الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دموع اوبرا ومآسي اطفال العراق

كوهر يوحنان عوديش

2008 / 11 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كثيرة هي المواقف والحوادث والمناظر المؤلمة والمؤثرة التي تدفع الانسان الى التعبير عن حزنه بالبكاء، ومستوى الحزن وكمية الدموع تعتمد على هول الحادث وفظاعة المنظر ودرجة القرابة ونسبة الصداقة، لذلك لم يكن غريباً علي بكاء اوبرا في برنامجها الشهير ( oprah ) ومعها بعض المشاهدين والمشاركين في البرنامج عندما استدعت احد الاطفال الناجين من اعصار كاترينا ليروي قصته المحزنة على الجمهور الامريكي والعالمي من خلال هذا البرنامج.
روى الطفل الامريكي ما حصل معه في الاعصار باختصار، كيف بدا الامر وتطور لحين موت امه وشعوره باليأس والانهيار في لحظة من اللحظات ليستسلم للموت ومن ثم يقاومه لينتظر 13 ساعة فرق الانقاذ التي وجدته في النهاية وانهت محنته.
من الطبيعي ان يأخذ هذا الطفل الاهتمام المناسب والرعاية الكافية كي لا يتحول هذا الحادث الى عقدة نفسية او مرض نفسي مزمن يحول دون استمراره بالحياة وتحوله الى طفل يتيم يتسكع في الشوراع والازقة بعيدا عن مراكز الرعاية ومقاعد الدراسة كما يحدث مع اطفال العراق، ومن حق اوبرا ان تستدعي من تشاء من اطفال ونساء وشيوخ وشباب للتحدث عن محنهم ومآسيهم ومشاكلهم التي ستلقي الكثير من الاذان الصاغية من قبل المجتمع والملياردية والمسؤولين الحكوميين الذين يأخذون كل صغيرة وكبيرة بمحمل الجد ويعملون بكامل جهودهم وقواهم لانهاء اية محنة مهما كانت صغيرة ( كما يفعل حكام الشرق مشكورين !!! )، لكن العتب على اوبرا والاعلام الامريكي ككل هو هذا التغاضي الكبير عن الام ومآسي اطفال العراق خلال العقدين الاخيرين الذي كان لامريكا الفضل الاكبر في تثبيت المحنة بل وزيادتها، فمنذ فرض الحصار الاقتصادي على العراق في 1990 بحجة معاقبة النظام العراقي وحتى يومنا هذا ضاع مستقبل اكثر من مليون طفل عراقي، فعدا الاف الوفيات خلال سنوات الحصار التحق الاف منهم بالجيش الامي الذي يفرش البسطات او يمد يده في تقاطع الطرق او يغربل المزابل بحثا عن لقمة خبز او فتات طعام ينتصر بها على جوعه القاتل، وبعد احتلال العراق ازداد الوضع سوءاً فاليتامى يتوسدون الارصفة وبقايا الشظايا، الامريكية الصنع طبعاً، او يختطفون ويغتصبون لاجبار ذويهم على دفع الفدية او يقتلون بغير ذنب اثر انفجار او طلقة طائشة او يتاجر بهم وباعضائهم دون رحمة او وازع ضمير واذا نجوا من كل هذا فمن يحميهم من السجون والمعتقلات الخاصة التي يمارس فيها شتى انواع التعذيب ابتداءً بالحرق وانتهاءً بالاغتصاب والتعذيب النفسي.
عشرات الالاف من الاطفال اليتامى والمشردين والمهجرين والمصابين بشتى انواع الامراض القاتلة جراء سوء التغذية او التأثر بالاشعاعات النووية من الاسلحة المحرومة دولياً التي استخدمتها الولايات المتحدة في حربها ضد العراق والعالم ساكت والاعلام الامريكي يبكي على طفل نجا من حادثة طبيعية !!! وليس من حرب تدميرية او قصف جوي او انفجار نووي او قنبلة عنقودية او طلقة تائهة ( كما يسميها الامريكان عند قتل احد اعضاء شركاتهم الامنية – الاجرامية – احد العراقيين او عند ابادة عائلة كاملة ) كما يحدث مع اطفال العراق.
ترى متى يصحو ضمير الاعلاميين ويستيقظون من سباتهم الذي طال ليبرزوا معاناة العراقيين عامة، والاطفال منهم بصورة خاصة، ويقولوا للعالم هذا من صنع امريكا ؟؟؟ ام ان الاعلام العالمي مل من اخبار العراق واهله؟؟؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تبدع في تجهيز أكلة مقلقل اللحم السعودي


.. حفل زفاف لمؤثرة عراقية في القصر العباسي يثير الجدل بين العرا




.. نتنياهو و-الفخ الأميركي- في صفقة الهدنة..


.. نووي إيران إلى الواجهة.. فهل اقتربت من امتلاك القنبلة النووي




.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب نتنياهو أركان حكومته المتطرف