الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى نتعلم من تجاربنا؟!

عزيز الحاج

2008 / 11 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تؤلمني جدا كوطني عراقي مستقل هذه المشاحنات، والملاسنات المستمرة، الساخنة بين هيئة الرئاسة العراقية، والسيد رئيس الوزراء.
تؤلمني لأسباب كثيرة:

الأول أنها لا تتخذ طابع حوار ونقد هادئين، بناءين، للتوصل لما هو صحيح، وتصحيح الخطأ.
تؤلمني، خاصة، لكونها تجري في الوقت والظرف غير المناسبين أبدا، وخصوصا جراء الفتنة الجديدة التي يريد الصدر إشعالها، وطبول المغالطات المستمرة بعنوان "السيادة الوطنية" والمعنى في بطون المزايدين، فضلا عن استمرار التفجيرات.

تؤلمني لأن هذه الطريقة الحادة والعلنية في النقد، والاتهامات المتبادلة لا تساعد على تشخيص مواطن الضعف والخلل في أداء السيد المالكي وحكومته، وهي موجودة دون شك، ومنها ما تعرضنا لها مرارا، كالقيادة الفردية، والصمت عن الغزو الإيراني المتفاقم والمتعدد الأشكال، وعدم اتخاذ إجراءات حازمة حقا لوقف الحملات على المسيحيين، وعدم اتخاذ تدابير ناجعة لمكافحة الفساد، ومحاسبة الفاسدين، ولا ننسى الخدمات من كهرباء، وماء، ومشكلة البطالة والفقر.

إنصافا، إن المالكي ليس بالمقصر الوحيد هنا، فلهيئة الرئاسة نفسها قصور كبير، وعدم مبالاة تجاه مشكل كبرى تمس الشعب.
نسأل: هل أصدرت الهيئة بيانات تدين حرب تطهير الأقليات الدينية، وتضع معالجة المشكلة أمام الحكومة كقضية ملحة جدا؟
هل احتجت يوما ما على التدخل الإيراني والسوري، وآخر ذلك التصريحات السورية المتشنجة ضد الاتفاقية الأمنية؟
هل قامت مع الحكومة بحملة توضيح وتوعية لشرح ضرورة الاتفاقية، ومعنى السيادة الوطنية لكيلا يترك المجال للمغرضين وعملاء إيران وسوريا وكل أعداء استقرار العراق؟

لم صمتت كل من الحكومة والهئية عن التحركات الصاخبة، المشبوهة لمقتدى الصدر، وفي وقت تتفق فيه الحكومة والهيئة على توقيع الاتفاقية يقوم الموما إليه بالإعلان عن نية تشكيل لواء لمحاربة القوات الأمريكية؟ ما الذي يجمع بين الموقف الرسمي وموقف الملّا، آغاي، مقتدى؟
إن لكل من الهيئة والحكومة أخطاء، والمشاحنات التي جرت، وتجري اليوم، تدور غالبا حول محاور من المصالح، والاعتبارات الحزبية والفئوية.

أيها السادة الأفاضل:
إن الوضع العراقي دقيق جدا، وأعداؤنا كثيرون، داخلا وخارجا. ابحثوا المشاكل بهدوء مع بعض، وأجلوا البحث في بعض الخلافات، فلكل من أحزاب الحكم أخطاء، والصراعات المتهيجة لا تخدم شعبنا في ظرفنا الصعب.
أجل، متى نتعلم؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24