الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معوقات المشاركة السياسية

محمد نبيل الشيمي

2008 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


1- الانفصام الاخلاقي للنظم الحاكمة :
لا خلاف على ان بعض دول العالم الثالث تعاني من انفصام اخلاقي حيث يوجد تباين واضح بين ما تنص عليه الدساتير وما يمارس بالفعل فإن كانت الدساتير تفي بحرية ممارسة العمل السياسي والتكافؤ في الفرص بين المواطنين ، الا ان الواقع الفعلي هو تركيز السلطة ووضع القرار في قبضة الحكام وبمشاركة سدنة النظام من اصحاب المصالح الذين يقررون ما يرونه وبالشكل الذي يروق لهم وبدون استماع او سماع وجهة نظر المواطن الذي عليه فقط ان يبارك ويهلل لرب العائلة او كبير الاسرة .. الخ او ان ابدي البعض اراءهم فهم خارجون عن الشرعية وهو ضد مصلحة الوطن .. ويحاربون في ارزاقهم ويحرمون منالالتحاق بالكليات العسكرية تحت دعو الامن القومي .. وبعد ذلك هل يكون لدى المواطن اي مصداقية في المشاركة .
2- ضعف البناء الهيكلي للمؤسسات السياسية :
تعمل الحكومات في دول العالم الثالث على اضعاف دور الاحزاب المعارضة وتهميش ادائها ومحاصرة كوادرها بل وتلفيق التهم لها والزج بقادتها الى السجون وكذا عدم السماح لها بممارسة اية ادوار داخل النقابات مع فرض الرقابة على الصحف .. الخ . أيضا تعطي الحكومات الحق لنفسها في الموافقة او عدم الموافقة على قيام الاحزاب اما الانتخابات النيابية فهى عادة تكون نتائجها على هوى الحاكم لتنفيذ ارادته في سن القوانين والتشريعات ويبقى لهذه المجالس فقط الاقرار بما يطرحه الحاكم من رؤي حتى لو تعارضت مع اماني الجماهير وفي حالة ظهور معارضة للحاكم يحل مجلسه النيابي ايضا بموافقة اعضائه وليس بعيدا علينا ما قام به السادات عندما ضاق باحدى عشر عضوا عارضوا زيارته للقدس ووقفوا امام شطحاته في بعض القضايا .. هناك ايضا التضييق على منظمات المجتمع المدني ووضع العراقيل امام تحركاتها .. اليس هذا بمدعاة للمواطنين بزهد المشاركة .
3- الاحوال المجتمعية :
يرى البعض ان الظروف الاقتصادية لمجتمع ما احد المحددات الهامة في عملية المشاركة السياسة فالمجتمعات الفقيرة يغلب على مواطنيها العزوف عن العمل السياسي فكيف يكون لعاطل عن العمل الرغبة في العمل السياسي وهو لا يجد ما يقيم اوده او يساعد على بناء اسرة وكيف يتسنى لاحد ان يمارس دوره او يشارك في الحياة السياسية وهو لا يعي معنى المشاركة وهو فاقد للتنشئة السياسية حتى ولو شارك في الانتخابات فان صوته لا يمنح لمن يستحق ولكن يدفع او يعطي ويسرف في اعطاء الوعود على انه في هذا السياق بدات ملامح تغيير واضحة في العالم في العديد من الدول التي تنتسب الى دول العالم الثالث والتي اخذ المسار الديمقراطي فيها منحا جديدا حيث نجد بعض قادتها يتركون الحكم طواعية ايمانا منهم بحق الجماهير في تداول السلطة ولا شك ان مثل هذه التصرفات التي قد تفي بوجود حس ديمقراطي ساهمت في زيادة قابلية المواطنين بالمشاركة في العملية السياسية .. يضاف الى هذا كله فقدان المواطن للرسالة الاعلامية سواء كانت مرئية او مسموعة او مقروءة حيث يرى المواطنون انها رسالة تؤكد لسلطان الحكام ورؤيته وجل همها التركيز على تحركات الحكام هو واسرته وابراز انجازاته حتى ولو كانت وهمية او غير ذات فائدة ولا يرون فيها الا تزييفا للواقع او تهميشاً للوعي وانها موجهة لتبريرمواقف وسياسات الحكم دون التركيز على القضايا التي تهم المواطن .
كما ان لقضايا الفساد السياسي الاداري تاثير على رغبة المواطن في ممارسة دور السياسي خاصة في انتخابات المجالس النيابية والتشريعية فالمواطن فاقد للامل ولا يرى سوى ان العضو الذي سيصل الى البرلمان لن يعمل الا لالحه فقط - ولن يعود الى قاعدته الانتخابية الا مع انتخابات جديدة بوعود جديدة ليس منها ما يحتمل الصدق الا اذا ... ؟
ثم اين دور المدرسة والجامعة ؟ هل تسمح الحكومات بممارسة العمل السياسي الا لمن يسيرون في فلك السلطة ؟
هل يكون هناك تفسير لقيام الادرة الجامعية في مصر بوضع لائحة طلابية بالمقاس لخدمة النظام والتبشير بالحزب الحاكم دون غيره من الاحزاب الشرعية ؟ ثم اليس حرياً بنا ان نظر الى اسلوب ادارة الانتخابات العمالية بتفكر لنرى حجم التدخل الحكومي في هذه الانتخابات تمكيناً للمرتبطين بالحزب الحاكم ولو على حساب العملية الديمقراطية ككل .
ايم دور رجال الدين الذين اصبح البعض منهم اكثر تحزباً وتعصباً للحاكم عن رجال السياسة .. الم يقل احد دعاة العصر في حق السادات انه لا يسال عما يفعل وهكذا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علامات استفهام وأسئلة -مشروعة- حول تحطم مروحية الرئيس الإيرا


.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن نبأ مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي




.. دعم وقلق.. ردود فعل على حادث طائرة الرئيس الإيراني


.. ردود فعل دولية وعربية بشأن وفاة الرئيس الإيرانى إثر حادث تحط




.. الشعب الإيراني مستاءٌ.. كيف تبدو الانطباعات الشعبية بعد موت