الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقسى انواع العنف ان يصبح العنف عرفا اجتماعيا او مقدسا دينيا

ناديه كاظم شبيل

2008 / 11 / 22
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


يعتبر العنف الذي تتسامح فيه الزوجة او الفتاة مع شريك العمر او ولي الامرمن اخطر انواع العنف ، كونها تعطيه الضوء الاخضر ليمارس طقوسا دينية واجتماعية تأباها انسانيتها وكرامتها ،ولكنها تتساهل في الامر وتكتم ما في نفسها خوفا من غضب الله المتمثله طاعته بطاعة الاب او الزوج ، بل وزيادة على ذلك هو شعورها بالذنب تجاه الجاني فتحاول ارضاؤه بشتى الوسائل للفوز( بالاخرة)
.
يقف الاب في اغلب الاحوال موقف الناصح لابنته بطاعة الزوج مهما كلفها الامر ، ويقوم بمساندة الزوج ضد ابنته في حالة هروبها من منزله بعد مشاجرة عنيفه تؤدي الى تعرضها للعنف وذلك باعادتها اليه ثانية اولا خوفا على سمعة الفتاة باعتبارها ناشزا وثانيا كي يشعر الزوج بالندم ولا يكرر فعلته ثانية حياء من (كرم اخلاق الاب) ، ولكنه يكررها بطبيعة الحال فتتقبلها المرأة صاغرة لانها تعرف النتيجة مقدما وذلك بارجاعها اليه رغما عنها الى ان تصبح المسألة نوعا من انواع الادمان .

الزوجه الثانيه هي العنف بعينه ، لانها السكينة التي تذبح انوثة الزوجة الاولى وكرامتها ، وتشتت شمل الاسره وتدمر سعادتها ، فقانون تعدد الزوجات هو في حقيقته مرض نفسي مزمن يعاني منه الرجل الشرقي لاشباع نزواته وانانيته المفرطه التي هي فوق مشاعر افراد العائله جميعا ، ولا توجد امرأة ترضى ان تقاسمها الاخريات اخص خصوصياتها وتقتحم اسرارها المقدسه وتستولي على دخل اسرتها لتصبح بين ليلة وضحاها احد اهم افرادها ،فمسألةاشتراط العدل بين الزوجات التي اوصى بها الشرع هي نوع من الخيال لان تقسيم العواطف والاحاسيس لا تخضع لسلطة العقل او الدين وعليه يكون الرجل عاجزا عن تطبيق مبدأ العاله بين الزوجات مهما كانت سلطتة الدينيه ، فتقسيم الثروة والمال ليست كما هو الحال في العواطف والمشاعر التي لا تخضع الا لسلطان القلب .

في حالة طلاق الزوجه وما ينتج عنه من اضرار نفسية مدمرة للمراة نتيجة لنظرة المجتمع العربي المتدنية للمطلقه ،ونتيجة للشكوك التي تدور حول اسباب الطلاق حتى وان كانت لا تزال الفتاة عذراء بسبب عجز جنسي يعاني منه الرجل الا ان المجتمع لايرحمها فتصبح مصدرا خصبا لاقاويل بعض ذوي النفوس المريضه ،مما يضطر عائلتها لتزويجها لاول متقدم حتى وان كان شيخا طاعنا في السن ،وهذا هو الظلم بعينه اذ ربما تلجأ الفتاة الى الارتباط سرا بعلاقة غير شرعية او تقع فريسة للممارسات الجنسية الخاطئه (المثليه ) او ممارستها للعادة السريه ، او قد تمارس العنف مع ابناء الزوج فيكونوا ضحية لمن كانت ضحية الجهل المتفشي في مجتمعها .
تتعرض الخادمات خاصة في دول الخليج الى الضرب والاهانة من قبل سيدة او افراد المنزل او تتعرض للاغتصاب الجنسي من قبل الذكور بما فيهم الاب ، ولا تجد من تشكو اليه حالها الا الله ، فهل ياترى ان ما تتعرض له يرضي الله او الضمير الحي ؟
وتتعرض النساء العاملات عموما الى ممارسات الضغط النفسي والتحرش اللااخلاقي من قبل المدير او رب العمل بالضغط تارة وبالاغراء المادي تارة اخرى لاستغلال المرأة جسديا وتسخيرها لتلبية اغراض الرجل الدنيئة ،والا فمصيرها يكون الطرد او التشهير .

ممارسة الجنس مع المحارم هو في مقدمة العنف ضد المرأة ويقابل بالصمت والتكتم من جميع افراد الاسره بما فيهم الضحيه ، لانه يفضح الظلم والقهر الذي يمارسه ولي الامر بحق من هو مؤتمن على صيانتهم ،فقد تصمت الطفله على الاعتداء الجنسي الذي يقع عليها من قبل الجد او الاب او احد الاقارب خوفا من العقاب الذي قد يصل الى درجة القتل او خوفا من الفضيحه المدويه فتتقبل الامر على مضض ، لتقع فريسة للامراض النفسية التي تفقدها الثقة بالاهل والمجتمع ، فتلجا الى الهروب من المنزل لتقع فريسة للسمارة المتاجرين بالجنس فتكون عرضة لمطاردة رجال الاداب و للامراض الجنسية الخطرة وعرضة للعنف المتكرر والتي تصل الى القتل من قبل المصابين بالامراض النفسية الخطره (الساديه).
تتعرض الفتاة الى العنف في المدرسه كالضرب والعقاب والاهانة اللفظية الذي تتلقاه من المعلمة او المعلم والذي لا زال ساري المفعول في مدارس المفعول في وطننا العربي للاسف الشديد والذي يقع على عاتق المربيت والتربويين وضع حد لممارسته ،كونه نوعا من القمع اللامبرر ،فالمدرسه اوجدت لبناء الاجيال الصاعدة لا هدمها ودحرها وعرقلة تقدمها على الوجه الصحي والصحيح .فالديمقراطية تبدأ من البيت والمدرسه .


هنالك عنف اخر تتقبله المرأة عن طيب خاطر هو عبارة عن صفعات شديدة او ضرب مبرح او لكمات عنيفه او قيامها بتصوير مشاهد في اماكن خطره قد تؤدي بحياتها او تتسبب لها في عجز اوتشوه لا يعالجه مبضع الجراح ، وذلك هو العنف الذي نشاهده في صالات السينما او على خشبة المسرح او على شاشات التلفاز ، وفي رأيي ان المخرج الانسان يستطيع ادخال فكرة تلقي المرأة للعنف دون اللجوء الى ممارسة العنف كالاكتفاء بتلوين بشرتها تلوينا لا يثير تقزز المشاهد ، فالمسرح والسينما والتلفاز تعرض لنا دروسا يوميه ، فحبذا لو كانت هذه الدروس مليئة بالمحبة والرحمة والتسامح يتقبلها وعينا باسترخاء وسعادة عوضا عن مشاهد العنف والاعتداء التي امتلأ بها وجدان المشاهد العربي على ارض الواقع اليومي المعاش والتي يحاول الفرار منها باللجوء الى وسائل الاعلام المرئيه (كامسلسلات الرومانسيه التركيه ) التي تعرضها الفضائيات في الاونه الاخيره .

تعتير الالفاظ الجارحة و النظرة الساخره او الاستهزاء اللفظي نوعا من انواع العنف قد يتفوق على العنف البدني ، ويعتبر اكراه الزوجة على ممارسة الجنس دون رغبتها نوعا من الاغتصاب ، فبعض انواع الاطعمة المحببة تعافها النفس عند المرض او الحزن او المصيبه او الشبع ، وعلى الزوج مراعاة حالة المرأة الصحية والنفسيه، فالمرأة وقبل كل شئ هي انسانة تشاركه الحياة بحلوها ومرها ، وهي مخلوقة من ضلعه كما يقول البعض او من نفسه كما يقول الاخرون ،فهل ياترى تستحق هذه اللصيقة بالرجل الى درجة التوحد فيه ان تعامل بعنف يصل الى الضرب والاعتداء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كفانا الركض وراء تقولات بعض رجال الدين الذين يجيرون الحقائق لصالحهم لتحقيق اهوائهم المريضة في تعدد الزوجات حيث نراهم يتسابقون في الزواج من بنات في عز شبابهن وهم شيوخ في ارذل العمر ،او تبرير ضرب الزوجة والاطفال بحجة ان الله يامرنا بذلك ، اهذه شريعة السماء حقا يااهل الارض ؟؟؟؟؟؟؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالرغم من مردوده المادي الضئيل... نساء تعتمدن على إعداد الخب


.. وادي الضباب في تعز الهدوء والجمال الطبيعي في زمن الحصار




.. المرأة الريفية صمود ونضال أمام واقعها المهمش


.. المسؤولة الإعلامية في منظمة كفى زينة الأعور




.. جنان الأعور إحدى المشاركات في المحاضرة