الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفة المثقف الحر

سلام خماط

2008 / 11 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


غياب النقد يجعل من المسؤول متمادياً في فرديته اضافة الى ما يطلقة بعض الشعراء من أيات التبجيل والمديح وكذلك بعض المقربين من وصولين واصحاب نفوس ضعيفة ومستفيدين من هذا القرب حتى يقع هذا المسؤول فريسة لأخطائه، من هنا يرى بعض المفكرين ان الحكومة تستطيع الاستفادة من المعارضين اكثر من المؤيدين وانها اذا خندقت النقد فأنما تمهد السبيل لهدم نفسها.
فليس هنالك حكومة تأتي عن طرق الانتخابات لاتقبل النقد الا اذا كانت تمارس الحكم دون اعتبار للمعرضة البرلمانية او للنقد الذي تقوم به وسائط الاعلام والصحافة على وجه الخصوص،هنا تكون الحكومة تواصل سياساتها المرسومة والصحافة مستمرة على نهجها اليومي في اصدار الصحف والمجلات دون جدوى من هذه الاصدارات فتصبح حرية الصحافة كما رسمها من قبل احد السلاطين المستبدين عندما اطلق مقولته المشهورة(اننا لا نحول بين الناس وبين السنتهم،ما لم يحولوا بيننا وبين السلطان).
هنا فإننا لا نخرج من أصل المشكلة التي لازمتنا على امتداد تأريخنا وهي ان الشخص الذي يجلس على كرسي الحكم يعتقد بأنه يفكر نيابة عن الجميع حتى يتصور بأنه اكتسب كل صفات الاباطرة وهذا ان دل على شيء فأنما يدل على القصور العقلي الذي لازم الحكام طيلة تأريخهم الاسود وما اصاب البلدان التي حكموها من كوارث.
فأذا كانت الدكتاتوريات والانظمة الشمولية تقمع المعارضة فعلى الانظمة والحكومات الوطنية ان تقبل بهذه المعارضة لما لها من دور في تقويم عمل الحكومة وكشف الاخطاء ووضعها امام المسؤول وبهذا تكون قد قدمت خدمة من خلال تنبيهه بمعالجة وتصحيح تلك الاخطاء.
وحتى يكتسب المثقف صفة المثقف الحر لابد ان يكون قد استمثل لخيارين لاغير اولهما الخروج على سلطة الايديولوجيا كي لاتكون ثقافته مختزلة والثاني ان يدور في فلك الناس لا في فلك السلطة، الا اننا نرى عكس ذلك في اكثر الاحيان،فقد حصلت انظمة الفساد على متنفس من خلال انخراط اكثر المثقفين الى صفوفها حتى تحولوا الى اذناب وعرفوا فيما بعد بالطبالين،اما الان وفي ظل النظام الديمقراطي الجديد فقد اتجه اكثر الكتاب الى الكتابة عن الاسلام السياسي والصراع الطائفي والمذهبي والعرقي دون التطرق الى اسباب هذا الصراع ومن يقف وراءه وهو الفكر الصهيوني العدواني الذي يعكس واقع الكيان الصهيوني في فلسطين وجوهره الاغتصابي، لا انني استثني القلة من الكتاب اللذين طالما تناولوا رأس المشكلة المتمثل في اسرائيل وسياستها العدوانية الساعية الى تدمير ليس الكيان العربي فحسب بل البشرية جمعاء من خلال تدمير البنى التحتية للانتاج المحلي من مصانع ومعامل واراضي زراعية،ففي الوقت الذي توفر فيه الصين-الامن الغذائي لأكثر من مليار مواطن صيني نجد ان اصغر البلدان العربية لاتستطيع ان توفر وجبة واحدة من الغذاء لسكانها من انتاجها المحلي ،وقد يسأل سائل ما هو السر في هذه المفارقة و الجواب على ذلك ان القيادة في –الصين-استطاعت ان تعيد ثقة الناس بأنفسهم،اما مايسمى بالقيادات في بلداننا فأنها تسعى الى اعادة ثقة الناس بها وهذا لم يحصل الى الان،السبب في ذلك طالما تمكنت عصابة من الاوباش من السيطرة على المؤسسات القمعية ومصادر الثروة كما حصل سابقاً ابان الحكم الدكتاتوري اما الان فقد استثمرت قوى سياسية طائفية منظمة ومسلحة هذا الوضع الشاذ الذي يمر به العراق وبالتحالف مع قوى خارجية لتحقيق هيمنتها الكاملة لاغيه المكونات الأساسية لهذا الشعب من ابنائه الاصلاء ممن سموهم بالاقليات متناسية ان القاعدة التي يرتكز عليها العراق انما تعتمد على هذا النسيج المجتمعي الذي يتألف منه التعدد الفسيفسائي بتمظهراته البالغة التنوع والتي طالما كانت منسجمة ولقرون عديدة ،الا ان الصهيونية العالمية تعمل بكل ما اوتيت من قوة من اجل اضعاف العراق وجعلة بلداً لايخرج من دائرة الخراب والدمار والقتل المستمر.
يقول احد مخططي الستراتيجيات الصهيوامريكية: نريد للعراق بعد سقوط صدام ان يبقى ضعيفاً ومريضاً نعطيه الجرعة في الوقت المناسب.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة