الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمة النظام الراسمالي في موتمر العشرين

فهمي الكتوت

2008 / 11 / 23
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


انهيار السياسة الاقتصادية الامريكية وضع العالم على اعتاب مرحلة جديدة, على المستويين السياسي والاقتصادي, خاصة بعد اعتراف الادارة الامريكية بفشل سياستها, وما آلت اليه الاوضاع الاقتصادية في معظم دول العالم, والثمن الباهظ الذي دفعته شعوب الارض قاطبة نتيجة تطبيق سياسات اقتصادية منفلته, فرضت على العالم من قبل الولايات المتحدة الامريكية, ادت الى اغراق بلدان العالم الثالث بالمديونية, واخضاع هذه البلدان للابتزاز السياسي والاقتصادي, وتجويع وافقار شعوبها, نتيجة السياسات الليبرالية القائمة على اقتصاد السوق, وتخلي الدولة عن دورها الاجتماعي, وخصخصة مؤسسات القطاع العام بما في ذلك المؤسسات الخدمية, والتسهيلات المطلقة للرأسمال الاجنبي, وتحرير الاسواق, وازالة الحواجز كافة امام انسياب السلع من مختلف دول العالم, واضعاف الصناعات الوطنية, والغاء الضوابط والرقابة على التجارة الداخلية, واخضاع الفئات الشعبية لمشيئة المستغلين من دون حسيب او رقيب. لم تقتصر الخسارة على شعوب بلدان العالم الثالث, بل شملت الدول الصناعية, فقد دخلت اوروبا واليابان مرحلة الركود الاقتصادي بعد امريكا, ودفعت هذه السياسات ملايين العمال الى جيش العاطلين عن العمل وافلاس الاف الشركات في البلدان الرأسمالية.

مؤتمر العشرين بدأ يتلمس الطريق الجديد للاقتصاد العالمي من دون الغوص في الاعماق, فكانت نهايته بلا نتائج ملموسة في مواجهة الازمة كما كان متوقعا, اجندة المؤتمر لم ترق لمستوى القضايا الاكثر سخونة في الازمة, فالمؤتمر ليس اكثر من اعلان عن رغبة الدول الصناعية بمشاركة الدول الصاعدة حسب المصطلحات الجديدة في معالجة الازمة, وترحيلها الى ما بعد استلام الادارة الجديدة في البيت الابيض وذلك لعدة اسباب.

اولها: ان ادارة بوش سوف تغادر البيت الابيض بعد اقل من شهرين وهي غير معنية بالدخول في مفاوضات جدية باتجاه الوصول الى حلول للازمة خاصة وان الثمن المطلوب باهظ التكاليف.

ثانياً: ان الدول المشاركة في هذا المؤتمر غير معنية بالتفاوض جديا مع ادارة بوش وحضورها للمؤتمر لا يتعدى لقاءات علاقات عامة.

ثالثا: وهو الاهم ان الاجراءات المطلوبة لمواجهة الازمة اكبر بكثير من ان تحل بهذه السرعة, فالنظام المالي العالمي يحتاج الى اعادة بناء على اسس جديدة, وفي مقدمة ذلك: وضع الدولار كعملة احتياط عالمي, وعلاقته بتسعير النفط, وايجاد وسيلة لضبط اصدار الاوراق النقدية من العملات العالمية وبشكل خاص الدولار بغطاء يتناسب مع الاصدار, سواء من خلال تغطيتها بالذهب, او معادلة قياس اصدار الاوراق النقدية مع »قدرة الاقتصاد الوطني على انتاج الخيرات المادية«, اضافة الى ايجاد رقابة على هذا الموضوع من قبل مؤسسات دولية مختصة, مع الحاجة الموضوعية لاصلاح انظمة المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد والبنك الدوليين.

ما لم يطرح على اجندة مؤتمر العشرين اعطاء دور للبلدان النامية من خلال مؤسسات اقليمية كالجامعة العربية ومؤسساتها الاقتصادية, وغيرها من المنظمات المشابهة في العالم, للاسهام بمعالجة النظام المالي والاقتصادي العالمي ولارساء اسس اقتصاد عالمي جديد اكثر توازنا, يسهم بتوفير فرص مناسبة لتحقيق تنمية اقتصادية للبلدان النامية, وهذا يتطلب جهودا دولية واقليمية مكثفة, وعلى اهمية مشاركة السعودية في المؤتمر, الا ان هذه المشاركة جاءت كونها من اهم الدول المنتجة للنفط, وليس بصفتها من الدول النامية, لذلك يفترض القيام بتحرك عربي ودولي نحو مشاركة اوسع في المؤترات المقبلة, واللجان المنبثقة, ينبغي المطالبة بان تكون الجامعة العربية عضوا اصيلا في المؤتمر, لتحفظ للوطن العربي مكانة في الاقتصاد العالمي, وذلك من خلال مؤسساتها الاقتصادية لتقديم مقترحات محددة, ففي الوقت الذي يطلب من دول الخليج مساهمة بمعالجة الازمة, يفترض ان يكون لها دور في تصويب الاختلالات, وذلك من خلال المؤسسات الاقتصادية للجامعة العربية, لاعطاء دور للبلدان النامية برسم السياسات المستقبلية بما يخدم تحقيق مشروع تنموي شامل, اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا, للوصول الى عالم اقل وحشية واكثر عدالة في المرحلة المقبلة.

بقي ان نقول ليس بمقدور مؤتمر العشرين الذي عقد في الاسبوع الماضي الدخول بمفاوضات حول مختلف هذه القضايا المعقدة والشائكة وبهذا الزخم بسهولة, لم يكن متوقعا خروج مؤتمر العشرين بنتائج سريعة, كون الحلول المطروحة ستكون على حساب الاقتصاد الامريكي الذي تمتع بمكاسب ومزايا لم تتمتع بها اي دولة في العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية, لم تستثمر امريكا هذه المكاسب باتجاه بناء اقتصاد عالمي جديد قائم على التعاون الاقتصادي والسياسي بين الدول, بل دفعت العالم نحو كوارث اقتصادية وسياسة ادت الى انهيار هذا النهج, بعد ان سقطت العديد من الدول ضحايا لسياستها الرعناء.0













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب وسط مطالبات بإسقاط


.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟




.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح


.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا




.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