الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احذروا سكان الكهوف

علي عبد داود الزكي

2008 / 11 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


احذروا سكان الكهوف

ان من اهم مظاهر الحضارة هو الاسلوب الراقي بالتعامل في جميع مرافق الحياة للمجتمع....قد تتباين اساليب فهم وادراك الحياة بالنسبة للبشر لكن تبقى احتياجاته هي واحدة وهي كيف نعيش بشكل افضل ...اسلوب افضل ..هذا يتباين بين البشر فان البعض يستخدم الذكاء والبعض يستخدم العمل المجهد حسب قدرته العضلية والبدنية والبعض يستخدم المكر والبعض يستخدم السلاح والقتل والقسوة للوصول لغاياتهم (الحياة الافضل)..وهذه صفة موروثة من الانعزال والانفرادية والوحشية البشرية في العصور القديمة... لم تتأسس الحضارة الا على أساس التفاهم والتعاون حينها خرج الانسان من الكهف...هنا يبرز تساؤل....هل نحن في الكهف ام على باب الكهف ام نحن على بعد كيلومترات عنه ؟...العراق مهد الحضارت البشرية...ظهرت فيه اعظم حضارت الارض...لكن كما يقال الاعمال هي بخواتمها..... علمنا وعلمنا البشرية معنى الحضارة ومعنى العدالة وترانا الان في اخر الركب ليس سائرون وانما متراجعون..... هل نحن راجعون الى الكهف مرة اخرى... الى ان يظهر الصدق والاخلاص والامانة وتظهر معها الحاجة الحقيقية للتعاون والتاخي والسلام العادل.. السلام العادل ... مرة اخرى.... السلام العادل اصبح مشكلة اجتماعية حقيقية.....هل انتقاد السوء هو سوء هل الجشع الاجتماعي ينمو بظل الديمقراطية ام بظل غياب القوة العادلة ام هو ضياع القيم وانهيار النظام البنيوي للدولة....لا نعرف او قد تتناقض التفسيرات في ذلك ...لكن ذلك صعب جدا ومؤلم جدا هو اننا لا ندرك حقيقة الغد ونحن نائمون بظلام لا نعرفه اهو ليل ام نهار سمائه سوداء.....فسر المرحوم علي الوردي الكثير من العادات التي تسجل للانسان العراقي لا كثقافة شخصية لكن كثقافة امتداد لواقع اقتصادي وسياسي وديني ولواقع ارض وطبيعة وواقع الم مر به الانسان واقع تاريخ وجغرافيا .... وفسر وذكر كلمات اذا ذكرنا بعض منها وادركناها سوف نضحك من بعض تسرعاتنا ومن بعض انفعالاتنا... حيث انه يشير في الغالب الى السلوكية العامة وليس الخاصة... يشير الى الانسان يعيش وفق مبدا التغالب ويعيش ويجاهد ويكافح كل من يقف في طريقه او طريق حسن معيشته... ولايهم من يقف امامه المهم يزيحه بالاسلوب المناسب .. ان السوء والظلم نسبي وليس مطلق فما يفيد انسان قد يضر اخر والعكس صحيح...هل مكافحة الانسان للظلم والسوء هو نابع من شعور جمعي ووطني ام هو حب الظهور وحب الوصول باسم الدفاع عن الناس عن الخيرعن الفضيلة.... ان كان هذا وطنيا فهو مشروع بقبول العموم من الناس ....مشروع حتى ان كان لمصلحة شخصية لكن ليس على حساب الاخرين ...لكن ان كان هو هتاف وجهاد للحصول على منفعة على حساب المجتمع او هو مناداة بحقوق الناس للتسيد عليهم او للحصول على مكاسب شخصية فهو استهتار بحقوق الناس وهو نفاق وخيانة وطنية... فهو سوء وتمحور شر يؤسس لسوء اجتماعي وتسلط دكتاتوري.....ان الانتهازيون للاسف كثيرون موجودون بكل مكان انهم كالبكتيريا حالما يجدون المناخ المناسب للنمو سوف ينمون بقوة وسوف يساومون على حقوق الناس ولا يناضلوا من اجلها بل يناضلوا من جل انفسهم ومكاسبهم ... هنا سوف يتراجع الناس ويفقدون الامل في جيل من المناضلين الذين لم يناضلوا الا من اجل مكاسبهم فقط وسقطوا امام مغريات السلطة ...سقط جيل من كان يظن انهم مناضلين... سوف تتمهد الحياة لجيل جديد لينهض ويحاول....

عجبنا لمن جاهد وناضل من اجل الشعب حالما وصل الى خضراء الشؤوم.. دار الحكم اصبح هو نفسه لا يعي ماذا كان هو نفسه يهتف ولماذا كان يهتف .. يهتف باسم الشعب ويناضل من اجل الشعب لكن الان يطلب لنفسه باسم الشعب ويستهتر بحقوق الشعب باسم الشعب ويذكر الماضي ويطلب ويتمنى ويتمنى ويكتب مستقبل للعراق من زاوية لا يرى فيها سوى مصلحته الشخصية ...وعدنا من جديد الى واقع حال سيء .. المناصب توزع باسم الديمقراطية الى ابناء العمومة والخولة ولكل اقارب المجاهدين(ظل الاحتلال) لابل حتى المتلونون والمتملقون هم نفسهم اصبحوا رداء للمناضلين السابقين .. نراهم يمسكون الابواب ويستبدون باسم الديمقراطية بحقوق الناس .. والشعب يعاني الامرين.. ولا نعرف هل يمكن الاصلاح ام لا ...هل يمكن الاصلاح ام لا.؟.. لربما اصبح الاصلاح مستحيلا ولربما اصبح الحل او الحل الوحيد ....هو حل كافة مؤسسات الدولة والابقاء على مؤسسة حفظ النظام ...اعادة هيكلة الدولة بشكل انيق ومنطقي ومعقول ومقبول اجتماعيا.... لكن كيف يتم ذلك ...هذا بحد ذاته يحتاج الى معجزة تاريخية ...الجهل وسنين القهر التي مر بها العراق روجت لثقافات مريضة وليس الشفاء منها سهلا وسريعا.... امريكا لم تحتل العراق سنة 1991 وذلك كان اسهل منه في سنه 2003..لكن الاستراتيجية الامريكية اختارت الوقت الذي يناسبها اكثر وهو 2003.... ان سنين الحصار والتجهيل الفكري للعراقين لمدة 14سنة بعد حرب الكويت كان لها اثرا كبيرا في انهيار القيم التي مهدت لظهور جماعات جاهلة محكومة بالغباء والدولار....حيث ان المجتمع كان يعاني ويلفظ انفاس التماسك في اواخر التسعينات قررت امريكا غزو العراق لانه اصبح هزيل فكريا والجهل ممكن ان يدمره ويمكن لامريكا ان تتلاعب به كما تشاء... ظهر المناضلون السابقون (ظل الاحتلال) دخلوا العراق وهم مبتهجون مغرورون يظنون العراق لازال عراق 1980 وامريكا تعلم ما لا يعلمون.....ظهرت المفاجاءات و جعلت المناضلين واقعيين يعملون بالظلم واقعيين بتقبل الخطا الذي اوقعتهم فيه امريكا والجهل المستوطن....واقعيتهم الغبية وطمعهم بالسلطة جعلهم في مستنقع الرذيلة الادارية والسياسية والاجتماعية يسعون لانقاذ انفسهم من سكر خمر السياسة القذرة ولكن دون جدوى واصبحوا هم في مصيدة التراجع القيميي...قبولهم الخطا مهد لاخطاء جسيمة اصبح الامل بالخلاص صعبا جدا فقد الشعب الامل فيهم وهم اصبحوا في خانة اخرى لاتسمى خانة الوطنية بقدر ما تسمى المصالح الشخصية اولا ثم الحزبية ثانيا...استبدلوا التواضع بالاستبداد والدكتاتورية وعدم احترام الاراء وتجاهل الراي العام والتمشدق بالكلام الرنان... واصبحوا يعيشون على فتات كلمات الماضي النضالي... لبسوا ثوب المجاملات الكاذبة يساوموا على حقوق الشعب من اجل مصالحهم الشخصية (مااحلى كلامهم فرادا وما العنه جمعا) يكتبون ويشرعون باسم الشعب ويكتبون تاريخ ابناء الاحتلال بالتبني ....ليتهم لم يكونوا ليتهم لم يكونوا....نقول لهم كلمة انكم تجبروننا على العود للكهف لكن احذروا بعد ذلك من الوحشية التي ستولد....احذروا سكان الكهوف......










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون ينشرون زوارق مفخخة في البحر الأحمر بمساعدة فيلق الق


.. صرخة في وداع طفل استشهد بصحبة شقيقته




.. كيف يؤثر قرار وقف توريد أموال المقاصة على القدرة المالية وال


.. إسرائيليون ينظمون مسيرة باتجاه الكنسيت الإسرائيلي في القدس ض




.. إخلاء عاجل لسكان رويدوسو بولاية نيو مكسيكو الأميركية بسبب حر