الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل حال الزوجة غير المسلمة أفضل؟

محيي هادي

2004 / 3 / 3
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


يعتبر الزواج الاسلامي، بالنسبة للمرأة، زواجا كاثوليكيا دائميا، إذ أن الطلاق بيد الرجل. فالعصمة بيده الا فيما ندر من الحالات الاستثنائية، و بعض شيخات الخليج مثلا على هذا الإستثناء.  أما الرجل فيستطيع التطليق متى ما شاء، و على المرأة أن تتحمل كل مآسي الطلاق و نتائجه.
للرجل، في مجتمعنا، الحق باتخاذ أكثر من زوجة، و ليس على الزوجة إلا التحمل و الصبر و الصك على أسنانها لكي لا تُظهر غيرتها، فغِيرة المرأة كفرٌ كما يقولون، أما غِـيرة الرجل فهي الإيمان بعينه.
و واقعنا العراقي، في زمن  حزب البعث الدموي، أعطى للنساء المتزوجات العراقيات مشكلة أخرى، ألا و هي فقدان الزوج لأسباب عديدة:
*بسبب الحروب التي شنها الطغاة البعثـفاشيون و عدم العثور على الأزواج أحياء أم أمواتا،
*بسبب اختطاف مئات الآلاف من الرجال العراقيين  و زجهم في السجون و فقدانهم هناك دون العثور عليهم و عدم معرفة مصيرهم.
*كذلك فإن الآلاف من العراقيين الذين فقدوا في أعماق البحار و في سفوح الجبال و في رمال الصحاري في محاولاتهم الهروب من جحيم الإرهاب الدموي البعثي، لم يعثر عليهم.
* أو في غيرها من الحالات التي لا تعرف الزوجة مصير زوجها.
في كل الحالات يجب على الزوجة التحمل و الصبر و إنتظار فرج الله، فلا يرجع الزوج  و لا تستطيع الحصول على طلاق و إلغاء زواجها لبناء حياتها من جديد. إن الرجل الذي لا يعرف مصير زوجته يستطيع بناء حياته من جديد، وكيف لا !،و يستطيع الزواج بأكثر من واحدة في نفس الوقت.
و قد يقول البعض أن للمرأة الحق في الانفصال عندما يُفقد زوجها ، و لكن كم سنة يجب عليها أن تنتظر لكي تحصل على الطلاق؟ 

و أتذكر الآن قصة شابة عراقية تزوج بها أحد أقربائها الذين هاجروا الى أستراليا، و من هناك أعادها زوجها بحيلة الى منطقتنا و لكن بدون أن يطلقها، و هي الآن بحيرةٍ فزوجها لا يريد منها أن ترجع الى أستراليا و هو في نفس الوقت لا يريد تطليقها، لكي تبني حياتها من جديد مع شخص آخر.

و يذكر إبن الأثير في تاريخه أن يحيى بن الأشعث بن يحيى الطائي، تزوج ابنة لعمه أبي النعمان، و كانت ذات يسار و لسان، ثم تركها بسمرقند، و أقام ببغداد، و اتخذ السراري، فلما طال ذلك عليها أرادت التخلص منه، و بلغ رافعا (بن الليث بن سيار) خبرها، فطمع فيها، و في مالها، فدسَّ إليها من قال لها: إنه لا سبيل الى الخلاص من زوجها إلا أن تُـشهِد عليها قوما أنها أشركت بالله (أي أصبحت "كافرة" غير مسلمة)، ثمَّ تتوب، فيفسخ نكاحها، و تحل للأزواج، ففعلت ذلك، و  تزوَّجها رافع.
فبلغ الخبر يحيى بن الأشعث، فشكا الى الخليفة الرشيد ، فكتب الرشيد الى علي بن عيسى بن ماهان يأمره أن يُفرق بينهما و أن يعاقب رافعاً و يجلده الحد و يقيده و يطوف به في سمرقند على حمار، ليكون عِظة لغيره، ففعل به ذلك و لم يحدَّه، و طلَّقها رافع و حُبس بسمرقند.

لم يأمر خليفة المسلمين بحل مشكلة الزوجة بل على العكس فإنه أمر بأن تستمر في مأساتها.

محيي هادي - أسبانيا
آذار 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ممر رملي قد يدهشك وجوده.. شاهد كيف عبَر إماراتي من جزيرة إلى


.. حزب الله يعلن استهداف موقع السماقة الإسرائيلي في تلال كفر شو




.. لماذا تضخ الشركات مليارات على الذكاء الاصطناعي؟! | #الصباح


.. حكومة نتنياهو تستعد لتطبيق فكرة حكم العشائر خاصة في شمال غزة




.. هل يمكن للأجداد تربية الأحفاد؟ | #الصباح