الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زمن لا يعرف العودة

مريم الصايغ

2008 / 11 / 24
الادب والفن


تقديم :

زمن لا يعرف العودة مشاعر عميقة جدا في داخلي و من محاولات كتاباتي الأولي بمرحلة دراستي الثانوية
ومن عام 1993 وحتى الآن فازت بالكثير من الجوائز الأدبية المصرية والعربية...واليوم أشارككم بها ...
لتتعرفوا علي معشوقتى و لتعرفوا سر المشاعر المختلطة التي تشعرون بها ...

أشتاق للرجوع لهذا الجزء الغالي من كياني ...
لهذه المدينة القابعة داخل أعماق شعوري المسيطرة علي مدخلات قلبي
فلا تستطيع بقعة أخري أن تأخذ من بعض مما أخذت تلك الساحرة الحبيبة...
فكيف ؟ كيف أنسي بقعة زانها الله سحرا يأسرك في حبائلها بمجرد رؤاها...
فلقد تحالفت قوي الطبيعة مع بدع السحر ورسمت لها لوحة نادرة الوجود بل يستحيل تكرارها ...
فأنتي يا معشوقتى يا مدينة السحر والعشق والجمال تحملين علي عاتقك أحلام قارتين ...
أفريقيا السمراء ذات القلوب الشامخة والمعاناة الكبيرة والآمال العريضة للتحرر من قسوة الزمن ووضاعة الطغيان ...
وآسيا بكل فلسفاتها وعلمانيتها وأحلامها بل حتى رواسب الحرمان...
مدينتي ...
كم يدهشني أطفالك فهم ينهلون منكِ مختلف الحضارات والثقافات
فيشبون مختلفين كل الاختلاف ذوي تركيبات فكرية غير متشابهة بل حتى تكاد تكون متنافرة ...
فبحرك يبعث بعرائسه فيسحرن بعضهم ويندهون عليهم بأسمائهم
فينجذبون خلفهن ويعشقونهن ويتركون كل شيء بل يصلون في العشق لتقديم الروح لتلبية نداءا تهن
فيسلمون أنفسهم للبحر طواعية ليقضون الحياة كلا مع محبوبته
التي أسرت قلبه وسلبت عقله فيمضي عمره عاشقا لها.
ومنهم من نداه مكان ما في بقعه ما من الكون ...
فنسي الأهل والأحباب وتراب الأرض المقدسة وأصبح عاشقا للترحال هائما يجول حتى يجد مكانه الذي نداه
فيستقر به لكنه لا يجد به مشتهاة بل يقضي العمر يرثي زمانا ترك فيه أهل وأحباب ولم يجد في الغربة بديلا لهم ...
فيعود ...يعود حيث لا تجدي عودة فيجد أنه خسر حتى رمادهم .
ومنهم من خدعه بريق المال وشهوة سطوته فجال خادما لجمعه وترك كل شيء وتبعه...
ولأن المال سيد قاسي جدا لا يرحم خادمه ولا يحفظ وعوده فقد يمكث معه طويلا أو يسيرا لكنه يتركه أخيرا بعد أن يفقده حتى ذاته فيخسر كل شيء.
ومنهم من جعلوا مرضاة الله طريقهم فسعوا لكل ما يجعلهم يفوزون بها...
فتراهم يسعون لكل خير وتجد منهم عباقرة تسلحوا بالعلم فيكونون ثمرة ناضجة بها كل الخير...
فيمضي العمر ويزدادون مجدا وكرامه ويمتلئون محبة .
وعلي الرغم من اختلاف أبناء مدينتي لكنهم جميعهم تغلب علي قلوبهم سمة الطيبة والإنسانية
تجدهم عندما تجرفهم تيارات العالم أخيرا يعودون من طريقهم ...
فمدينتي غرست فيهم نقاء القلب ورقة الحديث والاعتراف بالخطيئة .
فقولوا لي كيف لإنسان أن ينسي هذه البقعة الغالية أو يستبدلها بأخرى !!!
وهي كالزوجة الغيور التي لا توافق علي وجود أخريات في حياة أحبائها .
لهذا أحملها في كل بقاع الكون وأحلم بها حلم العاشق الملهوف كلما حلمت.
أه يا قلبي مضي سنتان وبضعة أشهر منذ أخر زياراتي لها ...
