الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكتابة الالكترونية - ذاكرة هائمة -

عامر موسى الشيخ
شاعر وكاتب

(Amer Mousa Alsheik)

2008 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


مة مايجيز لنا أن نغادر الحبر وريشته أو القلم الرصاص ومبراته او الجاف وألوانه او شهية الورقة البيضاء والتي عند مشاهدتها بيضاء عارية من الحرف توقض في الداخل الغريزية الكتابية من أجل فض بكارتها بمولود جديد أسمه نص أو فكرة جديدة بجميع أسماء أجناس العملية الكتابية والاتصالية بين الذكر " القلم " والانثى " الورقة " الذي يجيز لنا المغادرة هو التطور الملحوظ في الطرق التواصلية او التوصيلية التي من خلالها يتم إدراج النص ووضعه في قائمة المقروء فمثلا تستطيع أن تكتب قصيدة قصيرة أو فكرة في جيبك وفي أي مكان من خلال جهاز الهاتف النقال فهو يمتلك الحروف جميعها وورقات بيضاء تستطيع إدراجها ووضعها في ذاكرة هذا الهاتف , أو إمتلاك جهاز الحاسوب الذي في أنظمته وبرمجياته الاشياء الكثيرة وخيرها برنامج الـ " word" والذي فيه جميع خاصيات الكتابة وخطوطها وسكناتها وحركاتها حتى أن هنالك برنامج يحمل في خصائصه قواعد اللغة فمرة كتبت موضوعا أدرجت خلاله صفة مرفوعة بخطأ مني واشار لي البرنامج بخط أحمر متعرج تحت تلك الكلمة ومن خلال الخط الاحمر سوف تحصل على مقترحات التصحيح على الخطأ الوارد أو إن الكلمة غير موجودة في قاموس الجهاز لكن هذه المرة المقترح كان " ماذا تفعل الصفة تتبع الموصوف بالحركة " حيث كان الموصوف منصوبا , وبهذا يكون هذا البرنامج قد إختصرعليّ العودة إلى كتاب شرح بن عقيل و نشر الموضوع وهو يحمل ذلك الخطأ الفاضح أو فسح المجال لوضع صاحب الموضوع المنشور الذي حمل الخطأ في دائرة التشريح اللغوي من قبل المشرحين اللغويين , وأيضا فأن هذه المغادرة تختصر المسافة بين الكتابة التقليدية والكتابة الالكترونية فأننا عندما نقوم بكتابة الموضوع ورقيا سوف نقوم بأعادته على جهاز الحاسوب لسبب أن العملية التواصلية الان هي عن طريق الانترنت فأنا مثلا أكتب هذا المقال من خلال جهاز الحاسوب وحتى وأن كتبته بطرق الكتابة القلمية فسأعود لادراجه حاسوبيا وذلك من أجل إيصاله إلى النشر اذن الكتابة بالضوء او الكتابة بالاكتروني هي إختصار للوقت , لكن هل إن هذا الختصار بإمكانه أن يحفظ الذاكرة الالكترونية إرشيفا واضحا وصريحا على أقل تقدير إرشيف شخصي للكاتب هل هذا النوع من الكتابة يحمل ذكرى كتابة النص وأوجاعه وأفاكره وتحليقه في فضاءات النص وتلك اللحظة الوهاجة التي كان فيها الكاتب خارج عالمه وموجوداته او تأريخ كتابة النص أو عملية الشطب والتمزيق ؟ الكثير من الكتاب عندما لايكون مقتنع بما كتبه على الورق وسيلته الوحيدة للتخلص من ذلك هي تمزيق ما نصه اوما كتبه لكن في العملية الالكترونية القضية تُختصر بالضغط على الزر " delete" حتى إن هذه العملية لاتفي بغرض إفراغ الانزعاج أوالهاجس العصبي من ما كتبه الكاتب , الحرف الالكتروني جميل بشكله وهيئته ونمطه لكنه يحتاج إلى الكثير من الاشياء أهما أن يكون عندك تيار كهربائي مستمر او مولدة كهرباء لاتعرف معنى العطل فضلا عن قوة نظر لايخترقها ضوء الشاشة الوهاجة وبعض إنحناءات للظهر , وأضف إلى ذلك إن هذا النوع من الحروف معرض إلى هجمات عدة ومحاولات إغتيال لايمكن إدراكها أو لمسها او الحس بها من خلال الهجوم الفيروسي لجهاز الحاسوب من خطأ واحد يفقد الكاتب ما أنجزه من إشتغال وتفكير أو نص ما كان معد لغرضه او وقته وأيضا حتى حركات المؤشر في وجه الشاشة تشوش على الكاتب وتجعل من فكرته مغادرة عن موضعها الاصلي , إذن الذاكرة هنا مهددة بالانقراض اللحظوي والآني لجميع ما تم إنجازه , فبهذا تكون الكتابة بالضوء ذا ذاكرة غير ملموسة أو مدركة أو تستطيع الحصول عليها في أي وقت , أما التصبغ بالحبر وإملاء الورقيات ففيه الكثير من التأمل والتحليق فأنت بمعزل عن كل الاحتياجات التي يحتاجها الكاتب الالكتروني والاحتياج يكون هنا إلى بقعة ضوء صغيرة وكرسي ومنضدة أبعادها صغيرة ومن خلالها تذهب إلى عالمك الهيولي الغير منقطع حتى لحظة إنجاز المكتوب , الكثير من الكتاب يفضل الكتابة وسط الخضرة , هل من الممكن وضع هذا الحهاز بمحتوياته في حديقة المنزل على أقل تقدير ؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا