الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت// عندما يتوحد التكتيك والاستراتيجية

بلكميمي محمد

2008 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


التكتيك والاستراتيجية ، مسالتان اساسيتان في العمل السياسي .
فكل حزب يسعى الى التغيير التقدمي ، مطروح عليه ان يحدد بدقة ، تكتيكه السياسي واستراتيجيته البرنامجية .
في الظروف السياسية العادية بين التكتيك والاستراتيجية ، هي علاقة اختلاف وتمايز بين الاثنين ، اذ ان التكتيك ليس هو الاستراتيجية ، والاستراتيجية ليست هي التكتيك .
التكتيك في الحلقة الوسطى الضرورية ، التي تهيئ للانتقال الى الاستراتيجية .
والاستراتيجية هي الهدف البرنامجي النهائي ، الذي لايمكن بلوغه بدون المرور ، عبر البرنامج المرحلي التكتيكي .
فمثلا اذاكان هناك نظام سياسي يتصف بالحكم المطلق ،، التكتيك الذي يفرض نفسه ، هو العمل على الحد من السلطة عن طريق تقييمها دستوريا .
هنا،، سيكون من غير المعقول ، رغم الشعار السياسي الاستراتيجي ( نظام دستوري ديمقراطي كامل ) كمهمة مباشرة وراهنة .
لان الانتقال من نظام الحكم المطلق ، الى النظام الديمقراطي الكامل ، يقتضي ، بالضرورة المرور بمرحلة التوافق السياسي ، بين القوى الاجتماعية القديمة السائدة ، وبين القوى الاجتماعية الحديثة الصاعدة .
واذا نحن عدنا الى تجارب الحركات الثورية والتقدمية والعالمية ، سواء في الماضي او الحاضر ،، سنجد ان العديد من الخلافات ، التي غالبا ما تطورت الى انقسامات عميقة ،، لم تكن تمس قضية البرنامج ، وانما قضية التكتيك الذي يجب اتباعه من اجل بلوغ ذلك البرنامج .
مايريد عبد السلام المؤذن التاكيد عليه مما سبق هو التالي : في الظروف السياسية العادية ، يكون هناك انفصال واضح ، بين التكتيك والاستراتيجية ،، اذ لكل منهما وجوده المستقل ، الخاص ، والمتميز .
لكن ماذا يحدث ، في المراحل التاريخية الاستثنائية ؟
هنا يتم التوحيد ، بين التكتيك والاستراتيجية ، التكتيك يصبح استراتيجية ، والاستراتيجية تصبح تكتيكا .. الهدف البعيد يصبح هدفا مرحليا ، والهدف المرحلي يصبح هدفا استراتيجيا .
ان العصر الذي دخلته الانسانية منذ منتصف الثمانينات ،، هو في راي الفقيد عبد السلام المؤذن ، من العصور الانتقالية الاستثنائية في التاريخ البشري .
فانهيار الاشتراكية الكلاسيكية في اوربا الشرقية ، وانقراض الاتحاد السوفياتي ،، هو حدث تاريخي استثنائي ..
ووحدة المانيا.. هو حدث تاريخي استثنائي ..
وحرب الخليج ،، هو حدث تاريخي استثنائي ..
واتجاه اوربا الغربية نحو التوحد السياسي ،، هو حدث تاريخي استثنائي ..
والتحولات العميقة التي تهز كل بلدان العالم الثالث ،، هو حدث استثنائي ..
وفي هذه الظروف التاريخية الاستثنائية ، يصبح من الصعب ، التمييز بين ماهو تاكتيكي وما هو استراتيجي .
لذلك نجد ان المطالب السياسية التي تحركت تحت رايتها الجماهير المتظاهرة ، سنة 1989 ، في المانيا الشرقية ، وتشيكوسلوفاكيا ، وباقي البلدان الاوربية الشرقية الاخرى ،، هي في نفس الوقت شعارات تكتيكية وشعارات استراتيجية .
شعارات تكتيكية ،، لانها تطرح مهمات سياسية راهنة ومباشرة ، وينبغي تحقيقها في الظرف الاني .
وشعارات استراتيجية لان المطالبة بالغاء نظام الحزب الواحد ، وتحقيق الديمقراطية السياسية الكاملة ،، دفعة واحدة ، وبدون المرور عبر اية مرحلة وسطى انتقالية ، وبالتالي الانتقال مباشرة من نظام مركزي استبدادي الى نظام تعددي ديمقراطي ،، هو هدف نهائي استراتيجي .
هذا التداخل والتشابك ، بين التكتيكي والاستراتيجي ،، هو مالمسته بعض الاحزاب بالمغرب حينما اكدت على ان اختيار المغرب الواضح هو بناء نظام الملكية البرلمانية .
وبالطبع .. في السياسة كما في التجارة ، فان الحاسم ، ليس هو الموقف الاقصى .. وانما هو ميزان القوى المادي .
لكن شتان بين مساومة ، تاتي كتوافق وسطي بين حديين اقصيين .
وبين مساومة ، تريد الانطلاق ، لامن المطلب الاقصى ،، وانما من الموقف الوسط المتدرج منطقيا الى ماهو اقل من الوسط .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأت معركة الولايات المتأرجحة بين بايدن وترامب؟ | #أميركا


.. طالبة تلاحق رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق وتطالبها بالاستقا




.. بايدن يقول إنه لن يزود إسرائيل بأسلحة لاجتياح رفح.. ما دلالة


.. الشرطة الفرنسية تحاصر مؤيدين لفلسطين في جامعة السوربون




.. الخارجية الروسية: أي جنود فرنسيين يتم إرسالهم لأوكرانيا سنعت