الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل (( باركت )) أميركا التوريث في ليبيا ؟

محمد كليبي

2008 / 11 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


استقبلت السيدة " كوندوليزا رايس " وزيرة الخارجية الأميركية , الخميس الماضي , السيد " سيف الاسلام معمر القذافي " , في وزارة الخارجية الاميركية بواشنطن , وبحضور السيد " ديفيد وولش " مساعد السيدة رايس .

ولكون السيد سيف الاسلام لا يتقلّد - شأنه شأن والده الزعيم - أيّ منصب رسميّ في الدولة الليبية !؟ فقد تم اللقاء مع السيدة رايس بصفته رئيسا " لمؤسسة القذافي للتنمية " , لا بصفته نجلا للزعيم القذافي !؟ بحسب تصريحات الخارجية الاميركية .

وعلى الرغم من احترامنا الكبير للادارة الاميركية الحالية , ادارة الرئيس " جورج بوش " , وايماننا العميق بجدّية هذه الادارة وصدقها في تبني استراتيجية نشر الديمقراطية في العالم العربي , وتقديرنا التام للجهود الاميركية المتواصلة المبذولة في سبيل تحقيق تلك الاستراتيجية الهادفة الى " دمقرطة العالم العربي " .

ليس حبا في العرب بالتاكيد - كما قد يظن بي البعض - ولكن - وهذا حق طبيعي للاميركيين - خدمة لمصالحهم الاستراتيجية في المنطقة .

وهنا يكمن ما يسمى " بتقاطع المصالح " بين الغرب والعرب , مما يوجب على العرب انتهاز واستغلال هذا التحوّل والتغير في الاستراتيجية الاميركية باتجاه دمقرطة العالم العربي , في تحقيق الديمقراطية .

لكن يبقى أنّ لقاء السيدة رايس بنجل الزعيم الليبي , وفي وزارة الخارجية الاميركية تحديدا , قد اعطى , ويعطي , للعرب اشارة كبيرة , ودلالة واضحة وعميقة على ان الولايات المتحدة الاميركية قد منحت القيادة الليبية "" ضوءا أخضرا "" للمضي قدما باتجاه " التوريث " . وان السيد سيف الاسلام "" قد نال الرضا والقبول والمباركة "" من الادارة الامركية .

أو على الاقل أن اللقاء السالف الذكر قد منح السيد سيف الاسلام "" اعترافا "" رسميا أميركيا بدوره القيادي في الدولة الليبية , حاضرا ومستقبلا !؟

من المعروف ان الادارات الاميركية المتعاقبة , ومنذ زمن طويل , كانت " تدعم " الانقلابات العسكرية العربية , والحكام الدكتاتوريين في العالم العربي , خدمة لمصالحها الاستراتيجية في المنطقة - وهذا مرة أخرة حقها الطبيعي - . لكن هذه السياسة الاميركية قد تغيرت , وهذا ما لا شك فيه , منذ حادثة 11 سبتمبر الاجرامية عام 2001 , بحيث اصبحت الاستراتيجية الاميركية في العالم العربي - كما تقدم - تتمثل في نشر المبادي الديمقراطية على طريق دمقرطة المنطقة, التي تعني فيما تعني دمقرطة الانظمة الحاكمة في العالم العربي , وهذا ما لا يتوافق ( بل يتناقض تماما ) مع التوريث .

نامل ان تخيّب الادارة الاميركية ظنوننا في أنها قد أعطت الضوء الاخضر للدكتاتور الليبي " معمر القذافي " بالمضي قدما في سعيه الى توريث الحكم لابنه سيف الاسلام . لان ذلك سيمثل بادرة أميركية سلبية تجاه شعوب المنطقة عموما , ودافعا قويا لبقية الدكتاتوريون العرب ( وفي المقدمة مصر واليمن ) لتحقيق رغباتهم المماثلة في التوريث , أسوة بالدكتاتورية الليبية , وقبلها الدكتاتورية السورية , مدشّنة التوريث ومدشّنة الانقلابات العسكرية ومدشنة جميع السلوكيات الاستبدادية العربية .

كما نأمل أن لا تهتز ثقتنا في الادارة الاميركية الحالية , والادارات القادمة , في قضية نشر الديمقراطية في العالم العربي , نتيجة لهذا اللقاء الغير مبرر ليبيا ( كما عبرت عن ذلك المعارضة الليبية ) وعربيا ..........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا اعترف عمار لريم بحبه لها ????


.. مصر: طبيبات يكسرن تابو العلاج الجنسي! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. كندا: حرائق تحت الثلج! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مارين لوبان: بإمكاننا الفوز بهذه الانتخابات وإخراج فرنسا من




.. أكثر من 3 تريليونات دولار.. لماذا هذه الاستثمارات الضخمة في