الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وا جاراه.. واجاراه

عبدالمنعم الاعسم

2004 / 3 / 3
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


  تخلصت العلاقات الدولية(والحمد لله) من الاعتبارات الاخلاقية، مثل الحب والكراهية والاحسان والتضحية والشهامة والفروسية والجوار وانتهت الى سباق للتسلح والاستقواء، والى صورة معقدة من تداخل المصالح، او تنافرها، وحلت مفردات جديدة في السوق من مثل(ليس من اجل آبار الماء بل من اجل آبار النفط) محل عبارات استهلكت مثل( الشعب الحر لا يستعبد شعوبا اخرى)..والغريب ان العرب التحقوا في ركب (التحديث)  والتخلص من قيم العلاقات البالية حين سجلوا اهدافا ذهبية في مرمى الاعتبارات الاخلاقية للعلاقات الاقليمية، فيما بينهم، وبين الاخرين، فشطبوا الكثير مما يمت الى تلك الاعتبارات من تقاويم التعامل فيما بينهم وبين الاخرين..ومنذ ايام شكا وزير خارجية عربي (على الهواء) من زملاء له يغتابون دولته لدى الكبار في غيابه، قال: حين نكون سوية نتحدث مع الكبار بكلام طيب وحين نفترق نكيد لبعضنا عندهم.
 جيران للعراق، وجميعهم مسلمون(والحمد لله) استقووا عليه، للاسف، فنقلوا حروبهم مع الولايات المتحدة الى بنايات مدارسه ومزدحماته ومنازل اهله بدل ان يحاربوها على أرضهم وخواصرهم، وغضوا الطرف عن الضواري المتسللة عبر الحدود بل وتواطأوا معهم، واستغلوا ضعفه العابر فاستقووا عليه،  فلم يعمل اولئك الجيران أكثر من انهم شطبوا وصية نبيهم الكريم الى المسلم بان لا يستطيل على جاره في البناء فيحجب عنه الريح(موعظة السالكين) كما شطبوا سؤال الامام علي البليغ(كيف تكون مسلما ولا يسلم جارك منك) عن عمد، واحرقوا تلك الروايات العجيبة في السفر الاسلامي الاول عن التزامات الجوار ومعاني الجيرة، فكان من يصيح  (يا جاراه) تأتيه النجدة من كل حدب وصوت.. ذلك النداء الذي اطلقه  عياض بن ديهث (على ما يروي ابو الفضل الميداني في مجمع الامثال) حيث تعرضت ابله الى النهب من بعض حشم النعمان فاستغاث بآخر على مرمى بوادي  اسمه الحارث بن ظالم، صائحا: ياجاراه..ياجاراه، فقال له الحارث: ومتى كنت جارك؟ فقال له :اني سقيت ابلي يوما من مائك، وهذا الماء في بطونها، فقال الحارث:انه جوار وحق الكعبة، ثم اغاثه.
 ان سياسة إيجاع  امريكا من اليد العراقية قد تكون مفهومة من همج شبكة القاعدة الذين لا يعترفون بالحدود والجيرة وخطايا ترويع الامنين منذ ان أخرجتهم الولايات المتحدة من نعيم السي آي أي، لكنها غير مفهومة، وقصيرة النظر، من دول مجاورة للعراق تنحشر معه في شراكة أمنية واقتصادية وجغرافية إقليمية  لا فكاك منها، ما يضع مفهوم حسن الجوار، وهو ما تبقى راسخا ومعترفا به من الاعتبارات الاخلاقية في العلاقات الدولية أمام اختبار النزاهة، بل واختبار عمق نظرة الساسة الى المستقبل الذي سيكون زاخرا بالانواء المتقلبة، يومها لا ينفع عض الاصابع .
ومضة:
"ابتسم تبتسم لك الحياة، وابك تبكي لوحدك"
واحد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد يعلن ترشحة للرئاسيات في إي


.. شركة لوريال تبتكر جلدا اصطناعيا يمكنه أن يَسمَرّ عند التعرض




.. ماهو الميثاق الأوروبي للهجرة والجوء الذي تمت المصادقة عليه ؟


.. هل يغيّر استخدام أوكرانيا أسلحة أمريكية داخل أراضي روسيا الم




.. مسؤول أوكراني: قتيل وأضرار في عدة مباني إثر هجوم صاروخي روسي