الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حب من زمن القلعة

حافظ خليل الهيتي

2008 / 11 / 20
الادب والفن



قابع فوق سريري الذي ملّ ارتمائي عليه في هذه الحجرة المعتمة وكأني قطعة من عتيق أثاثها... منضدة ومقعد مفكك الأوصال ودولاب ملابس خشبي... تقابلني على الجدار ساعة تدلى رقاصها كأنشوطة كلما نظرت إليه أشعرني بأن الزمن توقف وانطبقت السماء على الأرض وأنا أتنفس من سم الخياط .
إلى متى التردد وهذه الحيرة ؟ ... لا أجرؤ على النظر في عينيها وان حاولت بلغ قلبي حنجرتي وأحسست أن من يمر بقربي يسمع دقاته الخائبة , ويترنح جسدي فوق ساقاي المرتجفتان ..ما لذي قد تغير؟ .. هل هو تكور جسدها واكتناز شفتيها؟ أم موت البراءة التي كانت تجمعنا ؟ الم نكن نلعب سوية عند الزقاق أمام بيتها؟ الم تكن تقاسمني رغيف الخبز الذي تخرجه أمي من التنور نتناوله وهو يكوي أيدينا ونحن نتدافع ونتضاحك ؟ ولم يلج الخوف يوما قلوبنا.. فما سره الآن؟ .. لم تكن بعيدة تلك الأيام .. كنا حينها ننام وسط باحة دارهم نستنشق عبق الأرض بعد أن رشتها أمها بالماء لتلطف حرارة الجو ساعة الهجير في كثير من قيلولات صيفنا اللاهب .. إلى متى التخاذل وهذا الانزواء ؟ حتى أصبحت غريبا عن أهل الحي لكثرة افتقادهم لي .
لقد مللت هذا السرير كملالته لي .. سأضع حدا لهذا الجبن .. سأصمد عند اللقاء بل سأغرق في عينيها !.. سأبتسم لها .. عند الصباح سأكون رابضا .. كالليث.
تحشرج صوتها وهي تعلن عن بداية يوم جديد تلك الساعة اللعينة .. بدأ قلبي يخفق ونبضاته تتسارع, يريد أن ينط من صدري.. بيتها بات قاب قوسين.. لم أتمالك نفسي فتسللت كاللص من زقاق يسبق بابها لأمرق كالفأر المذعور محتميا بالجدران متمنيا أن تنشق الأرض وتبتلعني قبل أن تخرج وترمقني بنظرة ل لا أقوى على الوقوف بعدها .. ابتعد تقودني خطواتي الهاربة في أزقة القلعة الضيقة المارة من تحت السقائف العتيقة .. ابلغ ابعد مكان أداري فيه خيبتي بعيدا عنها.. وعن عينيها .. ادلف هزيمتي تحت أغطية سرير وحدتي..أدثر بدني المنهار وهو يتفصد عرقا لتبدأ رحلة الملامة وتقريع الذات وأنا مندحر ككل مرة .. مشتت الفكر بين الألم والأمل تطحنني رحى الشوق والحرمان بين حجريها.
ابدأ باجترار الذكريات القاسية تخالطها الأماني المستعصية.. فجأة..انتصبت جالسا الملم أشتاتي .. أومضت برأسي فكرة الخــــــــــــلاص .. نعم هذه المرة لن تكون كسابقاتها .. سأطلبها من أبيها .. أجل عصر هذا اليوم سأكون خطيبا لها ..!
هذا هو زقاقها .. أرى حشدا من الصبية والأطفال قبالة بابها.. لم يسبق لي أن شاهدت هكذا تجمع !!.. واصلت السير فأنا جاد لوضع حد لمعاناتي .. تسمّرت أمام بابها .. اخترقت سمعي أناشيد صبايا وزغاريد نسوة وخروج صديق لي من دارها وأبيه وجمع من رجال الحي.. يرافقهم المأذون !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??