الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هو متمدن حقا؟

مراد يوسف

2008 / 11 / 20
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


عنوان جذاب لموقع اليكتروني عربي واعد، فنحن المثقفون في البلاد العربية نعاني من النبذ والاقصاء، لذا فمن اين ياتي التمدن ومهما كان مصدره نفرح ونرحب به، ولكن ان يديره شيوعيون ماركسيون فهذا ملفت للنظر.
هل تغيرت النظرية الماركسية؟ ومن الذي غيرها، واذا كان ماركس قد مات؟ فلماذا لم تسم باسم صاحبها الجديد؟
ان القناعات من الصعب جدا تغيرها ولكن نعم؛ لا غرابة تتبدل الاراء دوما، لكنني من ابناء جيل شهد تطبيق الشيوعية الماركسية لقرابة قرن ومازالت في بعض بلدان العالم لحد الان ، وما كان فيها ادنى مجال للحوار، فضلا عن الحوار المتمدن، بما يعنيه من احترام للاخر، وما يترتب عليه من فائدة باقرار الصحيح ونبذ الخطأ.
ليس هذا امر غائب عن الجميع بل هو معروف حتى من قبل الشيوعيين، الذي عاشوا تطبيق اطروحات دكتاتورية الحزب الواحد التي هي من ابداعهم انفسهم، اتذكر انهم كانو يتندرون على انفسهم في هذا الموضوع، حين عملوا جبهة وطنية تقدمية مع صدام، وارادوا ان يفتتحوا مقرا لهم كتبوا على اليافطة( مقر الحزب الشيوعي العراقي لصاحبه حزب البعث الاشتركي)، وكانت من النكات الشائعة وقتها.
ومع هذا فلاباس، ففتح موقع للحوار المتمدن من قبل مبدعي القوة دليل قوة!
لكن ماذا عن تجربتنا مع مبدعي القوة وسيلة ومحركة ، هل حقا راوا في الحوار المتمدن ذات الوسيلة، لان لهم غاية اسمى من القوة؟
ام انه مجرد ثوب لاحتقار الاخر والطعن بمقدساته والنيل من سيادته لانهم متمدنين، كما كانوا علميين والمعترض عليهم جاهل او مجنون لابد ان ينال عواقب خطيئته على الاقل في مجمدات سبيريا حتى الموت.
انا لااتساءل لمجرد التساؤل، بل وجدت في هذا الموقع عشرات المقالات التي كتبها الشيوعيون للطعن باقدس المقدسات الاسلامية وهو القران.. والطعن بالمقدسات عند الشيوعيين دليل التمدن الذي يلبسونه هذه المرة.
انا لا اتخذ من المقدسات ترسا لمنع الحوار المتمدن، لكن اتساءل:
1- لنقل انكم استفدتم من تجارب الحياة، وان الماركسية اوسع من ان يفشل فيها اتباع معينون في زمن ما، وانكم ادركتم ما لم يدركه لنين واستالين وماو...الخ . وانكم من القدرة والثقة بالماركسية كاطروحة فكرية عقائدية بدرجة تستطيعون ان تقنعوا الاخرين من خلال الحوار، انكم على حق، او انكم تستطيعون اقناعهم بان يكونوا من اتباع الماركسية.. نعم لنقل هذا، فهل من الحكمة ان تجعلون وسيلتكم لحوار الاخر ان تبداوا بالطعن في مقدساته؟
2- مالكم اذن تعدون عشرات المقالات لاعتبار القران متخبط وباطل وكذب؟
3- الى اين تريدون ان تصلوافي حواركم المتمدن هذا؟
4- نعم لو افترضنا جدلا، وفرض المحال ليس بمحال؛ انكم اثبتم ان القران باطل، واستطعتم – وهو محال ايضا- ان تاتوا بمثل القران او بسورة منه، هل تتوقعون ان حواركم المتمدن يبلغ غايته؟
5- و وحتى لو حقق حواركم المتمدن غايته ، فهل تستطيعون مثلا نشر الماركسية في البلاد الاسلامية؟
6- دعوني اخفف عنكم، لماذا لا تذهبون لعبدة البقر، او لعباد الجرذان مثلا، فانكم لاتحتاجون لعناء كثير مثل عنائكم مع القران، فهل تستطيعون ان تغيروا قناعة واحدا من تلك المجتمعات؟
اذا لم تكن اجاباتكم على هذه الاسئلة ايجابية، فاعلموا انكم اسستم الموقع بدافع مركب نقص ضد الاسلام خصوصا، وان حواركم المتمدد المتحدد لايجدي ولا يجد له الا من توافق معكم في عقد النقص تلك.
غريب انكم اخترتم هذا الاسم لموقعكم، لان اي واحد مارس الحوار مع الماركسيين او صارت له فرصة لمحاورتهم، يجدهم يراوغون، وان اضطروا يقلبون الحوار الى نكته ويضيعون على المحاور الموضوع وينسحبون وكانهم متمرسون في هذا، بل وعلمت انهم يوصون قليلي الثقافة من اتباعهم بعدم المحاورة.
قال لي زميل لي مرة يريد ان يحرجني: حاج؛ باعتبارك رجل علم اجبني من العلم، لماذا تسمون العضو التناسلي عورة؟ اليس هو مثل سائر اعضاء الانسان؟!
اجبته فورا؛ حسنا يا زميلي: اجبني كم مرة تنطر في اليوم الى فرج امك؟
(بصراحة مضطرا قلتها بالكلمات العامية).
واذا به ينزعج؛ ويقول تفضلوا هذا هو رجلهم المثقف، وهذه الفاظه!
قلت له وما العيب في المثقف اذا كان يذكر عضوا من اعضاء الجسم؟ اليس وجه امك مثل فرجها سواء؟ اليس هذا منطقك؟
انكم تعيشون مركب نقص اتجاه الدين وتظنون ان كل ما جاء به الدين غير صحيح وهذا ضنكم الذي ارداكم.
وفي حوار اخر اراد احد الكيمياويين في جمع من الاساتذة ان يحرجني؛ فبادر بسؤال: استاذنا؛ اليس الايثانول( يعني المادة الاساسية في الخمر) موجود في كل خلية من خلايا الانسان؟
قلت له نعم، هذه حقيقة علمية.
قال: اذن فلماذا اذن هو حرام كما تزعمون؟
فضحكت ضحكت كبيرة، وقلت له استحي ان اجيبك امام الاساتذة.
قال لا انما سالتك ليعلم الاساتذة ان عقيدتك غير علمية، وها انت تشهد امامهم ان مادة الخمر الاساسية موجودة في كل خلية من خلايا الانسان.
قلت له حسنا؛ ما دام الاساس عندك هو عدم حرمة الاشياء لوجودها في الجسم، فلماذا لا تاكل الغائط والدم والمني والبول، لانه موجود في كل خلايا الانسان مثل الايثانول.
فضحك الجميع اماهو فانصرف ممتعضا بائسا.
لاباس بالحوار المتمدن لكن لا ياتي من اطروحة تصادر الاخر بالقوة، وتعتبر الطعن بالمقدسات بداية لبلوغ الغايات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها