الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دول العالم الثالث والمشاركه السياسيه

محمد نبيل الشيمي

2008 / 11 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


تعاني دول العالم الثالث من ازمه مشاركه تعود الي ما يعتري البناء السياسي من تشوهات ونقائض ولعل ابرزها ان غالبيه هذه الدول بدون دساتير تحدد العلاقه بين الدوله والمجتمع حتي في ظل وجود دساتير فانه خلافا لما هو مامول فان الواقع غير ذلك حيث توجد فجوه واسعه بين النصوص الدستوريه وممارسات السلطه فالحاكم الذي يصل الي السلطه يظل ممسكا بتلابيبها رافضا تداولها ولا يغيب الا بالاغتيال او الموت اليس هذاوحده كافيا لاحداث حاله زهد جماعي عن المشاركه السياسيه؟ ايضا فان دولا مازالت ترفض حتي مشاركه الاحزاب الاخري لها الراي والمشوره بل وتفرض علي كوادر هذه الاحزاب القمع والترهيب واحيانا التهديد بقطع الارزاق وعدم الحصول علي الترقيات في حال كانوا من موظفي الدوله وهناك ترسانات من القيود المقننه التي تحول بين الاحزاب وحقها الطبيعي في تداول السلطه اما فيما يتعلق بالتنظيمات الجماهيريه كالنقابات العماليه فهي في خدمه الحكام ولا هم لها غير ارضائه والتملق له علي حساب حقوق العمال ويبقي فوق هذا كله الحصار الشديد لوسائل الاعلام وصحف المعارضه ذلك أن حومات دول العالم الثالث لا هم لأجهزتها الاعلامية إلا بث الافكار والآراء التي تمجد في الحاكم وزمرته فهو القائد والملهم والموجه والزعيم ... حتى المناهج الدراسية تعدل وتزيف تملقاً ونفاقاً للحاكم بغض النظر عن حقائق التاريخ وصحة الوقائع ... وحيئذ يحدث الانقطاع الثقافي والفكري بين أجيال الامة .. وقد يحدث التمرد الفكري ويولد الصراع الحاد وتظهر في الجتماعات ايدلوجيات مناهضة للنظام يهدف تغييره . والحركات الاصولية واحدة من صور هذا التمرد .
على أنه يتعين النظر بعين الاعتبار إلى أن نجاح بعض دول العالم الثالث في زيادة نمو داخلها القومي وتحديث البنية الانتاجية فيها وما يترتب على ذلك من زيادة متوسط نصيب الفرد من الدخل وارتفاع مستوى المعيشة .. ذلك كله لم يحد من حدوث الورة أو التمرد .إن نجاح نظامي الحكم في كوريا الجنوبية والفلبين في زيادة رفاهية المجتمع - لم يمنع ذلك من التظاهرات الطلابية والصدام بين الطبقة العاملة والمؤسسة العسكرية وشهدت سيئول ومانيلا أحداث دامية .. انتهت بانتصار الديمقارطية .
ان التغيير الاقتصادي وتضييق الفجوة بين الطبقات لا يعني استمرارية الاستقرار السياسي في دول العالم الثالث - ان هذا قد يؤدي الى ظهور فئات جديدة تطالب بالمشاركة ولعل تجربة دولة الكويت مثالا جيداً عن ذلك فالثروة والغني لم يمنع المواطن الكويتي من المطالبة بالمشاركة في ادارة السلطة .. وظهرت اوات واراء من ابناء الكويت تدعو الى ضرورة مشاركة الشعب للاسرة الحاكمة في ادارة النظام السياسي ... ذلك ان الوفرة والغني لا يختلفان عن الندرة والفقر في اعادة صياغة افكار القائمين على سبل الحكم ان المشاركة السياسية قيمة ايجابية اهمالها قد يؤدي لاشتعال الثورة وقد يجد هؤلاء الحكام انفسهم في نفس مصير لويس السادس عشر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هو محمد مخبر الذي سيتولى رئاسة إيران موقتا بعد وفاة رئيسي


.. فرق الإنقاذ تنقل جثامين الرئيس الإيراني ورفاقه من موقع تحطم




.. هل ستكون لدى النائب الأول للرئيس صلاحيات الرئيس رئيسي؟


.. مجلس صيانة الدستور: الرئيس المقبل سيتولى مهام الرئاسة لأربع




.. ماذا سيختل بغياب الرئيس رئيسي عن السلطة؟