الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يطل وجه امريكا الجديد من غوانتينامو؟

فالح الحمراني

2008 / 11 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


جدد الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما في حديث تلفزيوني تعهده بغلق سجن قاعدة غوانتانامو.وهذا اول اعلان رسمي لاوباما عقب فوزه في الانتخابات في الرابع من نوفمبر يؤكد فيه قراره بتصفية السجن.واضاف الرئيس المنتخب
" ان امريكا لا تمارس التعذيب، وانوي ان اكون على قناعة باننا لن نمارس التعذيب بعد الان. وهذا مكون اساسي من التدابير الرامية لاحياء مكانة امريكا الاخلاقية في العالم".
واذا ما غلق اوباما سجن غوانتينامو حقا فستكون خطوة كبرى تحتسب له. فمن المهم بالنسبة لكل رئيس ان يبدأ حكمه بخطوات ليست صحيحة وحسب، وانما تنطوى على اهمية رمزية تترسخ في الذاكرة الجمعية للراي العام،وتكون موضوع حديث في جميع انحاء العالم. ولن تقلل الخطوة من الإدانة الشاملة والشديدة للارهاب بكل اشكاله، ولا التراجع عن اعتباره سرطان في الحضارة المعاصرة يتوجب استئصاله من جذوره.
فالمعروف ان الانباء قد ترددت سابقا عن ارتكاب الفضائع في هذا السجن، الذي لا يتناسب باي شكل مع الصورة التي ترسمها امريكا لنفسها و مع اخذها على عاتقها مهمة تزعم العالم الحر بنشر ما تصفه القيم الاخلاقية والانسانية واشاعة الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان. لقد تحول سجن غوانتانامو الى احد رموز ادارة الرئيس جورج بوش اللاعقلانية. فلهذا، اذا كان اوباما يروم فعلا انتهاج سياسة اخرى فسيكون ملزم بغلق معسكر الاعتقال هذا. او بالاحرى لن يتخلى عن القانون بكل صرامته عند مكافحة ظاهرة الارهاب المقيتة، حتى لاتطال الاجراءات الابرياء او تنتهك حقوق احد كما حصل سابقا وتُعطى الاولوية للقانون في اية ممارسة من الممارسات السياسية.
ولكن البعض قد يرى انه لا يجب التعامل مع الارهابيين الذين ارتكبوا الفضائع، كبشر .ويتساءل هل يمكن التعامل معهم وفق المعايير الانسانية والحضارية التي لم يلتزموا بها بنفسهم؟. وهذا الرأي فيه الكثير من الصحة.ولكن الرد بوحشية على الاعمال الوحشية يلقى ظلاله على القانون ويساويه باساليب الارهاب. فحتى القاتل يمتلك حق الدفاع وان يكون له محامي. ان قسوة العقاب لا ينبغي ان تكون بان يقبع المجرم في حفرة نتنة بطقس حار كالجحيم والقيام باعمال تجديف مثل تدنيس القران الكريم امامه.ان قسوة العقاب تتمثل بوجوب العثور على براهين دامغة على انه مجرم، ومن ثم الحكم عليه في السجن لفترة معلومة تتناسب وحجم الجريمة التي اقترفها، ولكن غالبا لم تراعى هذه المقاييس في غوانتانامو، وجرى حجز الناس هناك لسنوات طويلة من دون تقديم تهم ضدهم ومن دون التحقيق معهم . لقد مورس التعذيب الجسدي هناك وتعرض المعتقلون لمختلف اشكال لاهانة والإذلال، وعموما فقد كانت احوال السجن في غوانتاناموا بعيدة عن المثل الانسانية، الى جانب ذلك فمن المعلوم ان ليس كافة المعتقلين ارهابيين ومن اصحاب السوابق من مختلف الانتماءات اومن اعوان بن لادن، فهناك ناس عاديون لم يرتكبوا اعمال قتل، وغيرهم من الذين يؤدون ادوارا ثانوية. وكان بينهم وفق مختلف المعطيات اطفالا لم يبلغوا سن الرشد. وقد أُخذ هؤلاء الناس مجاميع ونقلوا كالقطيع الى كوبا، على أمل التحقق من هوياتهم في المعسكر.لقد جرى تجريهم قبل ان تثبت ادانتهم، انطلاقا من ان هناك إجماعا على تورطهم باعمال غير شرعية. ان الانسان العادي وليس القانون، يناقش ويتصرف بهذه الطريقة.
ولهذا فان قرار الرئيس المنتخب اوباما بشأن غلق سجن اوباما سيكون خطوة نحو تحسين صورة امريكا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع