها في البحث عن مخرج مرضي للمأزق وبدون شرعية الرئيس فان قطاع غزة سيندفع حتما إلي الطريق الوحيد المفتوح أمامه وهو الخروج من معادلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وحينئذ سيكون الوضع مأساويا للغاية لان قطاع غزة عندها سيتعرى أمام المحاذير العربية ، والإسرائيلية التي خططت للانقسام منذ البداية حين عاملت قطاع غزة بمعايير مختلفة سواء في مرحلة الانسحاب من جانب واحد أو في مرحلة الهدنة على مستوى القطاع ،وكانت إسرائيل تهدف من وراء ذلك إلي دفع قطاع غزة خارجا ليكون جزاءا من مشاكل الآخرين سواء الفلسطينيون أنفسهم أو النظام الإقليمي العربي وهو في مرحلة تشكيل تحالفات جديدة في المنطقة أو ما يسمى بالأمن العالمي على غرار ما يجري في الصومال ومحاصرته بحريا
وما زالت أمل بأن اللاعبين السياسيين في حركة حماس لن يسمحوا لهذا الهروب من الحوار أن يصل إلى المدى الأكثر خطورة
لا يمكن القول انه خلال الفترة الطويلة التي قضاها الأشقاء المصريين في الترتيب للحوار لم يتم التوصل إلى نقاط اتفاق رئيسية هذا أمر مستحيل فلقد كان الأشقاء المصريون يناقشون الأطراف الفلسطينية خاصة فتح وحماس ليس فقط في الإجراءات وإنما في البعد السياسي لتلك الإجراءات وكانت القاهرة على تواصل مع العواصم العربية ومع عواصم القرار الدولي وبالتالي فلم يكن من الممكن الاستمرار خطوة وراء الأخرى في هذه الترتيبات دون نجاح ما وإلا فكيف تبلورت الوثيقة المصرية وكيف تمت الدعوة للحوار وكيف تم تحديد موعد الحوار والياته
الموضوع ليس ألغازا بل هي خطوات إحداها ترتبط بالأخرى وفجأة يظهر الاستعصاء كله مرة واحدة لماذا ما هو الجديد
ما هو العامل المفاجئ الذي ظهر على الخط ؟
لا يمكن القول أن موضوع المعتقلين في رام الله على رغم أهميته أصبح جزاءا من العمل اليومي فلقد أفرغت السجون في الضفة وغزة وعادت وامتلأت مرات عديدة وكما قلت فان الحوار الوطني كان في طريقه لبلسمه جراح و وتحريك ملفات أكثر خطورة من موضوع المعتقلين ألف مرة وكلنا نعلم أن العدد الأكثر من هؤلاء المعتقلين كانوا يتواجدون في المعتقلات كرهائن ليس إلا بدون أية تهمة منسوبة لأحد منهم
ما هو الجديد في الأمر إذا؟
ولماذا يصعد بعض الأطراف من إشعال النار؟
من خلال منع الاحتفالات في غزة بالذكرى الرابعة لرحيل رمز الفلسطينيين وزعيم العصر ياسر عرفات لا يمكن أن يكون السبب امنيا ، فحركة حماس تسير مظاهرات وتقيم فعاليات كبرى يوميا ولم نجد هذه المخاوف الأمنية وهل الذي يريد أن يخترق الأمن لا يفعل ذلك إلا في مهرجان الوفاء لذكرى الرئيس عرفات
مرة أخرى
ما هو المتغير الجديد الذي ظهر في الطريق فجأة وجعل آمال الناس بالحوار تتحطم بهذا الشكل الدراماتيكي
هذا ما يجب البحث فيه بشجاعة قبل أن يأخذنا هروبنا من أنفسنا ومن الحوار إلى الطريق المسدود الذي لا يفضي إلا إلى الانزلاق نحو الهاوية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو يقدمان التعازي -للشعب الإيراني-


.. كيف ستنعكسُ جهودُ الجنائية الدولية على الحرب في غزة؟ وما تأث




.. حماس: قرار مدعي -الجنائية- مساواة بين الضحية والجلاد


.. 50 يوما طوارئ تنتظر إيران.. هل تتأثر علاقات إيران الخارجية ب




.. مقتل طبيب أمريكي في معتقلات الأسد