الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على طريقتي الخاصه

صفوت بلاصي

2008 / 11 / 23
كتابات ساخرة


في اللحظة التي كنت وضعت فيها أول حرف على هذه الورقة ,التي استفزني نصاعة بياضها كنت قد قاربت على إنهاء السيجارة العاشرة , دون رغبة مني بالتدخين ولكنها رغبتي الجامحة في الكتابة .
فما هي هذه المقاربة النفسية والفكرية بين قلمي والسيجارة ؟؟
هذا القلم الذي لا استخدمه إلا في كتابة شيك لدائن .. اعلم انه بدون رصيد , أو لأوقع على سجل الحضور في عمل لا اعرف ماهيته منذ خمس سنوات ,أو لاستخدم ذلك القلم أثناء مقابلتي بالصدفة لأحد الزملاء القدماء في تلك الجامعة البعيدة لأدون عنوانه أو رقم تلفونه الذي لن اتصل به أبدا !!! ولكني اكتب ذلك الرقم على سبيل النفاق الاجتماعي .
وفي أعظم استخداماتي لقلمي وأثناء موجة القلق التي تشتاحني في كثير من الليالي أحاول أن اخط كلمات على ورقه بيضاء ,كلمات غير مترابطة لا حضور لها إلا في ذهني ,وفي نهاية خربشاتي أطلق على ما كتبته خاطره .. مقاله .. نثرية .. أو حسب رغبتي تلك الليلة في نوعية الكتابة .
لكن محاولاتي الكتابية تلك لا تكلفني سوى ورقة بيضاء وبعض من حبر قلمي الذي أنهكتني علاقتي الممله به , وعلبة سجائر من النوع الرخيص والتي هي غاية قدرتي في الشراء , وبعض من آلام الماضي وعذابات الحاضر .. هذا ما يكفيني عادة لإخراج ما ادعي انه كتابة .

أعود مرة أخرى لأسال ما هي تلك العلاقة بين رغبتي المتوحشة في الكتابة وبين شراهتي في التدخين ؟
لا ادري ! ربما كانت عادة سيئة لي أورثتني إياها تلك الأيام الساحقة في الألم , او لربما هي رغبة مني في التقليد , فهذه على جدار غرفتي وضمن إطار جميل صورة لشاب وسيم له طله بهية وفي يده يحمل سيجاره وهو منكب على الكتابة .. تلك هي صورة الأديب غسان كنفاني .
أو ربما كانت رغبتي في أن أكون ثورياً كذلك الثوري الاممي تشي جيفارا الذي يدهشني كل مره أراه فيها حاملا ذلك السيجار الكوبي على إحدى جدران غرفتي , لكن الفرق بيني وبين هذا الثائر انه كان ثورياً حقيقياً , اما انا فثوري على طريقتي الخاصة , فانا ثوري أثناء تأملاتي وأحلامي .. ثوري في علاقتي مع السيجاره .... لا أكثر .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07