الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدينة أهلها عراة وسماؤها تمطر . .

إبتهال بليبل

2008 / 11 / 20
كتابات ساخرة


يعتقد أحيانا يكون الكلام كالخطيئة ، لا يمكن محو آثامها بعد ارتكابها ، لذا فلا يمكنني تبديل شيء ما ، مما اكتب هنا ...
أعجب لبعض تصرفات الأشخاص التي توحي لبعض ملامحهم ، حيث أنهم يعجزون عن تحوير جوهرها ، إنما هي محاولة لمزيد من الاقتراب من جوهرها الأصلي ..
أن ما يؤسفني حقاً ما حصل لي اليوم والأيام السابقة وأنا محاولة انتظار ابنتي وهي تخرج من المدرسة كي نعود معاً إلى منزلنا ، حيث شعرت إن الأخلاق بدأت تنزلق يوماً بعد آخر إلى بئر ضحلة ماءه ، لينعكس ذلك كله في مجالات الحياة ..
أقول ذلك وفي ذهني عشرات السطور التي كتبها كثيرون حول الأخلاق وطريقة التعامل التي بحد ذاتها تنحدر نحو العنف مؤخرا . . كم هو طريف ذلك الكائن من فصيلة الشرطة أو حراس الأمن المنتشرين في الطرقات والذي يلقب نفسه بالإنسان . . كم هو مضحك ومخز في مواقفه من عباقرته الذين استطاعوا بفكرهم تجاوز فصيلتهم ولكن جسدهم مازال عاجظا عن التحرر من قيود مهنته العنيفة ، وبالتالي ديكتاتورية ذلك الرداء الملون بالأزرق أو الأخضر والذي يتحكم في تجوله أو منع تجوله عن أخلاق البعض. . . . بعض هؤلاء ألأشخاص بعيدون عن تفهم الحماية و عالمها وعظمتها . . . أشخاص يرون في هذه المهنة ما يهدد وجود الأخلاق المكرس ! والغريب إن حامل هذه الصفة تتبدل أخلاقه حسب مزاجه وبسرعة ، لتجد نفسك فجأة في مدينة أهلها عراة وسماؤها تمطر . .
أطرف ما في هذا المشهد منظر طالبة تخرج من مدرستها ليتصورها هؤلاء عارية في المطر , بينما هي قد حرصت على أن تحمل مظلة لها ! والمظلات الخاصة هنا في بلادنا مصنوعة من الثلج في أول اشراقة للشمس عليها تذوب – حقيقة إنها للمرة الأولى أراها في هذا الزمان ، مثل أخلاق البشر لكن مقبضها من نار بحيث لا يستطيع الإنسان حملها!
. . . ارتمت نظراتي على عدد من هؤلاء الذين نصفهم بشرطة النجدة وهم واقفون أمام مدرسة ثانوية للبنات لحمايتها وفي لحظة خيل لي أنني أحيا حلما خرافيا جميلا . . . فعلى الطريق من حولي مئات من الناس . . كلهم يستمعون إلى كلمات الغزل التي تمتلئ بالعنف الماجن والاباحي ، والتي يعزفها اوركسترا جيدة كل يوم في نفس هذا المكان ومن نفس الأشخاص تقريبا أو قرنائهم . . ومجانا ! . .
هاهم بناتنا وأطفالنا الذين يتعلمون منذ الصغر الإنصات إلى روائع بيتهوفن وباخ وحقيقة ، حزنت من أجل أطفالنا الذي يفتحون عيونهم على أغاني مثل (نانسي !! ) و تآمر حسني وغيرهم ...
هنالك جرأة كبيرة وواسعة هي التي عقدت في فكر هذا الشرطي ، حيث أنه من يقرر مصير من يسير في هذه الطرقات ويعتمد هذا طبعا على طبيعة السائرين فمثلا أن حاولوا مجادلتهُ في ارتكابه لخطيئة أخلاقية آو أدبية كآن يقوم بمعاكسة طالبات المنطقة عند ذهابهن وإيابهن من المدرسة ، أو عند النظر والسكوت ، ومن الممكن أن تكون النظرة أيضا غير مقبولة من جانبهم لأنهم يعتبروها تجاوز على واجبهم ، ربما أن كنت احد هؤلاء أيها المار من أمامهم ، فقد تلتصق إليك تهمة كبيرة وربما تصل إلى مرحلة الأمن العام وقانون الإرهاب وغير ذلك ، في السماء ثلاث لوحات مرسومة . . . واحدة تمجد الاحترام وأخرى تمجد النظام . . . ومن غريب الصدف أنه أثناء تأدية الاحترام أو النظام أن سقطت من السماء قنبلة دمرت اللوحة التي تمجد الأخلاق !! . . . مزيدا من أيام العنف إلينا ولا تغضبون كثيرا لهذه الظاهرة, التي ذكرتني بحدة إني من شعب أعتاد على أن يسرقوه وحاميه .؟؟؟؟؟ حتى صار في الأخلاق ما يدهش , وما ينكأ جروحه . .
ربما لمن يهمه أمر أهالي المناطق التي تعاني من فقدان أخلاق حاميها وتعديهم على طالبات المدارس عند دخولهم أو خروجهم من والى مدارسهم ، ومن قسوة تعاملهم مع كبار السن وعدم قبولهم لأي معاتبة أو رأي أو نصيحة ، رغم إن الواحد منهم لا يتعدى عمره 18 سنة أرجو من الجهات المسؤولية أن تلتفت لهؤلاء فنحن عوائل مسالمة ولا نمتلك من يحمينا سوى التفاته من المسئولين لهؤلاء الذين كلفوا لحماية مدارس بناتنا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-