الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشاريع - نص أخمص - في العراق الجديد

محمد سليم سواري

2008 / 11 / 20
حقوق الانسان


الكلاشنكوف هذا السلاح الروسي الفعال والذي عُرف في البلدان العربية والاسلامية والقارة السوداء أكثر من أي بقاع اخرى من العالم ، ولهذا السلاح الفضل في تحرير الكثيرمن الشعوب المضطهدة ، فهو رمز لتحرير الكثير منهم ، والكلاشنكوف على نوعين بأخمص كامل وبنصف أخمص ولكن الكلاشينكوف ذو النصف أخمص فعال كنظيره ذات الأخمص الكامل في القتال والدفاع عن النفس والتصويب وإصابة الهدف.
اما حال المشاريع العملاقة ومشاريع البنى التحتية التي بدأ العمل بها في العراق الجديد منذ المجيء الأمريكي ورحيل الدكتاتورية والى يومنا هذا فان معظمها إن لم نقل كلها مشاريع على تقليعة سلاح الكلاشينكوف النصف أخمص ولكن الفرق ان مشاريعنا عكس النصف أخمص الفعال ، فهي مشاريع بائسة مترهلة ، إن انجزت او متروكة على بدايتها او في منتصف الطريق ولو لم يبدأ به لكان الحال أهون .. أنا متأكد بأن هذا هو حال معظم المشاريع في كل محافظات وأقاليم العراق .. ففي بغداد حيث أرى كشاهد عيان يومياً حال معظم المشاريع فمن ينظر الى شارع السعدون ومنطقة البتاوين والمناطق والأحياء القريبة من الجامعة التكنولوجية يترحم على حال تلك الشوارع والمشاريع والمناطق ونداءات من الأهالي تستصرخ لو بقيت هذه الأماكن على حالها لكان أحسن لحالهم ، اما شارع الرشيد والذي هو من الشوارع القديمة في بغداد ، ففي بداية العام الماضي كانت هناك شعارات ولافتات باسم السيد أمين العاصمة للبدء بحملة تطوير لهذا الشارع الحيوي القديم ولكن الحملة بدأت وتوقفت منذ بداية هذه السنة عند ساحة " حافظ القاضي " لتبقى أرصفة النصف الآخر من الشارع خراب ودمار وتراب ( راد يكحلها فعماها ) ، حيث أصحاب المحلات يفترشون الورق والكارتون عند أبواب محلاتهم وما انجز منه من النصف الأول يرثى له ، اما حال مشروع جسر الطالبية والعشرات من المشاريع الاخرى فحدث ولا حرج وهنا أهز راسي عجباً وإستغراباً من حملة نصب الحاويات الصغيرة للنفايات في معظم أحياء الكرخ والصالحية والتي لم تكن عملية أصلاً وغابت واختفت بعد شهر من نصب تلك الحاويات ذهبت والميزانية استنزفت وأبناء الشعب لم يقبضوا شيئاً والمقاول دائماً هو المستفيد الوحيد في عملية مدروسة للفساد حتى في رسو المقاولات وتنفيذ المشاريع.
والى مدينتي الحبيبة " دهوك " مدينة الوادي والجبل وموطن حبي وإعتزازي .. حيث نقل لي الكثيرون وأنا شاهد على ذلك بام عيني بانه في شرق مدينة دهوك هناك محلة جديدة باسم " نزاركي الجديدة " حيث بدأ العمل لفتح شارع ذو ممرين في بداية المحلة كما تم تكديس المئات من الأنابيب هناك لنصب الشبكة الجديدة لمياه الشرب في المحلة وقد استبشر الناس خيراً من كثرة معاناتهم في الصيف بسبب شحة مياه الشرب وصعوبة التنقل في الشتاء .. ولكن بعد مدة توقف العمل في الشارع وغابت الآليات ولم نرى اثراً للأنابيب وتبخرت الأحلام ، وعند الإستفسار من الأهالي عن ذلك علق أحدهم بالقول بأن أحد " المتنفذين " اقنع بل أجبرالجهات المسؤولة بتحويل ميزانية هذه المنطقة مع المشروعين الى منطقة اخرى فيها (ناس أوادم) لكي تكون حصتهم حصة " الأسد " من المشاريع الخدمية بالاضافة الى أن لجيوبهم حصة " الحوت " من الميزانية .
انه العراق الجديد بكل ما تعنيه تلك الكلمة حيث أننا لم " نتعود " على مثل هذا العراق بكل تأريخه .. إنه عراق ليس بنص أخمص بل أساساً بدون أخمص .. ولا نستغرب من كل ذلك إذا كان الشخص المناسب في غير موقعه بل ليس له موقع ، والشخص غير المناسب حائر من كثرة مواقعه ومسؤولياته !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أميركا.. اعتقال 33 طالبا أثناء فض اعتصام مناهض للحرب في غزة


.. طيران الاحتلال يستهدف منزلا وسط خيام النازحين في مدينة رفح




.. منظمات حقوقية تونسية تو?سس تحالفا ضد التعذيب


.. إسرائيليون يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة تبادل مع




.. كيف تنعكس الأحداث الجارية على الوضع الإنساني في غزة؟