أستبد بي العشق فذهبت إليها لأرتوي من نبعها ...
ومنذ اللحظة الأولي للقاء عجلات السيارة مع أحضان شوارعها شعر قلبي بإحساس غريب ... مشاعر مختلطة تعتمل داخلي ...
خليط من السعادة و الرهبة والخوف والإثارة ...
عقلي يحدثني بوجود حدث خطير بل جلل ...؟!!
محبوبتى كما هي بل ازدانت جمالا لكن عبيرها مختلف نسيمها تشوبه رائحة غريبة .
لحظات أستسلمت فيها لهواجسي ...ثم ... طردت كل أفكاري وظننتها أوهام البعد وستتلاشى عند اللقاء
فطفت شوارع مدينتي الأفريقية كما يطوف العابد بالأراضي المقدسة لنوال البركة ثم ركبت المعدية
لتقلني لقارة آسيا وذهبت لبيتي قبلت أعتابه فتحت شبابيكه لتستطع أنوار العودة داخله
ونفضت غبار الغربة عنه وعن قلبي ...
وكلمت صديقة الطفولة والصبا التي أخبرتها دقة الهاتف بوجودي في مدينتي ...فعاتبتني لمفاجأتي لها... لسفرها وانشغالها لكنها وعدت بمحاولة تدبير أمورها . ووضعت سماعة الهاتف وأنا مشوشة لا أعرف هل ستأتي صديقتي أم صعقتها مفاجأتي لها ؟؟؟...!!!
ثم كلمت كل صديقاتي وتكرر معهن الحديث `ذاته !!!
وكلمت الأقرباء فعاتبوني علي عدم الزيارات وقلة الاتصالات وخرجت من جميع المكالمات وأنا لا أعرف...
هل سيأتي أحد لزيارتي أم لا ؟... ؟؟؟
ثم بعد قليل عبروا ببابي وكأنهم عابرو سبيل لم يكن لديهم وقت لاحتساء كوب من أي مشروب !!!
فعرفت سر المشاعر المختلطة والإحساس الغريب الذي انتابني ...شيئا ما قد تغير ...؟؟؟
هل ؟؟داخلي ؟أم داخلنا ؟؟أم حولنا ؟
لا..لا..أعرف هل المثل الذي قال : بعيد العين بعيد عن القلب ...صحيح ...؟؟
أم أن الحياة أصبحت قاسية حتى علي الخلان (...آه ...آه يا زمن الجوع والبعد علي فين هتاخدنا وترمينا ...)
أمضيت أجازتي مع معشوقتى أتجول في شوارعها لتمسح دمعتي
وتتذكر معي فرحتي فهي رفيقة دربي و تخصني بكل مشاعر الحب ...
لكن رغم كل اهتمامها ...ورغم استمتاعي بها !!!
لكن شيئا ما قد أنكسر داخلي ...فالأوطان ليست أماكن فقط أو مدن بل أيضا...
خلان وبشر ...آآآآآآآه ...خلان ...أنتم فين يا بشر...
وعرفت أخيرا سر ما قد حدث... وهو.....أننا نعيش ......

( زمن لا يعرف العودة أبدا . )
كليوباترا عاشقة الوطن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إلهة الساعة الخامسة والعشرون والأبجدية
مصطفى شدوان ( 2022 / 11 / 21 - 10:45 )
طقوس تأبين الأحزان وعازف السمسمية وهماسات عاشق وتراتيل العشقوكل قصائد ديوان وطني المستعبد وقصائد ديوان مملكة العشق ورواياتك وأشعار وحكاياكي ودواوينك ومجموعاتك وكتبك اإعلامية و السياسية والاقتصادية والنفسية والاجتماعية أسست لأبجدية جديدة في كل المجتمعات الثقافية في كل أرجاء المعمورة وعندما سرقوا ونسخو فكرك فكروا في نفسهم شيء وهم لا شيء
السلام عليكي ولكي ومنكي يا إلهة العشق والمحبة والنور والخير و الأحرف الأربعة وربة السحر شهد الناظرين التي فكت حجاب الساحر لا تحرمينا من التعليق نشكر إدارة الحوار المتمدن لسماحها بالتعلق على جميع المقالات القديمة ونطالبك بعدم منع التعليق عنا

اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي