الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوباما المحاور في الارض الساخنة

جهاد صالح

2008 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


الرئيس الأمريكي الجديد يحمل في سلته الرئاسية آمالا بالتغيير، تعكس رغبة الأمريكيين بالحلم والأمل في أمريكا جديدة. ولكن أيا تكن الآمال المعقودة وحجم التغيير الذي يمكن أن يحدثه سيد البيت الأبيض المليء بالطموح والاندفاع،فإنه لن يستطيع أن يسير بقطاره خارج السكة والمحطة المعتادة للإستراتيجية القومية لأمريكا العظيمة. ورغم إدراكنا بأن التغيير الذي يدعو إليه وينشده هو ايجابي وخطوة ديمقراطية تسعى إلى كسر الجليد الجمهوري الذي شعر بوش وأنصاره أنهم في براد ثلج. إلا أنه يدخل ضمن المنظومة السياسية والاقتصادية القائمة في أمريكا وأيضا حول العالم، وليس خارجها.
من المرجح أن يغير أوباما من الوجه القديم للسياسة الخارجية الأمريكية،ولكن بنسبة ضئيلة،وخاصة فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط ( المحيط العربي الساخن)، في ظل تركة وميراث سياسي ثقيل المعالجة والحلول ويخفي تعقيدات في ماهيتها،تركتها إدارة بوش على طاولته داخل وخارج أمريكا.
أوباما سيقوم بسلسلة من الإجراءات والخطوات بالتعاون مع فريق العمل المستقبلي ،وذلك قبل أن يباشر بوضع سياسته الخارجية، وخاصة في مسائل شرقية لايمكن له أن يلغيها من أولويات أجندته ومشروعه وهي ( لبنان – سوريا – إيران – فلسطين – العراق – أفغانستان). مصادر مطلعة تحدثت أن العمل جار داخل واشنطن لتشكيل فريق اوباما السياسي، وهناك منافسة بين ثلاثة شخصيات لتولي منصب وزارة الخارجية: ( هيلاري كلينتون – مادلين أولبرايت – جون كيري) وذلك انطلاقا من شهر شباط القادم. وتشير المعطيات على الأرض أن اوباما قد يستفيد من وصايا وخبرة الديمقراطي ( بيل كلينتون) الجالس من وراء الستارة بابتسامته السينمائية المعهودة.
خلال هذه الفترة الانتقالية يقوم الرئيس الجديد مع مستشاريه وأعضاء حزبه وفريقه بتحديد المسارات والأهداف الإستراتيجية القادمة، والتي لن تختلف كثيرا عن سياسة بوش وخاصة تجاه العالم العربي المضطرب،وهذا ما عكسه لقاء اوباما الأسبوع الماضي مع بوش وتركيزهما الخاص على الشرق الأوسط والملف النووي الإيراني والعراق.
أطلق اوباما مشروعه الحواري مع الأنظمة المارقة ( طهران – دمشق – طالبان)، هذا الحوار هو تهدئة لالتقاط الأنفاس وتشخيص مكامن الضعف في الخصم الشرير، من دون التخلي عن الأهداف والثوابت الأمريكية،أو التنازل عنها، وسيحاول الرئيس الوريث لتركة بوشية باردة وساخنة،أن يصل إلى حلول ومكاسب بخسائر اقل. والحوار مع نظام الملالي هو سبيل إلى التهدئة داخل العراق، وخاصة بعد توقيع الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن. وكذلك مع النظام السوري لتهدئة واستقرار الوضع في المنطقة ككل. لكن كل هذا يدخل ضمن برنامج العمل الدبلوماسي والحوار.
لكن التوقعات والقراءات السياسية تؤكد أن هذه السياسة الأمريكية الجديدة هي ضمن الانفتاح على الطرف الخصم للوصول إلى تفاهمات منطقية، لن تستبعد آلية العمل العسكري والضربات الاستباقية كسياسة جانبية إن اقتضت، أي التحاور والدبلوماسية إلى جانب ممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية المتوازنة والمتلازمة ،وإرسال رسائل عسكرية ضاغطة على الأنظمة المسببة للفوضى ، عبر ضربات عسكرية صغيرة ومتكررة حسب الظرف والحاجة، دون التأثير على المدنيين والسكان، وهذا ما رأيناه ضد نظام الأسد حين قصف موقع البوكمال.
أما عن فرصة السلام المنتظرة بين العرب وإسرائيل فقد نشرت صحيفة - صنداي تايمز- تقريرا عن مصادر مقربة من اوباما أنه هناك فرصة تاريخية لتحقيق السلام،وتؤكد أن الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما سيلقي بثقله وراء مبادرة السلام العربية لحل النزاع التاريخي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والتي تقضي باعتراف العالم العربي بإسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي التي احتلتها عام 67 .
تقول الصحيفة انه خلال زيارته لمنطقة الشرق الأوسط في يوليو/ تموز الماضي قال أوباما: أنه سيكون جنونا بالنسبة لإسرائيل أن ترفض صفقة يمكن أن تعطيهم السلام مع العالم العربي.
اوباما من خلال استراتيجية الحوار المنتظرة يقف أمام أبواب مفتوحة على احتمالات مجهولة النتيجة، وذلك حين الحوار مع حكومات وأنظمة فاسدة ومارقة ،ضبابية السياسة والموقف، وسيجد الرئيس نفسه داخل دوائر شرقية بارعة في خلق الفتن والمشاكل وتخريب الأحلام الأمريكية من حول العالم ،ولهذا لن يستطيع أن يعزل سياسة الحوار عن استخدام الذراع العسكرية الطويلة، وخاصة في ظروف انتشار الإرهاب الأصولي وقضية المفاعل النووي الإيراني وجنون نظام الأسد وعنجهيته، ومشكلة أفغانستان وطالبان المكشرة لأنيابها.
من هنا سيكون اوباما الحلم ، متبعا لسياسة نارية تجاه الشرق الأوسط،قد تضاهي ما فعله بوش، وقد نشهد في عهده تداعي أنظمة وديكتاتوريات أخرى، والتي علقت الآمال على اوباما العربي وجذوره المسلمة.
إن مساعي اوباما واستراتيجيته الحوارية والانفتاح مع العرب والغير لن تزيل عن عقيدة الولايات المتحدة الأمريكية مبادئها الثابتة في الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان، ولن تثني المارينز عن القيام بإخماد الحرائق في أية أرض كانت.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء تقارب السودان وروسيا؟


.. الاحتجاجات الداعمة لغزة: رئيسة جامعة كولومبيا تهدد بفصل طلاب




.. بلينكن: أمام حماس عرض -سخي- من قبل إسرائيل.. ماذا قال مصدر ل


.. الانتخابات الأميركية.. شعبية بايدن | #الظهيرة




.. ملك بريطانيا تشارلز يستأنف مهامه العامة | #عاجل