الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشركات الاجنبية الكبرى في الاستثمار الوطني .. أم الاستعمار الوطني ؟

اكرم سالم
(Akram Salim Hasan Al-janabi)

2008 / 11 / 22
العولمة وتطورات العالم المعاصر


" بنهاية التاريخ " !! حل على العالم وباء تجاري اقتصادي وافد علينا من الغرب الليبرالي يلبس زيا متأمركا انيقا ومزدانا بمكياج الديمقراطية والأعمار والرفاهية ..هو وباء العولمة .
(الشركات الاجنبية للاستثمار والتعاون الدولي و إعتمار الأوطان !! ) بهذه الشعارات الافتتاحية البراقة تبشر تلك الشركات العالمية المتعددة الجنسيات التي لا ولاء لها لوطن ولا لشعب او ثقافة ، سوى للتنافسية الصماء وحمى الأرباح ثم الأرباح .. هي وليد مسخ لستراتيجية الاندماجات بين الشركات الكبرى في هذا الزمن لتذوب هويتها فتصبح معولمة النطاق ، لا مقومات لها ولا أصالة ، وبالتالي فهي عابرة للدول ومخترقة لثقافات الشعوب وهويتها الوطنية.. فأي استثمار وطني وأية سيادة وأية تنمية ؟؟ بل قل هي النزعة الكوزموبوليتية الأحادية المسطحة ..لا الأممية الانسانية الغنية ، فالكوزموبوليتية وبتعبير ادق العولمة هي نفي للآخر واسقاط للوطنية وخصوصيات الشعوب واستقلاليتها وتفتيت لأقاليمها وسحقها و إضاعة تطلعاتها الاستقلالية و إرادتها في التنمية و التخطيط الوطني ، كل ذلك بهدف هيمنة القوى الكبرى من خلال شركاتها المهيمنة في زمن القطبية العوراء .
هي الفوضى التي يسمونها خلاقة بقصد اعادة رسم خريطة العالم بتكتلات اقتصادية كبرى وفقا لتوجهات وأنماط وقيم وأخلاق وثقافة القطب الأمريكي في هذا الزمن الأمريكي المنخور وليبراليته الجديدة !! هذا النوع من الليبرالية العقائدية التي قامت بعد انهيارالتجربة السوفيتية و سياسته (الشمولية ) لأسباب معقدة وأهمها التآمر السافر والبشع للشركات العالمية الكبرى وحكومة هذه الشركات " الادارة الامريكية " عليه . لكن الغرب الامبريالي أقام شمولية من نوع آخر .. أوسع نطاقا ، شمولية بوليسية متسلطة على رقاب الشعوب وبخاصة الفقيرة ، هي شمولية الشركات المتعددة الجنسيات ، المستثمرة في الكوكاكولا والبيبسي كولا وقناني الماء والهواء والكهرباء وتجارة الممنوعات والدعايات والفضائيات التي لا تعد ، من طرب وعروض الأزياء وبورصات اللحوم الحمراء والبيضاء الى الكلمات المتقاطعة وأفلام الاكشــن . فضلا عن المواقع الافتراضية للترويج والتجارة لكل شيء ، ففي العولمة والاستثمار العالمي كل شيء ســـــــــــــلعة تخضع لمعايير العرض والطلب .
هذه الاستثمارات تنمط السلع والخدمات والمعارف بعد ان جرى تنميط الاذواق والأخلاق والثقافات وفقا للنمط الأمريكاني طبعا بأعتباره رمز الجودة والمثل الأعلى لهذه الموجة العاتية . . المثل الأعلى و المسؤول الأول عن البنك الدولي ومنظمة الجات للتجارة الدولية وصندوق النقد الدولي صاحب لعبة الإقراض وخدمة فوائدها المستحيلة !! هل تريدون قرضا استثماريا ؟.. خذوا لكن بشروطي و أهمها عدا الفوائد المرعبة هو تصفية القطاع العام نهائيا والانضواء تحت مظلة الخصخصة وجشعها وآلية السوق ثم السوق ، فالسوق هو السيد الماستر- كي للنظام الاقتصادي العالمي الجديد .. اذ لا دعم للحاجات الأساسية للطبقات الفقيرة ولا بطاقة تموينية ولا استقرار لسعر البنزين والمحروقات ولا.. ولا.. كل شيء مسلع يباع ويشترى حتى الانسان بل انه السلعة رقم واحد والمستهدف الاول بهذا الإرباك والتشتت ، انها الفوضى العالمية الشاملة التي لاتبقي ولا تذر ، وهي التفتيت والاستلاب واللاوطن واللاقومية واللادولة ، بكلمة اخرى انه زمن الانفتاح .. الانفتاح استثمارا ورأسمالا وثروات وافكارا وأخلاقا وإعلاما ومعلومات وشركات هجينة اخطبوطية تحكم العالم بآليات السوق وبدم بارد صقيعي .. هو (شفافية ) التعري و الشيزوفرينيا السياسية إزاء هذه الشركات الاستثمارية العالمية التي لا تدين الا بالعقيدة الليبرالية الجديدة لرأسمالية القرن الحادي والعشرين من خلال هيمنة الشمال الصناعي الذي يزداد غنى وسطوة على الجنوب الفقير العاطل عن العمل والاستثمار وطنيا والذي يتضور جوعا وكوليرا ومديونية وهو السابح في محيط ثرواته التي لا تنضب !!!
ترى أية مفارقة وأي استثمار وأية شركات أجنبية ؟...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جلال عمارة يختبر نارين بيوتي في تحدي الثقة ???? سوشي ولا مصا


.. شرطي إسرائيلي يتعرض لعملية طعن في القدس على يد تركي قُتل إثر




.. بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة


.. تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا




.. أسترازنيكا.. سبب للجلطات الدموية