الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت// كتابات مضيئة // الى اين يتجه المغرب ؟

بلكميمي محمد

2008 / 11 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


هذا سؤال حاسم ، بالنسبة لكل حزب تقدمي مغربي ، يسعى الى بلورة برنامج سياسي ، يستجيب لحركة الواقع الموضوعية .
لكن قبل محاولة الاجابة عن ذلك يتعين علينا البدء من التساؤل التالي : كيف تطور المغرب خلال العقود الثلاثة الماضية ؟
الكتلة الوطنية التي خاضت معركة النضال التحرري ، ضد الاستعمار الكولونيالي ، في الاربعينات والخمسينات ، كانت تتكون من ثلاث طبقات اجتماعية في طور التشكل : الطبقة العاملة ، والطبقة الوسطى ( الموحدتين في اطار حزب الاستقلال ) .
والطبقة الراسمالية الزراعية الناشئة التي يمثلها المخزن ) .
وبمجرد ماتم دحر العدو المشترك ، وتحقق الاستقلال الوطني في نهاية الخمسينات ،، حتى انفجرت التناقضات الكامنة داخل تلك الكتلة الوطنية نظرا لان كل طبقة كانت تريد بناء المجتمع المغربي الحديث وفق تصورها الطبقي الخاص .
فالمخزن ، كان يريد بناء المجتمع ،، وفق منظور سيادة الراسمال الزراعي الكبير ..
والاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، كان يريد بالعكس بناء المجتمع ،، وفق منظور سيادة قطاع الدولة ( على الطراز الجزائري اللاحق )..
وحزب الاستقلال كان يريد بناء المجتمع وفق الاثنين ، ( هذا ماعبر عنه برنامج الحزب في مطلع الستينات بشعار « التعادلية » ) .
معنى هذا ان المجتمع المغربي ،، كان في ذلك الوقت مفتوحا بالتساوي على تلك الخيارات الاحتمالية الثلاثة .
ان الصدفة وميزان القوى المتحرك ،، هما اللذان حسما ذلك الصراع الثلاثي ، في نهاية الامر ،، لصالح الخيار الاول.
وما تاريخ المغرب من خلال الستينات والنصف الاول من السبعينات ،، مع ما رافقه من حملات القمع الشرس التي عانى منها مناضلو ا القوات الشعبية ،، سوى تاريخ الصراع الطبقي بين مشروع مجتمعي راسمالي ، يريد ترسيخ وجوده ،، ومشروع مجتمعي شعبي نقيض ينازعه في ذلك .
ومن المفارقات انه في اللحظة التي اعتقدت فيها الطبقة السائدة ( التي انتقلت من وضع البورجوازية الزراعية الى وضع البورجوازية الاحتكارية ، انها حسمت بشكل نهائي صراعها المرير والطويل ، مع خصومها القدماء ،، في هذه اللحظة بالذات انفجر صراع طبقي من طراز جديد تحركه طبقات اجتماعية حديثة ، افرزها تطور ثلاثة عقود من التاريخ المغربي الحديث .
ان كل الازمة المجتمعية الشاملة والعميقة ، التي تعاني منها بلادنا اليوم ،، تكمن وتتكثف في التالي :
هناك من جهة ،، نزوع وتطلع طبقات حديثة صاعدة ( عمالية ، بورجوازية وطنية ، وطبقة وسط ) ، نحو النمو والتوسع والتطور .
لكن هناك من جهة اخرى ،، ادارة الطبقة السائدة ، في ذلك كبح وكبت وخنق ذلك التطلع وذلك النزوع .
والاداة السياسية التي تستعملها الطبقة السائدة ، من اجل ذلك ،، هي الدستور القديم ، الذي اصبح متجاوزا .
من هنا .. لاامل في الخروج من هذا الوضع المازوم المتعفن ، وبالتالي تحرير التطور المجتمعي المعاق ،، سوى مراجعة نظام الحكم في المغرب مراجعة جذرية ، يكون اساسها تغيير جوهري للدستور القائم .
لقد شهد المغرب في ذلك الوقت ثلاث دساتير : دستور 1962 ( الذي الغته حالة الاستثناء سنة 1965) ودستور 1970 (الذي تم وضعه بعد حالة الاستثناء) ودستور 1972 ( الذي الغى الدستور السابق ، بمقتضى ظهير ) .
ورغم انه من الناحية القانونية ، يبدو تعاقب الدساتير ،، كتغيير للدستور ،، الا انه من الناحية السياسية ليس سوى تعديلات شكلية جزئية ، من نوع تعديلات 23 و30 ماي 1980 التي عرفها دستور 1972 .
في حين ان المطلوب ، هو التغيير لا التعديل ،، نظام ملكي دستوري ديمقراطي ، لا ، ملكية لها دستور .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأمريكي يهدد بإيقاف إمداد إسرائيل بالأسلحة إذا اجتاح


.. طائرة شحن من طراز بوينغ تهبط بدون عجلات أمامية في اسطنبول




.. سيفا الأمير عبد القادر المسروقان يعرقلان المصالحة بين الجزائ


.. صحيفة إسرائيلية: تل أبيب تشعر بالإحباط الشديد إزاء وقف واشطن




.. مظاهرة مرتقبة رفضا لمشاركة إسرائيل في مهرجان غنائي بمدينة ما