الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفهم الخاطيء لعمق شهادةالحسين بن علي

وداد فاخر

2004 / 3 / 2
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


الفهم الخاطيء لعمق شهادةالحسين بن علي ( ع )

      يحل علينا هذا العام شهر محرم الحرام ، والعراق والعراقيين جميعا يتنفسون عبق الحرية ، ونسيم العراق العليل وسط أجواء من الحرية ، والتعبير عن الشعور الديني والسياسي ، بعد أن كبس على أنفاسهم أولئك الهمج الرعاع القادمين من وحل التخلف وأقبية الظلام ، والغرباء على العراق والعراقيين . فقد سقط الغرباء وذهبوا هم وحزبهم في مزابل التأريخ وبلا رجعة . ورفع العراقيون من جديد هاماتهم إلى العلى معلنين للعالم انخراطهم من جديد ضمن المجتمع الدولي ، كعنصر بشري أساسي في العالم والمنطقة له الحق بالتفكير والتصويت والاعتراض ، بعد أن كان مسيسا في جميع مناح الحياة ، ضمن بوتقة معينة ووفق منهج سياسي مرسوم لهم مسبقا، وضمن شروط فرضتها السلطة الدكتاتورية الحاكمة .
ولأننا جميعا نعلم عمق معنى الشهادة في الإسلام ، والقيمة العظيمة لشهادة سيد شهداء أهل الجنة الإمام الحسين ( ع ) ، فلا بد من الوقوف بتواضع للإفادة من قيمها وعبرها العظيمة . فالإمام الشهيد عندما يقول بعبارته العميقة العنوان ( إني ما خرجت بطرا ًولا أشرا ً ) ، أي بمعنى إن وراء خروجي على السلطان الجائر معنى عميق ودروس يجب أن نتعلمها ، ونأخذ بها كي لا نقع فريسة بعض العادات والطقوس الغريبة علينا وعلى الإسلام كدين ،  فتذهب المعنى الحقيقي للذكرى ، وتشوه قيمنا وإيماننا .
وحتى نكون أكثر صراحة ومنهجية ، لنا أن نستذكر الكثير من الدروس والعبر التي كانت الحصيلة النهائية للتضحية الكبيرة التي قدمها سيد الشهداء في معركة كربلاء في العام 60 الهجري ، حيث قدم نفسه وآله وذويه قربانا لمبدأ ترسخ في ذهنه ، ألا وهو إعلاء شأن الإسلام الذي كان لا زال وليدا وتنقيته مما ادخل عليه من بدع في السلطة والحكم ، فكانت تلك الدروس الأولى في الآيديولوجية السياسية الإسلامية ، التي كانت جديدة تماما على سلطة الدولة والحكم .
وقد كان هناك معسكرين ، معسكر الحسين الرافض لكل أنواع الهيمنة السلطوية والسياسية ، التي كان المعسكر الثاني وهم بنو أمية وتابعيهم ممن فرضوا شكلا غريبا للسلطة مغايرا تماما للخلافة الراشدة التي كانت اللبنة الأولى للمجتمع الإسلامي الحديث ، المبني على أساس ( الناس سواسية كأسنان المشط  ) ، والشبيه إلى حد ما للديمقراطيات الحديثة في التعبير عن حرية الرأي والعقيدة ، وتوزيع الثروات بين الناس بالقسطاط . وبهذه المفاهيم الإنسانية نستطيع استيعاب الأسس الحقيقية لثورة الحسين .
لكن ما دخل من بعض الممارسات الغريبة على الدين الإسلامي والعادات العراقية والعربية ، كان له أثر كبير في محاولة تشويه المعنى الكبير لهذه الثورة التاريخية العظيمة ، التي لا زالت الأجيال المتعاقبة تحييها كل عام بما يليق بمكانتها السامية العظيمة . لذلك تبقى بعض التصرفات والممارسات التي دخلت على إحياء هذه الذكرى مسألة قابلة للنقاش ، خاصة (  ضرب القامة ) و ( الزنجيل ) وما يترك ذلك العمل من آثار صحية على الشخص الذي يمارس العمل ، أو ما يتركه من انطباع سيء على نفوس الكثير من المسلمين وغير المسلمين ، إثر مشاهدتهم لتلك الممارسات الغير صحيحة والتي نعرف جميعا بأنها قدمت للمنطقة في فترة زمنية قديمة ، ومع الترك القادمين من شرق آسيا ، وفق جوهر حب حقيقي لآل البيت ، ولكن بمفاهيم ثقافية بدائية جدا. وساعد على انتشارها آنذاك ، الجهل الثقافي والديني لمعنى كلمة ( الشهادة) التي سطرها سيد الشهداء وآله الكرام .
وفي العام 1994 ، رفع المرحوم ( آية الله العظمى السيد محمد رضا الكلبايكاني ) المرجع الكبير في قم المقدسة بإيران ، شعار وفق فتوى دينية ب ( التبرع بالدم بدل ضرب القامة ) ، وهي عملية إنسانية عظيمة كمشاركة إنسانية في ذكرى الشهادة الحسينية ، في يوم العاشر من محرم الحرام . أما في العام الذي يليه فقد شجع ذلك السلطة الدينية الحاكمة في إيران ، بإصدار فتوى كأمر قطعي بتحريم ( ضرب القامة ) ، ومنعها رسميا وبالقوة من قبل أجهزة الدولة الرسمية ، بفتوى صدرت آنذاك من مرشد الجمهورية الإسلامية ( السيد علي الخامنئي ) . لذا فإن ما دعا إليه ( السيد الكلبايكاني ) هو رأي سديد ، لأن التبرع بالدم أفضل من إهداره هباء هو عمل صحي ومنطقي في آن واحد ، ويغطي على جميع قناعاتنا وشعورنا بمشاركة آل البيت نزف الدم الكريم في ذلك اليوم العظيم . إضافة لما نقوم به من عمل إنساني مجيد من اجل إنقاذ مريض هو بحاجة ماسة لدم متبرع ، يساهم في إنقاذ حياته ، ويعيد لأهله وأحبته البسمة التي غاضت إثر مرضه .
ولست هنا بدور الواعظ ، ولكن الناصح لأن المعنى الحقيقي للدين هو ب ( أن الدين النصيحة ) ، مضافا لذلك إننا نزيل بعض الشوائب مما علق بطقوسنا ، وعاداتنا في إحياء مناسباتنا الدينية . لذا نتمنى أن يكون لإحياء ذكرى سيد الشهداء الحسين بن علي ( ع ) معناه الكبير الحقيقي ، الذي يكون دائما رائدنا نحو خير امتنا وسعادتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدم المنازل الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.. استراتيجية إسرائي


.. مجدي شطة وا?غانيه ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. قتلى واقتحام للبرلمان.. ما أسباب الغضب والاحتجاجات في كينيا؟


.. الجنائية الدولية تدين إسلامياً متشدداً بارتكاب فظائع في تمبك




.. فرنسا.. أتال لبارديلا حول مزدوجي الجنسية: -أنت تقول نعم لتما